أَنْبَأَنَا أَبُو محمد عبد اللَّه بْن أحمد السمرقندي ، وهبة اللَّه بْن أحمد الأكفاني ، قالا : أنا أَبُو الحسن طاهر بْن أحمد القايني ، زاد الأكفاني : وأبو بكر الخطيب . ح وحدثنا أَبُو القاسم وهب بْن سلمان السلمي ، أنا أَبُو محمد بْن الأكفاني ، أنا أَبُو الحسين طاهر القايني ، وأبو بكر الخطيب ، قالا : أنا أَبُو الحسن بْن رزقويه ، أنا أَبُو عمرو عثمان بْن أحمد الدقاق ، أنا أَبُو علي الحسن بْن سلام السواق ، نا الصباح بْن بيان البغدادي ، نا يزيد بْن أوس الحمصي ، عن عامر بْن شرحبيل ، عن عبد اللَّه بْن سعيد بْن قيس الهمذاني فِي حديث طويل فِي جزء . أَخْبَرَنَا بإسناده أَبُو النجم بدر بْن عبد اللَّه ، أنا وأبو الحسن بْن سعيد ، نا أَبُو بكر الخطيب ، أنا أَبُو الحسن بْن رزقويه ، فذكره بإسناده ، ولم يسق الحديث بتمامه . قَالَ : فلما قدم الناس من جميع الآفاق قام ، يعني عبد الملك فيهم خطيبا فحمد اللَّه ، وأنثى عليه ، ثُمَّ قَالَ : أيها الناس إن العدو قد كلب عليكم ، وقد طمع فيكم ، وهنتم عليه لترككم الغزو لهم ، واستخفافكم بحق اللَّه ، وتشاغلكم عن الجهاد فِي سبيل اللَّه ، وقد علمتم ما وعد ربكم فِي الجهاد لعدوه ، وقد أردت أن أغزيكم غزاة كريمة شريفة إِلَى صاحب الروم إليون ، والله مهلكهم ومبدد شملهم ولا قوة إلا بالله العظيم ، وقد جمعتكم يا معشر المسلمين ، وأنتم ذوو البأس والنجدة والشجاعة ، وإن من حق اللَّه تعالى أن تقوموا لله سبحانه بحقه ولنبيه بنصرته ، وقد أمرت عليكم مسلمة بْن عبد الملك فاسمعوا لَهُ ، وأطيعوا أمره ترشدوا وتوفقوا ، فإن استشهد فالأمير من بعده محمد بْن خالد بْن الوليد المخزومي ، فإن استشهد فالأمير من بعده محمد بْن عبد العزيز ، وقد وليت الغنائم رجاء بْن حيوة ، وصيرته أمينا عَلَى مسلمة وعليكم ، وقد وليت عَلَى تميم محمد بْن الأحنف ، وعلى همدان عبد اللَّه بْن قيس ، فقلت : يا أمير المؤمنين ول غيري فإني قد آليت أن لا أكون أميرا أبدا ، فولى همدان صدقة ابن اليمان الهمداني ، وعلى ربيعة عبد الرحمن بْن صعصعة ، وعلى طيء ولخم وجذام عبد اللَّه بْن عدي بْن حاتم الطائي ، وولى عَلَى قيس الضحاك بْن مزاحم الأسدي ، وولى عَلَى بني أمية ، وجماعة قريش محمد بْن مروان بْن الحكم ، وولى عَلَى كندة ، وغسان الأصبغ بْن الأشعث الكندي ، وولى عَلَى رؤساء أهل الحجاز عبيد اللَّه بْن عبد اللَّه بْن عمر بْن الخطاب ، وولى عَلَى رؤساء أهل الجزيرة ، والشام البطال ، وولى عَلَى رؤساء أهل مصر يزيد بْن مرة القبطي ، وولى عَلَى رؤساء أهل الكوفة الهيثم بْن الأسود النخعي ، وولى عَلَى أهل البصرة سليمان بْن أَبِي موسى الأشعري ، وولى عَلَى رؤساء أهل اليمن جابر بْن قيس المذحجي ، وولى عَلَى رؤساء أهل الجبال عبد اللَّه بْن جرير بْن عبد اللَّه البجلي . ثُمَّ أقبل عَلَى مسلمة بْن عبد الملك ، فَقَالَ : يا بني إني قد وليتك عَلَى هَذَا الجيش فسر بهم ، واقدم عَلَى عدو اللَّه إليون كلب الروم ، وكن للمسلمين أبا رحيما أرفق بهم وتعاهدهم ، وإياك أن تكون جبارا عنيدا مختالا فخورا . ثُمَّ عرض الناس فانتخب مِنْهُمْ ثلاثين ألفا من أهل البأس والنجدة ، واتخذ من الخيل والفرسان ثلاثين ألفا ، وقال : يا بني صير عَلَى مقدمتك محمد بْن الأحنف بْن قيس ، وعلى ميمنتك محمد بْن مروان ، وصير عَلَى ميسرتك عبد الرحمن بْن صعصعة ، وصير عَلَى ساقتك محمد بْن عبد العزيز ، وكن أنت فِي القلب ، وصير عَلَى طلائعك البطال ، وأمره فليعس بالليل العسكر ، فإنه أمين ثقة مقدام شجاع ، وذكر باقي وصيته ، قَالَ : فخرج مسلمة يوم الجمعة بعد صلاة الظهر ، وذلك أول يوم من رجب ، وخرجنا معه ، وخرج عبد الملك معنا يشيعنا حتى بلغ إِلَى باب دمشق ، ثُمَّ خرج معنا مسلمة ، وعسكرنا عَلَى رأس أربع فراسخ من دمشق ، وذكر القصة بطولها .
الأسم | الشهرة | الرتبة |