اسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عبد...


تفسير

رقم الحديث : 5721

أَخْبَرَنَا أَبُو الحسن بركات بن عَبْد العزيز بن الحسين البزاز ، وأَبُو مُحَمَّد عَبْد الكريم بن حمزة بن الخضر الرزاز ، قَالا : أنا أَبُو بكر أَحْمَد بن علي بن ثابت الحافظ ، نا أَبُو الحسن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن رزقويه ، نا أَحْمَد بن سندي الحداد ، نا الحسن بن علي بن علوية ، نا إسماعيل بن عيسى ، نا إسحاق بن بشر القرشي ، أنا إدريس - هو ابن عَبْد الكريم - عن وهب - وهو ابن منبه - وسعيد ، عن قتادة ، عن الحسن ، قَالا : إن إرميا كَانَ غلاما من أبناء الملوك ، وكَانَ زاهدا ، ولم يكن لأبيه ابن غيره ، وكَانَ أبوه يعرض عليه النكاح فكَانَ يأبى مخافة أن يشغله عن عبادة ربه ، فألح عليه أبوه ، فكره أن يعصي أباه ، فزوجه في أهل بيت من عظماء أهل مملكته ، فلما أن دخلت عليه امرأته ، قَالَ لها : يا هذه إني أسر إليك أمرا ، فإن كتمتيه علي وسترتيه سترك الله في الدنيا والآخرة ، وإن أنت أفشيتيه فضحك الله في الدنيا والآخرة ، قَالَت : فإني سأكتمه عليك ، قَالَ : فإني لا أريد النساء . قَالَ : فأقامت معه سنة ، ثُمَّ إن أباه أنكر ذلك ، فسأله ، فقَالَ : يا أبه ما طال ذلك بعد ، فدعا امرأته فسألها ، فقَالَت : مثل ذلك ففرق بينهما ، وزوجه امرأة في بيت أشرافهم ، فأدخلت عليه فاستكتمها أمره مثل ما استكتم الأولى ، فلما مضت سنة ، فسأله أبوه مثل ما سأل ، فقَالَ : ما طال ذلك يا أبه ، فسأل المرأة فقَالَت : كيف تحمل المرأة من غير زوج ؟ ما مسني ، فغضب أبوه ، فهرب منه حتى بعثه الله نبيا مع ناشية الملك ، وجاءه الوحي . قَالَ : ونا إسحاق ، قَالَ : وأنا إدريس ، عن وهب بن منبه : إن الله تعالى لما بعث إرميا إلى بني إسرائيل ، وذلك حين عظمت الأحداث في بني إسرائيل وعملوا بالمعاصي فقتلوا الأنبياء ، طمع بخت نصر فيهم وقذف الله في قلبه ، وحدث نفسه بالمسير إليهم لما أراد الله أن ينتقم بِهِ منهم ، فأوحى الله إلى إرميا إني مهلك بني إسرائيل ، ومنتقم منهم ، فقم على صخرة بيت المقدس يأتيك أمري ووحيي . فقام إرميا ، فشق ثيابه ، وجعل الرماد على رأسه وخر ساجدا ، وقَالَ : يا رب وودت أن أمي لم تلدني حين جعلتني آخر أنبياء بني إسرائيل فيكون خراب بيت المقدس وبوار بني إسرائيل من أجلي . فقيل له : ارفع رأسك ، فرفع رأسه ، قَالَ : فبكى ، ثُمَّ قَالَ : يا رب من تسلط عليهم ، قَالَ : عَبْدة النيران ، لا يخافون عقابي ، ولا يرجون ثوابي ، قم يا إرميا فاستمع وحيي ، أخبرك خبرك وخبر بني إسرائيل : من قبل أن أخلقك اخترتك ، ومن قبل أن أصورك في رحم أمك قدستك ، ومن قبل أن أخرجك من بطن أمك طهرتك ، ومن قبل أن تبلغ نبأتك ، ومن قبل أن تبلغ الأشد اخترتك ، ولأمر عظيم اجتبيتك . فقم مع الملك ناشية تسدده وترشده . فكَانَ معه يرشده ، ويأتيه الوحي من الله ، حتى عظمت الأحداث في بني إسرائيل ونسوا ما نجاهم الله من عدوهم سنحاريب وجنوده ، فأوحى الله تعالى إلى إرميا : أن ائت قومك من بني إسرائيل قم فاقصص عليهم ما آمرك بِهِ ، وذكرهم نعمتي عليهم ، وعرفهم إحداثهم ، فقَالَ إرميا : يا رب إني ضعيف إن لم تقوني ، عاجز إن لم تبلغني ، مخطئ إن لم تسددني ، مخذول إن لم تنصرني ، ذليل إن لم تعزني . فقَالَ الله له : أو لم تعلم أن الأمور كلها تصدر عن مشيئتي ، وأن الخلق والأمر كله لي ، وأن القلوب والألسنة كلها بيدي ، أقلبها كيف شئت فتطيعني ، فأنا الله الذي ليس شيء مثلي ، قامت السموات والأرض وما فيهن بكلمتي ، وأنه لا يخلص التوحيد ولا تتم القدرة إلا لي لا يعلم ما عندي ، وأنا الذي كلمت البحار ، ففهمت قولي ، وأمرتها ففعلت أمري ، وحددت عليها حدودا فلا تعدو حدي ، وتأتي بأمواج كالجبال ، فإذا بلغت حدي ألبستها مذلة لطاعتي وخوفا واعترافا لأمري ، وإني معك ولن يصل إليك شيء معي ، وإني بعثتك إلى خلق عظيم من خلقي لتبلغهم رسالاتي ، فتستوجب بذلك أجر من اتبعك ولا ينتقص من أجورهم شيئا ، وإن تقصر عنها تستحق بذلك مني وزر من تركته في عماءة ، ولا ينتقص ذلك من أوزارهم شيئا ، انطلق إلى قومك فقم فيهم ، وقل لهم : إن الله ذكركم بصلاح آبائكم فلذلك استبقاكم يا معشر أبناء الأنبياء ، وتسألهم كيف وجد آباؤهم مغبة طاعتي ، وكيف وجدوا هم مغبة معصيتي ؟ وهل وجدوا أحدا عصاني فسعد بمعصيتي ؟ وهل علموا أحدا أطاعني فشقي بطاعتي ؟ إن الدواب إذا ذكرت أوطانها الصالحة نزعت إليها ، وإن هؤلاء القوم رتعوا في مروج الهلكة وتركوا الأمر الذي بِهِ أكرمت آباءهم ، وابتغوا الكرامة من غير وجهها . أما أحبارهم ورهبانهم فاتخذوا عبادي خولا ، يتعَبْدونهم دوني ، ويحكمون فيهم بغير كتابي حتى أجهلوهم أمري ، وأنسوهم ذكري وسنتي ، وغروهم عني . فدان لهم عبادي بالطاعة التي لا تنبغي إلا لي ، فهم يطيعونهم في معصيتي . وأما ملوكهم وأمراؤهم فبطروا نعمتي ، وأمنوا مكري ، وغوتهم الدنيا حتى نبذوا كتابي ، ونسوا عهدي فهم يحرفون كتابي ، ويفترون على رسلي جرأة منهم علي ، وغرة بي . فسبحان جلالي ، وعلو مكَانَي ، وعظمة شأني هل ينبغي لي أن يكون لي شريك في ملكي ؟ وهل ينبغي لبشر أن يطاع في معصيتي ؟ وهل ينبغي لي أن أخلق عبادا أجعلهم أربابا من دوني ؟ أو آذن لأحد بالطاعة لأحد ؟ وهي لا تنبغي إلا لي . وأما قراؤهم وفقهاؤهم فيدرسون ما يتخيرون فينقادون للملوك فيتابعونهم على البدع التي يبتدعون في ديني ، ويطيعونهم في معصيتي ، ويوفون لهم بالعهود الناقضة لعهدي ، فهم جهلة بما يعملون لا ينتفعون بشيء مما علموا من كتابي . وأما أولاد النبيين فمقهورون ومفتونون يخوضون مع الخائضين يتمنون مثل نصري آباءهم والكرامة التي أكرمتهم بها ، ويزعمون أنه لا أحد أولى بذلك منهم بغير صدق منهم ولا تفكر ، ولا يذكرون كيف كَانَ صبر آباءهم ، وكيف كَانَ جهدهم في أمري ، حتى اغتر المغترون ، وكيف بذلوا أنفسهم ودماءهم ، فصبروا وصدقوا حتى عز أمري ، وظهر ديني ، فتأنيت هؤلاء القوم لعلهم يستحيون مني ، ويرجعون ، فتطولت عليهم ، وصفحت عنهم ، فأكثرت ومددت لهم في العمر ، وأعذرت لهم لعلهم يتذكرون ، وكل ذلك أمطر عليهم السماء وأنبت لهم الأرض ، فألبسهم العافية وأظهرهم على العدو ، ولا يزدادون إلا طغيانا وبعدا مني ، فحتى متى هذا ؟ أبي يسخرون ؟ أم بي يتمرسون ؟ أم إياي يخادعون ؟ أم علي يجترئون ؟ . فإني أقسم بعزتي لأتيحن لهم فتنة يتحير فِيهَا الحليم ، ويضل فِيهَا رأى ذوي الرأي ، وحكمة الحكيم ، ثُمَّ لأسلطن عليهم جبارا قاسيا عاتيا ، ألبسه الهيبة وأنزع من صدره الرأفة والرحمة ، وآليت أن يتبعه عدد سود مثل الليل المظلم ، له فيه عساكره مثل : قطع السحاب ، ومواكب مثل العجاج ، وكَأنَ خفيق راياته طيران النسور ، وحمل فرسانه كصوت العقبان ، يعيدون العمران خرابا ، والقرى وحشا ، ويعيثون في الأرض فسادا ، ويتبرون ما علوا تتبيرا ، قاسية قلوبهم ، لا يكترثون ولا يرقون ولا يرحمون ، ولا يبصرون ، ولا يسمعون ، يجولون في الأسواق بأصوات مرتفعة مثل رهيب الأسد ، يقشعر من هيبتها الجلود وتطيش من سمعها الأحلام ، بألسنة لا يفقهونها ، ووجوه ظاهرة عليها المنكر لا يعرفونها ، فوعزتي لأعطلن بيوتهم من كتبي وقدسي ، ولأخلين مجالسهم من حديثها ، ودروسها ، ولأوحشن مساجدهم من عمارها وزوارها الذين كَانُوا يتزينون بعمارتها لغيري ، ويتهجدون فِيهَا ، ويتعَبْدون لكسب الدنيا بالدين ، ويتفقهون فِيهَا لغير الدين ، ويتعلمون فِيهَا لغير العمل . لأبدلن ملوكها بالعز الذل ، وبالأمن الخوف ، وبالغناء الفقر ، وبالنعمة الجوع ، وبطول العافية والرخاء ألوان البلاء ، وبلباس الديباج والحرير مدارع الوبر والعباء ، وبالأزواج الطيبة والأدهان جيف القتلى ، وبلباس التيجان أطواق الحديد والسلاسل والأغلال ، ثُمَّ لأعيدن فيهم بعد القصور الواسعة والحصون الحصينة الخراب ، وبعد البروج المشيدة مساكن السباع ، وبعد صهيل الخيل عواء الذئاب ، وبعد ضوء السراج دخان الحريق ، وبعد الأنس الوحشة والقفار ، ثُمَّ لأبدلن نساءها بالأسورة الأغلال ، وبقلائد الدر والياقوت سلاسل الحديد ، وبألوان الطيب والأدهان النقع والغبار ، وبالمشي على الزرابي عبور الأسواق والأنهار والخبب إلى الليل في بطون الأسواق ، وبالخدور والستور الحسور عن الوجوه ، والسوق والأسفار والأرواح السموم . ثُمَّ لأدوسنهم بأنواع العذاب حتى لو كَانَ الكائن منهم في حالق لوصل ذلك إليه ، إني إنما أكرم من أكرمني ، وإنما أهين من هان عليه أمري ، ثُمَّ لآمرن السماء خلال ذلك فلتكونن طبقا من حديد ، ولآمرن الأرض فلتكونن سبيكة من نحاس ، فلا سماء تمطر ولا أرض تنبت ، فإن أمطرت خلال ذلك شيئا سلطت عليه الآفة ، فإن خلص لهم منه شيء نزعت منه البركة ، وإن دعوني لم أجبهم ، وإن سألوني لم أعطهم ، وإن بكوا لم أرحمهم ، وإن تضرعوا إلي صرفت وجهي عنهم ، وإن قَالُوا : اللهم أنت الذي ابتدأتنا وآباءنا من قبلنا برحمتك وكرامتك ، وذلك بأنك اخترتنا لنفسك ، وجعلت فينا نبوتك وكتابك ومساجدك ، ثُمَّ مكنت لنا في البلاد ، واستخلفتنا