أَخْبَرَنَا أَبُو القاسم بْن الحصين ، أنا الأمير أَبُو محمد الحسن بْن عيسى المقتدر ، نا أَبُو العباس أحمد بْن منصور اليشكري ، قَالَ : قرأت عَلَى ابن دريد ، أنا السكن بْن سعيد ، عن محمد بْن عباد ، عن ابن الكلبي ، قَالَ : نزل أسماء بْن خارجة ظهر الكوفة فِي روضة معشبة أعجبته ، وفيها رجل من بني عبس ، فلما رأى قباب أسماء قوض بيته ، فَقَالَ لَهُ أسماء : ما شأنك ؟ قَالَ : معي كلب هُوَ أحب إلي من ولدي ، وأخاف أن يؤذيكم فيقتله بعض غلمانك . فَقَالَ لَهُ : أقم ، وأنا ضامن لكلبك ، فَقَالَ أسماء لغلمانه : إن رأيتم كلبه يلغ فِي قصاعي ، وقد وري ، فلا يهجه أحد منكم . فأقاموا عَلَى ذَلِكَ ، ثُمَّ ارتحل أسماء ، ونزل الروضة رجل من بني أسد ، فجاء الكلب لعادته فنحى لَهُ الأسدي بسهم فقتله ، فقدم العبسي عَلَى أسماء ، فَقَالَ لَهُ : ما فعل الكلب ؟ قَالَ : أنت فقتلته ، قَالَ : وكيف ؟ قَالَ : عودته عادة ذهب يرومها من غيرك فقتل ، فأمر لَهُ بمائة ناقة ودية الكلب ، قَالَ : هل قُلْتُ فِي هَذَا شعرا ، قَالَ : نعم ، فأنشده : عوى بعدما شال السماك بزورة وطاب عهدا بعده قد تنكرا وشبت لَهُ نار من الليل شبهت لَهُ نار أسماء بْن حصن فكبرا فلاقى أبا حيان عارض قومه عَلَى النار لما جاءها متنورا فما رامها حتى اكتسى من روائه رداء كلون الأرجواني أحمرا فَقَالَ يلوم النفس : ما خفت ما أرى وورد المنايا مدرك من تأخرا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |