أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد بْن الأكفاني ، نا عَبْد العزيز بْن أَحْمَد ، لفظا ، أنا تمام بْن مُحَمَّد ، إجازة ، حَدَّثَنِي أبي أَبُو الحسين ، حَدَّثَنِي أَبُو يعقوب إسحاق بْن يعقوب بْن إسحاق بْن عيسى بْن عبيد الله المستملي ، بدمشق من قرية يُقَالُ لها : كفرسوسية ، حَدَّثَنِي أَبُو الحسين مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إبْرَاهِيم بْن يحيى القرشي الفهري المصري بمصر ، نا أَبُو مُحَمَّد الربيع بْن سليمان بْن كامل المرادي ، حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن إدريس الشافعي ، قَالَ : دخلت اليمن وذهبت إلى صنعاء لأسمع من عَبْد الرزاق ، فمررت بباب دار وعليه شيخ كبير ، بين يديه هاون يدق فيه خبزا يابسا ، فقلت : ما هذا ؟ قَالَ : فتوتا لزوجتي ، فقلت : إن حقها لواجب عليك ، فقَالَ لي : إي وأبيك ، أقم لترى ذلك عيانا ، فأقمت فلم يكن بأسرع من أن أقبل خمسة مشايخ بيض الرؤوس واللحى ، كَأنَ صورتهم صورة واحدة ، وكَأنَما مسح على رؤوسهم بكف واحدة ، فأكبوا على الشيخ فقبلوا رأسه ، وسلموا عليه ، وأقاموا هنيئة ، فقَالَ لهم : ادخلوا إلى أمكم فسلموا عليها ، فدخلوا إلى الدار ، فقلت له : يا شيخ أهؤلاء ولدك منها ؟ فقَالَ : نعم ، فقلت : بارك الله لك ، فلقد رأيت قرة عين ، ثُمَّ هممت بالنهوض ، فقَالَ لي : أقم لترى ما هو أعجب من ذلك ، فأقمت فلم يكن بأسرع من أن أقبل خمسة كهول نصف ، كَانَ صورتهم صورة واحدة ، وكَأنَما مسح على رؤوسهم بكف واحدة ، فسلموا على الشيخ ، وأكبوا عليه ، فقبلوا رأسه ، وقاموا هنيئة ، فقَالَ لهم : ادخلوا على أمكم فسلموا عليها ، فدخلوا إلى الدار ، قَالَ : فقلت : يا شيخ ، وهؤلاء ولدك منها ؟ فقَالَ لي : نعم ، فقلت : بارك الله لك ، فلقد رأيت قرة عين ، ثُمَّ هممت بالنهوض ، فقَالَ لي : اثبت لترى ما هو أعجب من ذلك ، فأقمنا فلم يكن بأسرع من أن أقبل خمسة رجال سود الرءوس واللحى ، كَانَ صورتهم صورة واحدة ، وكَأنَما مسح على رؤوسهم بكف واحدة ، فأكبوا على الشيخ ، فقبلوا رأسه ووقفوا هنيئة ، فقَالَ لهم : ادخلوا على أمكم فسلموا عليها ، فدخلوا إلى الدار ، قَالَ : فقلت : يا شيخ وهؤلاء ولدك منها ؟ فقَالَ لي : نعم ، فقلت : بارك الله لك ، فلقد رأيت قرة عين ، ثُمَّ هممت بالنهوض ، فقَالَ لي : أثبت لترى ما هو أعجب من ذلك ، فأقمت ، فلم يكن بأسرع من أقبل خمسة غلمان ، مرد خضر الشوارب ، كَانَ صورتهم صورة واحدة ، وكَأنَما مسح على رؤوسهم بكف واحدة ، فأكبوا على الشيخ ، فقبلوا رأسه ، وسلموا عليه ، وأقاموا هنيئة ، فقَالَ لهم : ادخلوا إلى أمكم فسلموا عليها ، فدخلوا إلى الدار ، فقلت له : يا شيخ وهؤلاء ولدك منها ؟ فقَالَ لي : نعم ، فقلت له : بارك الله فيك ، فلقد رأيت قرة عين ، ثُمَّ هممت بالنهوض ، فقَالَ لي : اثبت لترى ما هو أعجب من ذلك ، فأقمت ، فلم يكن بأسرع من أقبل خمسة صبيان على ثيابهم المداد ، كَأنَما مسح على رؤوسهم بكف واحدة ، وكَأنَما صورتهم صورة واحدة ، فسلموا على الشيخ وأكبوا عليه ، فقبلوا رأسه وأقاموا هنيئة ، فقَالَ لهم : ادخلوا إلى أمكم فسلموا عليها ، فدخلوا الدار ، فقلت له : يا شيخ ، هؤلاء ولدك منها ؟ فقَالَ لي : نعم ، فقلت له : بارك الله لك ، فلقد رأيت قرة عين ، ثُمَّ نهضت ، فقَالَ لي : يا فتى هؤلاء الخمسة والعشرون ذكرا ولدي منها في خمسة أبطن . قَالَ الربيع بْن سليمان ، ولو جاء بهذا غير الشافعي ما قبلناه منه ، وإن هذا لعجب .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
مُحَمَّد بْن إدريس الشافعي | محمد بن إدريس الشافعي / ولد في :150 / توفي في :204 | المجدد لأمر الدين على رأس المائتين |
أَبُو مُحَمَّد الربيع بْن سليمان بْن كامل المرادي | الربيع بن سليمان المرادي | ثقة |
تمام بْن مُحَمَّد | تمام بن محمد البجلى | ثقة حافظ |
عَبْد العزيز بْن أَحْمَد | عبد العزيز بن أحمد الدمشقي / ولد في :389 / توفي في :466 | ثقة مأمون |
أَبُو مُحَمَّد بْن الأكفاني | هبة الله بن الأكفاني الأنصاري / ولد في :444 / توفي في :524 | ثقة حافظ |