فِيهَا ، وربيتنا وأباءنا من قبلنا بنعمتك صغارا ، وحفظتنا وإياهم برحمتك كبارا فأنت أولى المنعمين أن لا تغير وإن غيرنا ، ولا تبدل وإن بدلنا ، وأن يتم نعمته وفضله ومنه وطوله وإحسانه . فإن قَالُوا ذلك قلت لهم : إني أبتدئ عبادي برحمتي ونعمتي ، فإن قبلوا أتممت ، وإن استزادوا زدت ، وإن شكروا أضاعف ، وإن بدلوا غيرت ، وإن غيروا غضبت ، وإذا غضبت عذبت ، وليس يقوم شيء لغضبي . قَالَ كعب : قَالَ إرميا : برحمتك أصبحت أتكلم بين يديك ، وهل ينبغي ذلك لي وأنا أذل وأضعف من أن ينبغي لي أن أتكلم بين يديك ، ولكن برحمتك أبقيتني لهذا اليوم ، وليس أحد أحق أن يخاف هذا العذاب وهذا الوعيد مني بما رضيت بِهِ مني طولا ، والإقامة في دار الخاطئين وهم يعصونك حولي بغير تنكير ولا تغيير مني ، فإن تعذبني فبذنبي ، وإن ترحمني فذلك ظني بك . ثُمَّ قَالَ : يا رب سبحانك وبحمدك وتباركت ربنا وتعاليت لمهلك هذه القرية وما حولها ، وهي مساكن أنبيائك ومنزل وحيك ، يا رب سبحانك وبحمدك وتباركت وتعاليت لمخرب هذا المسجد وما حوله من المساجد ومن البيوت التي رفعت لذكرك . يا رب سبحانك وبحمدك وتباركت وتعاليت لمقتك هذه الأمة وعذابك إياهم وهم من ولد إبْرَاهِيم خليلك ، وأمة موسى نجيك ، وقوم داود صفيك . يا رب : أي القرى تأمن عقوبتك بعد أورشلم ؟ وأي العباد يأمنون سطوتك بعد ولد خليلك إبْرَاهِيم وأمة نجيك موسى وقوم خليفتك داود ؟ تسلط عليهم عَبْدة النيران ؟ . قَالَ الله تعالى : يا إرميا ، من عصاني فلا يستنكر نقمتي ، فإني إنما كرمت هؤلاء القوم على طاعتي ، ولو أنهم عصوني لأنزلتهم دار العاصين إلا أن أتداركهم برحمتي . قَالَ إرميا : يا رب اتخذت إبْرَاهِيم خليلا وحفظتنا بِهِ ، وموسى قربته نجيا ، فنسألك أن تحفظنا ولا تتخطفنا ، ولا تسلط علينا عدونا . فأوحى الله إليه : يا إرميا ، إني قدستك في بطن أمك ، وأخرتك إلى هذا اليوم فلو أن قومك حفظوا اليتامى والأرامل والمساكين وابن السبيل لكنت الداعم لهم ، وَكَانُوا عندي بمنزلة جنة ناعم شجرها ، طاهر ماؤها ولا يغور ماؤها ، ولا تبور ثمارها ولا تنقطع ، ولكن سأشكو إليك بني إسرائيل : إني كنت لهم بمنزلة الراعي الشفيق أجنبهم كل قحط وكل غرة ، وأتبع بهم الخصب حتى صاورا كباشا ينطح بعضها بعضا ، فيا ويلهم ، ثُمَّ يا ويلهم إنما أكرم من أكرمني ، وأهين من هان عليه أمري ، إن من كَانَ قبل هؤلاء القوم من القرون يستخفون بمعصيتي ، وإن هؤلاء القوم يتبرعون بمعصيتي تبرعا فيظهرونها في المساجد والأسواق ، وعلى رؤوس الجبال وظلال الشجر ، حتى عجت السماء إلي منها ، وعجت الأرض والجبال ، ونفرت منها الوحوش بأطراف الأرض وأقاصيها ، وفي كل ذلك لا ينتهون ولا ينتفعون بما علموا من الكتاب . وقَالَ إسحاق : قَالَ هؤلاء المسمون بأسنادهم : لما بلغهم إرميا رسالة ربهم وسمعوا ما فِيهَا من الوعيد والعذاب عصوه وكذبوه واتهموه ، قَالُوا : كذبت وعظمت على الله الفرية ، فتزعم أن الله معطل أرضه ومساجده من كتابه وعبادته وتوحيده ، فمن يعَبْده حتى لا يبقى له في الأرض عابد ولا مسجد ولا كتاب ؟ لقد أعظمت على الله الفرية ، قَالَ ابن سندي : وسقط من كتابي كلام هو : ولقد اعتراك الجنون فأخذوه وقيدوه وسجنوه ، فعند ذلك بعث الله عليهم بخت نصر ، فأقبل يسير بجنوده حتى نزل بساحتهم ثُمَّ حاصرهم ، فكَانَ كما قَالَ الله تعالى : فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ سورة الإسراء آية 5 . قَالَ : فلما طال بهم الحصر ، نزلوا على حكمه ففتحوا الأبواب فتخللوا الأزقة ، فذلك قوله تعالى : فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ سورة الإسراء آية 5 وحكم فيهم حكم الجاهلية ، وبطش الجبارين ، فقتل منهم الثلث ، وسبى الثلث ، وترك الزمنى والشيوخ والعجائز ، ثُمَّ وطئهم بالخيل ، وهدم بيت المقدس وساق الصبيان ، وأوقف النساء في الأسواق محسرات ، وقتل المقاتلة ، وخرب الحصون ، وهدم المساجد وحرق التوراة ، وسأل عن دانيال الذي كَانَ كتب له الكتاب فوجده قد مات ، وأخرج أهل بيته الكتاب إليه ، وكَانَ فيهم دانيال بن حزقيل الأصغر ، وبنشائيل ، وعزرائيل ، وميخائيل فأمضى لهم ذلك الكتاب ، وكَانَ دانيال بن حزقيل خلفا من دانيال الأكبر . ودخل بخت نصر بجنوده بيت المقدس ووطئ الشام كلها وقتل بني إسرائيل حتى أفناهم ، فلما بلغ منها انصرف راجعا وحمل الأموال التي كَانَت بها وساق السبايا معه فبلغ عدة صبيانهم من أبناء الأحبار والملوك تسعين ألف غلام ، وقذف الكناسات في بيت المقدس وذبح فيه الخنازير فكَانَ الغلمان سبعة آلاف غلام من بيت داود ، وأحد عشر ألفا من سبط يوسف بن يعقوب ، وأخيه ابن يامين ، وثمانية آلاف من سبط أشر بن يعقوب ، وأربعة عشر ألفا من سبط زبالون ، ونفتالي بن يعقوب ، وأربعة عشر ألفا من سبط دان بن يعقوب ، وثمانية آلاف من سبط نشيا خير بن يعقوب ، وألفين من سبط رالون بن يعقوب ، وأربعة آلاف بن سبط روبيل ولاوي ، واثنا عشر ألفا من سائر بني إسرائيل ، فانطلق حتى قدم أرض بابل . قَالَ إسحاق : قَالَ وهب بن منبه : لما فعل بخت نصر ما فعل ، قيل له : كَانَ لهم لا حب يحذرهم ما أصابهم ويصفك وخبرك لهم ويخبرهم أنك تقتل مقاتلتهم ، وتسبي ذراريهم ، وتهدم مساجدهم ، وتحرق كتابهم ، فكذبوه واتهموه وضربوه وقيدوه وحبسوه ! فأمر بخت نصر فأخرج إرميا من السجن ، فقَالَ له : أكنت تحذر هؤلاء القوم ما أصابهم ؟ قَالَ : نعم ، قَالَ : فإني علمت ذلك ، قَالَ : أرسلني الله إليهم فكذبوني ، قَالَ : كذبوك وضربوك وسجنوك ؟ قَالَ : نعم ، قَالَ : بئس القوم قوم كذبوا نبيهم وكذبوا رسالة ربهم ، فهل لك أن تلحق بي فأكرمك وأواسيك ؟ وإن أحببت أن تقيم في بلادك فقد أمنتك ، قَالَ له إرميا : إني لم أزل في أمان الله منذ كنت ، لم أخرج منه ساعة قط ، ولو أن بني إسرائيل لم يخرجوا منه لم يخافوك ولا غيرك ، ولم يكن لك عليهم سلطان . فلما سمع بخت نصر هذا القول منه تركه ، فأقام إرميا مكَانَه بأرض إيلياء .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.