امية بن عبد الله بن خالد بن اسيد بن ابي العيص بن امية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي ا...


تفسير

رقم الحديث : 7185

أَخْبَرَنَا بِتَمَامِهِ أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ ، فِي كِتَابِهِ ، أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ الرَّبَعِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مسَلَمَةَ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الطَّرِيحِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الثَّقَفِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : خَرَجْتُ وَأُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ الثَّقَفِيُّ تُجَّارًا إِلَى الشَّامِ ، فَكُلَّمَا نَزَلْتُ مَنْزِلا أَخَذَ أُمَيَّةُ سِفْرًا لَهُ يَقْرَؤُهَا عَلَيْنَا ، فَكُنَّا كَذَلِكَ حَتَّى نَزَلْنَا قَرْيَةً مِنْ قُرَى النَّصَارَى ، فَجَاءُوهُ وَأَهْدَوْا لَهُ وَأَكْرَمُوهُ ، وَذَهَبَ مَعَهُمْ إِلَى بُيُوتِهِمْ ، ثُمَّ رَجَعَ فِي وَسَطِ النَّهَارِ ، فَطَرَحَ ثَوْبَيْهِ ، وَأَخَذَ ثَوْبَيْنِ لَهُ أَسْوَدَيْنِ فَلَبِسَهُمَا ، وَقَالَ لِي : يَا أَبَا سُفْيَانَ ، هَلْ لَكَ فِي عَالِمٍ مِنْ عُلَمَاءِ النَّصَارَى إِلَيْهِ يَتَنَاهَى عِلْمُ الْكِتَابِ نَسْأَلُهُ ؟ قُلْتُ : لا أَرَبَ لِي فِيهِ ، وَاللَّهِ لَئِنْ حَدَّثَنِي بِمَا أُحِبُّ لا أَثِقُ بِهِ ، وَلَئِنْ حَدَّثَنِي بِمَا أَكْرَهُ لأَوْجَلَنَّ مِنْهُ ، قَالَ : فَذَهَبَ وَخَالَفَهُ شَيْخٌ مِنَ النَّصَارَى فَدَخَلَ عَلَيَّ ، فَقَالَ : مَا يمنعك أَنْ تَذْهَبَ إِلَى هَذَا الشَّيْخِ ؟ قُلْتُ : لَسْتُ عَلَى دِينِهِ ، قَالَ : وَإِنْ ، فَإِنَّكَ تَسْمَعُ مِنْهُ عَجَبًا وَتَرَاهُ ، ثُمَّ قَالَ لِي : أَثَقَفِيٌّ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : لا ، وَلَكِنِّي قُرَشِيٌّ ، قَالَ : فَمَا يَمْنَعُكَ مِنَ الشَّيْخِ ، فَوَاللَّهِ إِنَّهُ لَيُحِبُّكُمْ وَيُوصِي بِكُمْ ، قَالَ : فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِنَا ، وَمَكَثَ أُمَيَّةُ حَتَّى جَاءَنَا بَعْدَ هَدْأَةٍ مِنَ اللَّيْلِ ، فَطَرَحَ ثَوْبَيْهِ ثُمَّ انْجَدَلَ عَلَى فِرَاشِهِ ، فَوَاللَّهِ مَا نَامَ وَلا قَامَ حَتَّى أَصْبَحَ كَئِيبًا حَزِينًا سَاقِطًا غَبُوقُهُ عَلَى صُبُوحِهِ ، مَا يُكَلِّمُنَا وَلا نُكَلِّمُهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَلا تَرْحَلُ ؟ قُلْتُ : وَهَلْ بِكَ مِنْ رَحِيلٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَرَحَلْنَا فَسِرْنَا بِذَلِكَ لَيْلَتَيْنِ مِنْ هِبَةَ ، ثُمَّ قَالَ فِي اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ : أَلا تُحَدِّثُ يَا أَبَا سُفْيَانَ ؟ قُلْتُ : وَهَلْ بِكَ مِنْ حَدِيثٍ ؟ قَالَ : وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مِثْلَ الَّذِي رَجَعْتَ بِهِ مِنْ عِنْدِ صَاحِبِكَ ، قَالَ : أَمَا إِنَّ ذَلِكَ لَشَيْءٌ لَسْتُ فِيهِ إِنَّمَا ذَلِكَ شَيْءٌ وَجِلْتُ بِهِ مِنْ مُنْقَلَبِي ، قَالَ : قُلْتُ : وَهَلْ لَكَ مِنْ مُنْقَلَبٍ ؟ قَالَ : أَيْ وَاللَّهِ لأَمُوتَنَّ ثُمَّ لأُحْيَيَنَّ ، قَالَ : قُلْتُ : هَلْ أَنْتَ قَابِلٌ أَمَانَتِي ؟ قَالَ : عَلَى مَاذَا ؟ قُلْتُ : عَلَى أَنَّكَ لا تُبْعَثُ وَلا تُحَاسَبُ ؟ قَالَ : فَضَحِكَ ، ثُمّ قَالَ : بَلَى وَاللَّهِ يَا أَبَا سُفْيَانَ ، لَنُبْعَثَنَّ ثُمَّ لَنُحَاسَبَنَّ ، وَلَيُدْخَلَنَّ فَرِيقٌ الْجَنَّةَ وَفَرِيقٌ النَّارَ ، فَقُلْتُ : فَفِي أَيِّهِمَا أَنْتَ أَخْبَرَكَ صَاحِبُكَ ؟ قَالَ : لا عِلْمَ لِصَاحِبِي بِذَلِكَ فِيَّ وَلا فِي نَفْسِهِ ، قَالَ : فَكُنَّا فِي ذَلِكَ لَيْلَتَيْنِ ، يَعْجَبُ مِنِّي وَأَضْحَكُ مِنْهُ ، حَتَّى قَدِمْنَا غَوْطَةَ دِمَشْقَ ، فَبِعْنَا مَتَاعَنَا فَأَقَمْنَا بِهَا شَهْرَيْنِ ، فَارْتَحَلْنَا حَتَّى نَزَلْنَا قَرْيَةً مِنْ قُرَى النَّصَارَى ، فَلَمَّا رَأَوْهُ جَاءُوهُ وَأَهْدَوْا لَهُ ، وَذَهَبَ مَعَهُمْ إِلَى بَيْعَتِهِمْ حَتَّى جَاءَ بَعْدَ مَا انْتَصَفَ النَّهَارُ ، فَلَبِسَ ثَوْبَيْهِ ، وَذَهَبَ إِلَيْهِمْ حَتَّى بَعْدَ هَدْأَةٍ مِنَ اللَّيْلِ , فَطَرَحَ ثَوْبَيْهِ ، وَرَمَى بِنَفْسِهِ عَلَى فِرَاشِهِ ، فَوَاللَّهِ مَا نَامَ وَلا قَامَ ، وَأَصْبَحَ حَزِينًا كَئِيبًا لا يُكَلِّمُنَا وَلا نُكَلِّمُهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَلا تَرْحَلُ ؟ قُلْتُ : بَلَى إِنْ شِئْتَ ، فَرَحَلْنَا كَذَلِكَ مِنْ بَثِّهِ وَحُزْنِهِ لَيَالِي ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا سُفْيَانَ هَلْ لَكَ فِي الْمَسِيرِ نَتَقَدَّمُ أَصْحَابَنَا ؟ قُلْتُ : هَلْ لَكَ فِيهِ ؟ قَالَ : فَسِرْ ، فَسِرْنَا حَتَّى بَرَزْنَا مِنْ أَصْحَابِنَا سَاعَةً ، ثُمّ قَالَ : هَيَا صَخْرُ ! قُلْتُ : مَا تَشَاءُ ؟ قَالَ : حَدِّثْنِي عَنْ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ أَيَجْتَنِبُ الْمَظَالِمَ وَالْمَحَارِمَ ؟ قُلْتُ : أي وَاللَّهِ ، قَالَ : وَيَصِلُ الرَّحِمَ وَيَأْمُرُ بِصِلَتِهَا ؟ قُلْتُ : أي وَاللَّهِ ، قَالَ : وَكَرِيمُ الطَّرَفَيْنِ ، وَسِيطٌ فِي الْعَشِيرَةِ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَهَلْ تَعْلَمُ قُرَشِيًّا أَشْرَفَ مِنْهُ ؟ قُلْتُ : لا وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُهُ ، قَالَ : أَمُحْوَجٌ هُوَ ؟ قُلْتُ : لا بَلْ هُوَ ذُو مَالٍ كَثِيرٍ ، قَالَ : وَكَمْ أَتَى عَلَيْهِ مِنَ السِّنِّ ؟ قُلْتُ : قَدْ زَادَ عَلَى الْمِائَةِ ، قَالَ : فَالشَّرَفُ وَالسِّنُّ وَالْمَالُ أَزْرَيْنَ بِهِ ؟ قُلْتُ : وَلِمَ ذَاكَ يُزْرِي بِهِ ؟ لا وَاللَّهِ بَلْ يَزِيدُهُ خَيْرًا ، قَالَ : هُوَ ذَاكَ هَلْ لَكَ فِي الْمَبِيتِ ، قُلْتُ : هَلْ بِي فِيهِ ؟ قَالَ : فَاضْطَجَعْنَا حَتَّى مَرَّ الثَّقَلُ ، قَالَ : فَسِرْنَا حَتَّى نَزَلْنَا فِي الْمَنْزِلِ وَبِتْنَا بِهِ ، ثُمَّ رَحَلْنَا مِنْهُ ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ، قَالَ لِي : يَا أَبَا سُفْيَانَ ، قُلْتُ : مَا تَشَاءُ ؟ قَالَ : هَلْ لَكَ فِي مِثْلِ الْبَارِحَةِ ؟ قُلْتُ : هَلْ لِي فِيهِ ؟ قَالَ : فَسِرْنَا عَلَى نَاقَتَيْنِ بُخْتِيَّتَيْنِ حَتَّى إِذَا بَرَزْنَا ، قَالَ : هَيَا صَخْرُ هَيَه عَنْ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، قُلْتُ : هَيْهًا فِيهِ ، قَالَ : يَجْتَنِبُ الْمَظَالِمَ وَالْمَحَارِمَ ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ ، وَيَأْمُرُ بِصِلَتِهَا ؟ قُلْتُ : أي وَاللَّهِ إِنَّهُ لَيَفْعَلُ ، قَالَ : وَذُو مَالٍ ؟ قُلْتُ : وَذُو مَالٍ . قَالَ : أَتَعْلَمُ قُرَشِيًّا أَسْوَدَ مِنْهُ ؟ قُلْتُ : لا وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُهُ ، قَالَ : كَمْ لَهُ مِنَ السِّنِّ ؟ قُلْتُ : قَدْ زَادَ عَلَى الْمِائَةِ ، قَالَ : فَإِنَّ السِّنَّ ، وَالشَّرَفَ ، وَالْمَالَ أَزْرَيْنَ بِهِ ؟ قُلْتُ : كَلا وَاللَّهِ مَا أَزْرَى بِهِ ذَاكَ ، وَأَنْتَ قَائِلٌ شَيْئًا ، فَقُلْهُ ، قَالَ : لا تَذْكُرْ حَدِيثِي حَتَّى يَأْتِيَ مِنْهُ مَا هُوَ آتٍ ، ثُمَّ قَالَ : فَإِنَّ الَّذِي رَأَيْتَ أَصَابَنِي ، أَنْ جِئْتَ هَذَا الْعَالِمَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ أَشْيَاءَ ، ثُمّ قُلْتُ : أَخْبِرْنِي عَنْ هَذَا النَّبِيِّ الَّذِي يُنْتَظَرُ ، قَالَ : هُوَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ ، قُلْتُ : قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ مِنَ الْعَرَبِ ، فَمِنْ أَيِّ الْعَرَبِ هُوَ ؟ قَالَ : مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ يَحُجُّهُ الْعَرَبُ ، قُلْتُ : وَفِينَا بَيْتٌ يَحُجُّهُ الْعَرَبُ ، قَالَ : هُوَ مِنْ إِخْوَانِكُمْ مِنْ قُرَيْشٍ ، قَالَ : أَصَابَنِي وَاللَّهِ شَيْءٌ مَا أَصَابَنِي مِثْلُهُ قَطُّ ، وَخَرَجَ مِنْ يَدِي فَوْزُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَكُنْتُ أَرْجُو أَنْ أَكُونَ إِيَّاهُ ، فَقُلْتُ : فَإِذَا كَانَ مَا كَانَ فَصِفْهُ لِي ، قَالَ : رَجُلٌ شَابٌّ حَتَّى دَخَلَ فِي الْكُهُولَةِ ، بُدُوُّ أَمْرِهِ يَجْتَنِبُ الْمَظَالِمَ وَالْمَحَارِمَ ، وَيَصِلُ الرَّحِمَ ، وَيَأْمُرُ بِصِلَتِهَا ، وَهُوَ مُحْوَجٌ ، كَرِيمُ الطَّرَفَيْنِ ، مُتَوَسِّطٌ فِي الْعَشِيرَةِ ، أَكْثَرُ مِنْ جُنْدِهِ الْمَلائِكَةُ ، قُلْتُ : وَمَا آيَةُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : قَدْ رَجَفَتِ الشَّامُ مُنْذُ هَلَكَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ ثَلاثِينَ رَجْفَةً كُلُّهَا مُصِيبَةٌ ، وَبَقِيَتْ رَجْفَةٌ عَامَّةٌ فِيهَا مَصَائِبُ ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : قُلْتُ : هَذَا وَاللَّهِ الْبَاطِلُ ، لَئِنْ بَعَثَ اللَّهُ رَسُولا لا يَأْخُذُهُ إِلا مُسِنًّا شَرِيفًا ، قَالَ أُمَيَّةُ : وَالَّذِي حَلَفْتَ بِهِ إِنَّ هَذَا لَهَكَذَا يَا أَبَا سُفْيَانَ ، تَقُولُ : إِنَّ قَوْلَ النَّصْرَانِيِّ حَقٌّ ، هَلْ لَكَ فِي الْمَبِيتِ ؟ قُلْتُ : هَلْ لِي فِيهِ ؟ قَالَ : فَبِتْنَا حَتَّى جَاءَنَا الثَّقَلُ ، ثُمَّ خَرَجْنَا ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَكَّةَ لَيْلَتَانِ أَدْرَكَنَا رَاكِبٌ مِنْ خَلْفِنَا ، فَسَأَلْنَاهُ ، فَإِذَا هُوَ يَقُولُ : أَصَابَتِ الشَّامَ بَعْدَكُمْ رَجْفَةٌ دُمِّرَ أَهْلُهَا وَأَصَابَتْهُمْ فِيهَا مَصَائِبُ عَظِيمَةٌ ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : فَأَقْبَلَ عَلَيَّ أُمَيَّةُ ، فَقَالَ : كَيْفَ تَرَى قَوْلَ النَّصْرَانِيِّ يَا أَبَا سُفْيَانَ ؟ قُلْتُ : أَرَى وَاللَّهِ وَأَظُنُّ أَنَّ مَا حَدَّثَكَ صَاحِبُكَ حَقٌّ ، قَالَ : فَقَدِمْنَا مَكَّةَ ، فَقَضَيْتُ مَا كَانَ مَعِي ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ حَتَّى جِئْتُ الْيَمَنَ تَاجِرًا ، فَكُنْتُ بِهَا خَمْسَةَ أَشْهُرٍ ، ثُمَّ قَدِمْتُ مَكَّةَ ، فَبَيْنَا أَنَا فِي مَنْزِلِي جَاءَنِي النَّاسُ يُسَلِّمُونَ عَلَيَّ وَيَسْأَلُونَ عَنْ بَضَائِعِهِمْ ، حَتَّى جَاءَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، وَهِنْدٌ عِنْدِي تُلاعِبُ صِبْيَانَهَا ، فَسَلَّمَ عَلَيَّ وَرَحَّبَ بِي ، وَسَأَلَنِي عَنْ سَفَرِي وَمُقَامِي ، وَلَمْ يَسْأَلْنِي عَنْ بِضَاعَتِهِ ، ثُمَّ قَامَ ، فَقُلْتُ لِهِنْدٍ : وَاللَّهِ إِنَّ هَذَا يُعَجِّبُنِي ، مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ قُرَيْشٍ لَهُ مَعِي بِضَاعَةٌ إِلا قَدْ سَأَلَنِي عَنْهَا ، وَمَا سَأَلَنِي هَذَا عَنْ بِضَاعَتِهِ ، فَقَالَتْ لِي هِنْدٌ : وَمَا عَلِمْتَ شَأْنَهُ ؟ قُلْتُ : وَفَزِعْتُ مَا شَأْنُهُ ؟ قَالَتْ : يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ، فَوَقَذَتْنِي وَذَكَرْتُ قَوْلَ النَّصْرَانِيِّ فَرَجَفْتُ ، حَتَّى قَالَتْ هِنْدٌ : مَا لَكَ ؟ فَانْتَبَهْتُ ، فَقُلْتُ : إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَاطِلُ ، لَهُوَ أَعْقَلُ مِنْ أَنْ يَقُولَ هَذَا ، قَالَتْ : بَلَى وَاللَّهِ إِنَّهُ لَيَقُولَنَّ ذَاكَ وَيُوَاتِي عَلَيْهِ ، وَإِنَّ لَهُ لَصَحَابَةً عَلَى دِينِهِ ، قُلْتُ : هَذَا الْبَاطِلُ ، قَالَ : وَخَرَجْتُ ، فَبَيْنَا أَنَا أَطُوفُ بِالْبَيْتِ لَقَيْتُهُ ، فَقُلْتُ : إِنَّ بِضَاعَتَكَ قَدْ بَلَغَتْ كَذَا ، وَكَذَا ، وَكَانَ فِيهَا خَيْرٌ ، فَأَرْسِلْ فَخُذْهَا ، وَلَسْتُ آخُذُ مِنْكَ فِيهَا مَا آخُذُ مِنْ قَوْمِي ، فَأَبَى عَلَيَّ ، وَقَالَ : إِذًا لا آخُذُهَا ، فَأَرْسَلْتُ : فَأَرْسِلْ فَخُذْهَا ، وَأَنَا آخُذُ مِنْكَ مَا آخُذُ مِنْ قَوْمِي ، فَأَرْسَلَ إِلَى بِضَاعَتِهِ فَأَخَذَهَا ، وَأَخَذْتُ مِنْهُ مَا كُنْتُ آخُذُ مِنْ غَيْرِهِ ، وَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ خَرَجْتُ إِلَى الْيَمَنِ ، فَقَدِمْتُ الْطَائِفَ ، فَنَزَلْتُ عَلَى أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا عُثْمَانَ ، قَالَ : مَا تَشَاءُ ؟ هَلْ تَذْكُرُ حَدِيثَ النَّصْرَانِيِّ ؟ قَالَ : أَذْكُرُهُ ، فَقُلْتُ : فَقَدْ كَانَ ، قَالَ : وَمَنْ ؟ قُلْتُ : مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ؟ قُلْتُ : ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، ثُمَّ قَصَصْتُ عَلَيْهِ خَبَرَ هِنْدٍ ، قَالَ : فَاللَّهُ فَاللَّهُ يَعْلَمُ لِتَصَبَّبَ عَرَقًا ، ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ يَا أَبَا سُفْيَانَ لَعَلَّهُ أَنَّ صِفَتَهُ لَهِيَ ، وَإِنْ ظَهَرَ وَأَنَا حَيٌّ لأَتْلِيَنَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي نَصْرِهِ عُذْرًا ، قَالَ : وَمَضَيْتُ إِلَى الْيَمَنِ ، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ جَاءَنِي هُنَالِكَ اسْتِهْلالُهُ ، وَأَقْبَلْتُ حَتَّى نَزَلْتُ عَلَى أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ بِالطَّائِفِ ، فَقُلْتُ : أَبَا عُثْمَانَ ، قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِ الرَّجُلِ مَا قَدْ بَلَغَكَ وَسَمِعْتَ ، قَالَ : قَدْ كَانَ لَعَمْرِي ، قُلْتُ : فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْهُ يَا أَبَا عُثْمَانَ ؟ قَالَ : وَاللَّهِ مَا كُنْتُ لأُؤْمِنُ بِرَسُولٍ مِنْ غَيْرِ ثَقِيفٍ أَبَدًا ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : وَأَقْبَلْتُ إِلَى مَكَّةَ فَوَاللَّهِ مَا أَنَا بِبَعِيدٍ حَتَّى جِئْتُ مَكَّةَ فَوَجَدْتُ أَصْحَابَهُ يُضْرَبُونَ وَيُحَقَّرُونَ ، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : فَجَعَلْتُ أَقُولُ : فَأَيْنَ جُنْدُهُ مِنَ الْمَلائِكَةِ ؟ قَالَ : فَدَخَلَنِي مَا يَدْخُلُ النَّاسُ مِنَ النَّفَاسَةِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبِيهِ

صحابي

مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ

صحابي

مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ

صدوق حسن الحديث

أَبِيهِ

صحابي

أَبِي

مقبول

إِسْمَاعِيلُ بْنُ الطَّرِيحِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الثَّقَفِيُّ

مجهول الحال

مُحَمَّدُ بْنُ مسَلَمَةَ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ

ثقة

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ الرَّبَعِيُّ

متروك الحديث

عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ

ثقة

سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ

حافظ ثبت

أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ

ثقة

أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.