أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد الله بْن أَحْمَد السمرقندي ، وعَبْد الكريم بْن حمزة ، قَالا : نا أَبُو بكر الخطيب ، أنا أَبُو الحسين بْن بشران ، أنا الحسين بْن صفوان ، نا أَبُو بكر بْن أبي الدنيا ، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن إدريس الحنظلي ، نا إسحاق بْن عَبْد المؤمن الدمشقي ، قَالَ : كتب إلي أَحْمَد بْن عاصم الأنطاكي ، فكَانَ في كتابه : إنا أصبحنا في دهر حيرة ، تضطرب علينا أمواجه ، يغلبه الهوى ، العالم منا والجاهل ، فالعالم منا مفتون بالدنيا ، يبيع ما يدعيه من العلم ، والجاهل منا عاشق لهما مستمد من فتنة عالمه ، فالمقل لا يقنع والمكثر لا يشبع ، فكل قد شغل الشيطان قلبه بخوف الفقر ، فأعاذنا الله وإياك من قبول عدة إبليس ، وتركنا عدة رب العالمين . يا أخي لا تصحب إلا مؤمنا يعظك بعقله ، ومصاديق قوله ، أو مؤمنا تقيا ، فمتى صحبت غير هؤلاء أورثوك النقص في دينك ، وقبح السيرة في أمورك ، وإياك والحرص والرغبة ، فإنهما يسلبانك القناعة والرضا ، وإياك والميل إلى هواك ، فإنه يصدك عن الحق ، وإياك أن تظهر أنك تخشى الله ، وقلبك فاجر ، وإياك أن تضمر ما إن أظهرته أحراك ، وإن أضمرته أرداك والسلام .
الأسم | الشهرة | الرتبة |