اسد بن محمد الحلبي


تفسير

رقم الحديث : 6362

قرأت على أبي الوفا حفاظ بْن الحسن الغساني ، عن عَبْد العزيز الكتاني ، أنا عَبْد الوهاب الميداني ، أنا أَبُو سليمان بْن زبر ، أنا عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن جَعْفَر ، أنا مُحَمَّد بْن جرير الطبري ، قَالَ : وفِيهَا يعني سنة عشرين ومائة كَانَت وفاة أسد بْن عَبْد الله في قول المدائني ، وكَانَ سبب ذلك ، أنه كَانَت بِهِ فِيهَا ذكر دبيلة في جوفه ، فحضر المهرجان وهو ببلخ ، فقدم عليه الأمراء والدهاقين بالهدايا ، فكَانَ فيمن قدم عليه إبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَنِ الحنفي عامله على هراة خراسان ودهقان هراة ، فقدما بهدية ، فقومت الهدية ألف ألف ، فكَانَ فيما قدما بِهِ قصران من ذهب ، وقصر من فضة ، وأباريق من ذهب وفضة ، وصحاف من ذهب وفضة ، فأقبلا وأسد جالس على سرير ، وأشراف خراسان على الكراسي فوضعا القصرين ، ثُمَّ وضعا خلفهما الأباريق والصحاف والديباج المروي ، والقوهي والهروي وغير ذلك ، حتى امتلأ السماط وكَانَ فيما جاء بِهِ الدهقان أسدا كرة من ذهب ، ثُمَّ قام الدهقان خطيبا ، فقَالَ : أصلح الله الأمير ، إنا معشر العجم ، أكلنا الدنيا أربعمائة سنة أكلناها بالحلم والعقل والوقار ، ليس فينا كتاب ناطق ، ولا نبي مرسل ، فكَانَت الرجال عندنا ثلاثة : رجل ميمون النقيبة ، أينما توجه فتح الله عليه ، والذي يليه رجل تمت مروته في بيته ، فإن كَانَ كذلك رجي وعظم وقود ، ورجل رحب صدره وبسط يده فرجى ، فإذا كَانَ كذلك قود وقدم ، وإن الله جعل صفات هؤلاء الرجال الثلاثة فيك أيها الأمير ، فما نعلم أحدا هو أتم كتخدانية منك ، إنك ضبطت أهل بيتك وحشمك ومواليك ، فليس أحد منهم يستطيع أن يتعدى على صغير ولا كبير ، ولا غني ولا فقير ، فهذا تمام الكيتخدانية ، ثُمَّ بنيت الإيوانات في المفاوز ، فيجئ الجائي من المشرق ، والآخر من المغرب ، فلا يجدان عيبا إلا أن يقولا : سبحان الله ما أحسن ما بني ، ومن يمن نقيبتك إنك لقيت خاقان ، وهو في مائة ألف ، معه الحارث بْن سريج ، فهزمته وفللته ، وقتلت أصحابه ، وأبحت عسكره ، وأما رحب صدرك وبسط يدك ، أنا ما تدري أي المالين أقر لعينك ؟ أمال قدم عليك ، أم مال خرج من عندك ، بل أنت بما خرج أقر عينا ، قَالَ : فضحك أسد ، وقَالَ : أنت خير دهاقينها وأحسنهم هدية ، وناوله تفاحة كَانَت في يده ، وسجد له دهقان هراة ، وأطرق أسد ينظر إلى تلك الهدايا ، فنظر عن يمينه ، فقَالَ : يا عذافر بْن زيد ، مر بحمل هذا القصر الذهب ، فحمل ثُمَّ قَالَ : يا معن بْن أحمر رأس قيس أو قَالَ قنسرين ، مر بهذا القصر يحمل ، ثُمَّ قَالَ : يا فلان خذ إبريقا ، ويا فلان خذ إبريقا ، وأعطى الصحاف حتى بقيت صحفتان ، ثُمَّ قَالَ : قم يابن الصيداء فخذ صحفة ، فقام فأخذ واحدة ، فوزنها فوضعها ، ثُمَّ أخذ الأخرى فوزنها ، فقَالَ له أسد : ما لك ؟ قَالَ : آخذ أرزنهما ، قَالَ : خذهما جميعا ، وأعطى العرفاء وأصحاب البلاء ، فقام أَبُو اليعقوق ، وكَانَ يسير أمام صاحب خراسان في المغازي ، ينادي هلم إلى الطريق ، فقَالَ أسد : ما أحسن ما ذكرت بنفسك ! خذ ديباجتين ، قَالَ : وقام ميمون بْن الغراب ، فقَالَ : إني على يساركم إلى الجادة ، قَالَ : ما أحسن ما ذكرت بنفسك ، خذ ديباجة ، قَالَ : وأعطى ما كَانَ في السماط كله ، فقَالَ نهار بْن توسعة : تقلون إن نادى لروع مثوب وأنتم غداة المهرجان كثير ثُمَّ مرض أسد فأفاق أفاقة ، فخرج يوما فأتي بكمثرى أول ما جاء ، فأطعم الناس منه واحدة واحدة ، ثُمَّ أخذ كمثرى فرمى بها إلى خراسان دهقان هراة ، فانقطعت الدبيلة فهلك ، واستخلف جَعْفَر بْن حنظلة البهراني سنة عشرين ومائة ، فعمل أربعة أشهر ، وجاء عهد نصر بْن سيار في رجب سنة إحدى وعشرين ومائة ، فقَالَ ابن عرس الْعَبْدي : نعى أسد بْن عَبْد الله ناعي فريع القلب للملك المطاع ببلخ وافق المقدار يسري وما لقضاء ربك من دفاع فجودي عين بالعبرات سحا ألم يحزنك تفريق الجماع أتاه حمامة في جوف صيغ وكم بالصيغ من بطل شجاع كتايب قد يجيبون المنادي على جرد مسومة سراع سقيت الغيث إنك كنت غيثا مريعا عند مرتاد النجاع وقَالَ سليمان بْن قتة مولى بني تيم بْن مرة وكَانَ صديقا لأسد بْن عَبْد الله : سقى الله بلخا حزن بلخ وسهلها ومروي خراسان السحاب المجمما وما بي لتسقاه ولكن حفرة بها غيبوا شلوا كريما وأعظما مراجم أقوام ومردي عظيمة وطلاب أوتار عفرنا عثمثما لقد كَانَ يعطي السيف في الروع حقه ويروى السنان الزاعبي المقوما .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.