أَنْبَأَنَاهُ أَبُو الْكَرَمِ الْمُبَارَكُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلَيٍّ الشَّهْرُزُورِيُّ ، أنا عَمِّي أَبُو الْبَرَكَاتِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الشَّهْرُزُورِيُّ ، سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ ، أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُنِيرٍ الْحَرَّانِيُّ ، بِمِصْرَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ خَبَرَ بْنِ عَوْفَةَ الأَنْصَارِيِّ ، حَدَّثَنَا هَانِئُ بْنُ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ ، قَالَ : غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ تَبُوكَ حَتَّى إِذَا كُنَّا فِي بِلادِ جُذَامَ فِي أَرْضٍ لَهُمْ ، يُقَالُ لَهَا : الْحَوْزَةُ ، وَقَدْ كَانَ أَصَابَنَا عَطَشٌ شَدِيدٌ ، فَإِذَا بَيْنَ أَيْدِينَا آثَارُ غَيْثٍ ، فَسِرْنَا مَلِيًّا ، فَإِذَا بِغَدِيرٍ ، وَإِذَا فِيهِ جِيفَتَانِ ، وَإِذَا السِّبَاعُ قَدْ وَرَدَتِ الْمَاءَ ، فَأَكَلَتْ مِنَ الْجِيفَتَيْنِ ، وَشَرِبَتْ مِنَ الْمَاءِ ، قَالَ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَذِهِ جِيفَتَانِ ، وَآثَارُ السِّبَاعِ قَدْ أَكَلَتْ مِنْهَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " نَعَمْ ، هُمَا طَهُورَانِ ، اجْتَمَعَا مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا يُنَجِّسُهُمَا شَيْءٌ ، وَلِلسِّبَاعِ مَا شَرِبَتْ فِي بَطْنِهَا وَلَنَا مَا بَقِيَ " ، حَتَّى إِذَا ذَهَبَ ثُلْثُ اللَّيْلِ إِذَا نَحْنُ بِمُنَادِي يُنَادِي بِصَوْتٍ حَزِينٍ : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ الْمَرْحُومَةِ الْمَغْفُورِ لَهَا الْمُسْتَجَابِ لَهَا الْمُبَارَكِ عَلَيْهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا حُذَيْفَةُ ، وَيَا أَنَسُ ادْخُلا إِلَى هَذَا الشِّعْبِ فَانْظُرَا مَا هَذَا الصَّوْتُ ؟ " قَالَ : فَدَخَلْنَا فَإِذَا نَحْنُ بِرَجُلٍ عَلَيْهِ ثِيَابٌ بِيَاضٌ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ الثَّلْجِ ، وَإِذَا وَجْهُهُ وَلِحْيَتُهُ كَذَلِكَ ، مَا أَدْرِي أَيُّهُمَا أَشَدُّ ضَوْءًا ، ثِيَابُهُ أَوْ وَجْهُهُ ، فَإِذَا هُوَ أَعْلَى جِسْمًا مِنَّا بِذِرَاعَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ ، قَالَ : فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ ، فَرَدَّ عَلَيْنَا السَّلامَ ، ثُمَّ قَالَ : مَرْحَبًا ، أَنْتُمَا رَسُولا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالا : فَقُلْنَا : نَعَمْ ، قَالا : فَقُلْنَا : مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ ؟ قَالَ : أَنَا إِلْيَاسُ النَّبِيُّ ، خَرَجْتُ أُرِيدُ مَكَّةَ فَرَأَيْتُ عَسْكَرَكُمْ ، فَقَالَ لِي جُنْدٌ مِنَ الْمَلائِكَةِ عَلَى مُقَدِّمَتِهِمْ جِبْرِيلَ ، وَعَلَى سَاقَتِهِمْ مِيكَائِيلَ : هَذَا أَخُوكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَأَلْقِهِ ، ارْجَعَا فَأَقْرِئَاهُ السَّلامَ ، وَقُولا لَهُ : لَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الدُّخُولِ إِلَى عَسْكَرِكُمْ إِلا أَنِّي أَتَخَوَّفُ أَنْ تُذْعَرَ الإِبِلُ ، وَيَفْزَعَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ طُولِي ، فَإِنَّ خَلْقِي لَيْسَ كَخَلْقِكُمْ ، قُولا لَهُ صلى الله عليه وسلم : يَأْتِينِي ، قَالَ حُذَيْفَةُ وَأَنَسُ فَصَافَحْنَاهُ ، فَقَالَ لأَنَسِ خَادِمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : فَرَحَّبَ بِهِ ، ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ إِنَّهُ لَفِي السَّمَاءِ أَشْهَرُ مِنْهُ فِي الأَرْضِ ، يُسَمِّيهِ أَهْلُ السَّمَاءِ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ حُذَيْفَةُ : هَلْ تَلْقَى الْمَلائِكَةَ ؟ قَالَ : مَا مِنْ يَوْمٍ إِلا أَنَا أَلْقَاهُمْ وَيُسَلِّمُونَ عَلَيَّ وَأُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ ، قَالَ : فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَنَا حَتَّى أَتَيْنَا الشِّعْبَ ، وَهُوَ يَتَلألأ وَجْهُهُ نُورًا ، وَإِذَا ضَوْءُ وَجْهِ إِلْيَاسَ وَثِيَابِهِ كَالشَّمْسِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " عَلَى رِسْلِكُمْ " ، قَالَ : فَتَقَدَّمَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْرَ خَمْسِينَ ذِرَاعًا ، وَعَانَقَهُ مَلِيًّا ثُمَّ قَعَدَا . قَالا : فَرَأَيْنَا شَيْئًا كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ الْعِظَامِ بِمَنْزِلَةِ الإِبِلِ قَدْ أَحْدَقَتْ بِهِ ، وَهِيَ بِيضٌ ، وَقَدْ نَثَرَتْ أَجْنِحَتَهَا فَحَالَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ ، ثُمَّ صَرَخَ بِنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا حُذَيْفَةُ وَيَا أَنَسُ تَقَدَّمَا ، فَتَقَدَّمْنَا ، فَإِذَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ مَائِدَةٌ خَضْرَاءُ لَمْ أَرَ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا ، قَدْ غَلَبَ خُضْرَتُهَا لِبَيَاضِهَا فَصَارَتْ وُجُوهُنَا خَضْرَاءَ وثيابنا خضراء ، وَإِذَا عَلَيْهَا خُبْزٌ ، وَرُمَّانٌ ، وَمَوْزٌ ، وَعِنَبٌ ، وَرُطَبٌ ، وَبَقْلٌ ، مَا خَلا الْكُرَّاثَ ، قَالَ : ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كُلُوا بِسْمِ اللَّهِ " ، قَالَ : فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَمِنْ طَعَامِ الدُّنْيَا هَذَا ؟ قَالَ : لا ، قال لنا : هَذَا رِزْقِي وَلِي فِي كُلِّ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً أَكْلَةٌ تَأْتِينِي بِهَا الْمَلائِكَةُ وَهَذَا تَمَامُ الأَرْبَعِينَ يَوْمًا وَاللَّيَالِي ، وَهُوَ شَيْءٌ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ : كُنْ فَيَكُونُ سورة البقرة آية 117 ، قَالَ : فَقُلْنَا مِنْ أَيْنَ وَجْهُكَ ؟ قَالَ : وَجْهِي مِنْ خَلْفِ رُومِيَّةٍ كُنْتُ فِي جَيْشٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مِنْ جَيْشٍ مِنَ جيش الْمُسْلِمِينَ غَزَوْا أُمَّةً مِنَ الْكُفَّارِ ، قَالَ : فَقُلْنَا : فَكَمْ يُسَارُ مِنْ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ الَّذِي كُنْتَ فِيهِ ، قَالَ : أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ ، وَفَارَقْتُهُ أَنَا مُنْذُ عَشَرَةِ أَيَّامٍ ، وَأَنَا أُرِيدُ إِلَى مَكَّةَ أَشْرَبُ بِهَا فِي كُلِّ سَنَةٍ شَرْبَةً ، وَهِيَ رِيِّي ، وَعِصْمَتِي إِلَى تَمَامِ الْمَوْسِمِ مِنْ قَابِلٍ ، قَالَ : فَقُلْتُ : فَأَيُّ الْمَوَاطِنِ أَكْبَرُ مَعَارِكَ ؟ قَالَ : الشَّامُ ، وَبَيْتُ الْمَقْدِسِ ، وَالْمَغْرِبُ ، وَالْيَمَنُ ، وَلَيْسَ فِي مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم إِلا وَأَنَا أَدْخُلُهُ صَغِيرًا كَانَ أَوْ كَبِيرًا ، قَالَ : الْخَضِرُ مَتَى عَهْدُكَ بِهِ ؟ قَالَ : مُنْذُ سَنَةٍ كُنْتُ قَدِ الْتَقَيْتُ أَنَا وَهُوَ بِالْمَوْسِمِ ، وَقَدْ كَانَ ، قَالَ : إِنَّكَ سَتَلْقَى مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلِي ، فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلامَ ، وَعَانَقَهُ وَبَكَى ، قَالَ : ثُمَّ صَافَحْنَاهُ ، وَعَانَقْنَاهُ ، وَبَكَى ، وَبَكَيْنَا فَنَظَرْنَا إِلَيْهِ حَتَّى هَوَى فِي السَّمَاءِ ، كَأَنَّهُ يَحْمِلُ حِمْلا ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَقَدْ رَأَيْنَا عَجَبًا إِذَا هَوَى إِلَى السَّمَاءِ ، فَقَالَ : " إِنَّهُ يَكُونُ بَيْنَ جِنَاحَيْ مَلَكٍ حَتَّى يَنْتَهِي بِهِ حَيْثُ أَرَادَ " . هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ ، وَإِسْنَادُهُ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ | واثلة بن الأسقع الليثي / توفي في :85 | صحابي |
مَكْحُولٍ | مكحول بن أبي مسلم الشامي / توفي في :112 | ثقة فقيه كثير الإرسال |
الأَوْزَاعِيِّ | عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي / ولد في :87 / توفي في :157 | ثقة مأمون |
بَقِيَّةُ | بقية بن الوليد الكلاعي | صدوق كثير التدليس عن الضعفاء |
هَانِئُ بْنُ الْحَسَنِ | هانئ بن المتوكل الإسكندراني / ولد في :138 / توفي في :241 | ضعيف الحديث |
أَبُو الطَّاهِرِ خَبَرَ بْنِ عَوْفَةَ الأَنْصَارِيِّ | خير بن عرفة التجيبي | صدوق حسن الحديث |
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُنِيرٍ الْحَرَّانِيُّ | محمد بن أحمد المالكي / توفي في :339 | ثقة |
أَبِي | عمر بن شاهين الواعظ / ولد في :297 / توفي في :385 | ثقة |
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ | عبيد الله بن عمر البغدادي / ولد في :351 / توفي في :440 | صدوق حسن الحديث |
أَبُو الْكَرَمِ الْمُبَارَكُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلَيٍّ الشَّهْرُزُورِيُّ | المبارك بن الحسن البغدادي / ولد في :462 / توفي في :550 | ثقة |