اويس بن عامر بن مالك بن عمرو بن سعد


تفسير

رقم الحديث : 7620

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ طَاهِرُ بْنُ سَهْلِ بْنِ بِشْرٍ ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحِنَّائِيُّ ، قَالَ : كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فِرَاسٍ مِنْ مَكَّةَ ، يُخْبِرُ أَنَّ أَبَا التَّرِيكِ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَينِ الأَطْرَابُلُسِيَّ حَدَّثَهُمْ بِمَكَّةَ ، أنا أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُؤَذِّنُ الْكِنْدِيُّ الْحِجَازِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ الْوَاسِطِيُّ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ الْحَضْرَمِيِّ ، قَالَ : انْتَهَى الزُّهْدُ إِلَى ثَمَانِيَةِ نَفَرٍ مِنَ التَّابِعِينَ : عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَيْسِيِّ ، وَأُوَيْسٍ الْقَرَنِيِّ ، وَهِرْمِ بْنِ حَيَّانَ الْعَبْدِيِّ ، وَالرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ الثَّوْرِيِّ ، وَأَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيِّ ، وَالأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ ، وَمَسْرُوقِ بْنِ الأَجْدَعِ ، وَالْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، وَقَالَ فِيهِ : فَأَمَّا أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ فَإِنَّ أَهْلَهُ ظَنُّوا أَنَّهُ مَجْنُونٌ ، فَبَنَوْا لَهُ بَيْتًا عَلَى بَابِ دَارِهِمْ ، فَكَانَ يَأْتِي عَلَيْهِ السَّنَةُ وَالسَّنَتَانِ لا يَرَوْنَ لَهُ وَجْهًا ، كَانَ طَعَامُهُ مِمَّا يُلْقَطُ مِنَ النَّوَى ، فَإِذَا أَمْسَى بَاعَهُ لإِفْطَارِهِ ، وَإِنْ أَصَابَ حَشَفَةً خَبَّأَهَا لإِفْطَارِهِ . قَالَ : فَلَمَّا وُلِّيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، قَالَ : يَأَيُّهَا النَّاسُ ، قُومُوا بِالْمَوْسِمِ ، فَقَالَ : أَلا اجْلِسُوا إِلا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ ، فَجَلَسُوا ، فَقَالَ : أَلا اجْلِسُوا إِلا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، فَجَلَسُوا ، فَقَالَ : أَلا اجْلِسُوا إِلا مَنْ كَانَ مِنْ مُرَادٍ ، فَجَلَسُوا ، فَقَالَ : أَلا اجْلِسُوا إِلا مَنْ كَانَ مِنْ قَرَنٍ ، فَجَلَسُوا إِلا رَجُل ، وَكَانَ عَمَّ أُوَيْسِ بْنِ أَنَسٍ ، فَقَالَ عُمَرُ لَهُ : أَقَرَنِيٌّ أَنْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : أَتَعْرِفُ أُوَيْس ؟ قَالَ : وَمَا تَسْأَلُ عَنْ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَوَاللَّهِ مَا فِينَا أَحْمَقُ مِنْهُ ، وَلا أَجَنُّ مِنْهُ ، وَلا أَحْوَجُ مِنْهُ ، قَالَ : فَبَكَى عُمَرُ ، قَالَ : أَبْكِي لأَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ مِثْلُ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ " , فَقَالَ هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ الْعَبْدِيُّ : فَلَمَّا بَلَغَنِي ذَلِكَ ، قَدِمْتُ الْكُوفَةَ ، فَلَمْ يَكُنْ لِي هَمٌّ إِلا طَلَبَهُ ، حَتَّى سَقَطْتُ عَلَيْهِ جَالِسًا عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ نِصْفَ النَّهَارِ يَتَوَضَّأُ لِلصَّلاةِ ، فَعَرَفْتُهُ بِالنَّعْتِ الَّذِي نُعِتَ لِي ، فَإِذَا رَجُلٌ لَحِيمٌ ، آدَمُ شَدِيدُ الأُدْمَةِ ، أَشْعَثُ ، مَحْلُوقُ الرَّأْسِ ، مَهِيبُ الْمَنْظَرِ ، وَزَادَ غَيْرُهُ : كَانَ رَجُلٌ أَشْهَلَ ، أَصْهَبَ ، عَرِيضَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ ، وَفِي كَتِفِهِ الْيُسْرَى وَضَحٌ ضَارِبٌ بِلِحْيَتِهِ عَلَى صَدْرِهِ ، نَاصِبٌ بَعْدَهُ مَوْضِعَ السُّجُودِ ، فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلامَ ، وَنَظَرَ إِلَيَّ ، وَمَدَدْتُ يَدِي إِلَيْهِ لأُصَافِحَهُ ، فَأَبَى أَنْ يُصَافِحَنِي ، فَقُلْتُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ يَا أُوَيْسُ ، وَغَفَرَ لَكَ ، كَيْفَ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ ؟ وَخَنَقَتْنِي الْعَبْرَةُ مِنْ حُبِّي إِيَّاهُ ، وَرِقَّتِي عَلَيْهِ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حَالِهِ حَتَّى بَكَيْتُ وَبَكَى ، قَالَ : وَأَنْتَ فَحَيَّاكَ اللَّهُ يَا هَرِمَ بْنَ حَيَّانَ ، كَيْفَ أَنْتَ يَا أَخِي ؟ مَنْ دَلَّكَ عَلَيَّ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ قَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولا سورة الإسراء آية 108 ، فَقُلْتُ لَهُ : فَمِنْ أَيْنَ عَرَفْتَ اسْمِي وَاسْمَ أَبِي ، وَمَا رَأَيْتُكَ قَبْلَ الْيَوْمِ وَلا رَأَيْتَنِي ؟ قَالَ : أَنْبَأَنِي بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ، عَرَفَتْ رُوحِي رُوحَكَ حَيْثُ كَلَّمَتْ نَفْسِي نَفْسَكَ ، إِنَّ الأَرْوَاحَ لَهَا أَنْفُسًا كَأَنْفَاسِ الأَجْسَادِ ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنِينَ لَيَعْرِفُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، وَيَتَحَابُّونَ بِرُوحِ اللَّهِ ، وَإِنْ لَمْ يَلْتَقُوا وَيَتَعَارَفُوا ، وَإِنْ نَأَتْ بِهِمُ الدِّيَارُ ، وَتَفَرَّقَتْ بِهِمُ الْمَنَازِلُ ، قُلْتُ : حَدِّثْنِي رَحِمَكَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنِّي لَمْ أُدْرِكْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَمْ يَكُنْ لِي مَعَهُ صُحْبَةٌ ، بِأَبِي وَأُمِّي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَكِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رِجَالا رأوه ، وَلَسْتُ أُحِبُّ أَنْ أَفْتَحَ هَذَا الْبَابَ عَلَى نَفْسِي أَنْ أَكُونَ مُحَدِّثًا أَوْ قَاصًّا أَوْ مُفْتِيًا ، فِي نَفْسِي شغْلٌ عَنِ النَّاسِ ، قُلْتُ : أَيْ أَخِي ، اقْرَأْ عَلَيَّ آيَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَسْمَعُهَا مِنْكَ ، وَأَوْصِنِي بِوَصِيَّةٍ أَحْفَظُهَا ، فَإِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللَّهُ ، قَالَ : فَأَخَذَ بِيَدِي ، ثُمَّ قَالَ : أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، قَالَ رَبِّي وَأَحَقُّ الْقَوْلِ قَوْلُ رَبِّي ، وَأَصْدَقُ الْحَدِيثِ حَدِيثُ رَبِّي ، فَقَرَأَ : وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ { 38 } مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلا بِالْحَقِّ إِلَى قوله : إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ سورة الدخان آية 38-42 ، فَشَهِقَ شَهْقَةً فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَأَنَا أَحْسَبُهُ قَدْ غُشِيَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ مَاتَ أَبُوكَ حَيَّانُ ، وَيُوشِكُ أَنْ تَمُوتَ أَنْتَ ، فَإِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ ، وَمَاتَ أَبُوكَ آدَمُ ، وَيُوشِكُ أَنْ تَمُوتَ ، وَمَاتَتْ أُمُّكَ حَوَّاءُ يَابْنَ حَيَّانَ ، وَمَاتَ نُوحٌ نَبِيُّ اللَّهِ ، وَمَاتَ إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ اللَّهِ ، وَمَاتَ مُوسَى نَجِيُّ الرَّحْمَنِ ، وَمَاتَ دَاوُدُ خَلِيفَةُ الرَّحْمَنِ ، وَمَاتَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ، وَمَاتَ أَبُو بَكْرٍ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَمَاتَ أَخِي وَصَدِيقِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ عُمَرَ لَمْ يَمُتْ ، قَالَ : بَلَى ، قَدْ نَعَاهُ إِلَيَّ رَبِّي ، وَنَعَى إِلَيَّ رَبِّي ، وَأَنَا وَأَنْتَ مِنَ الْمَوْتَى ، ثُمَّ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَدَعَا بِدَعَوَاتٍ خِفَافٍ ، ثُمَّ هَذِهِ وَصِيَّتِي ، إِيَّاكَ كِتَابُ اللَّهِ ، وَنَعَى الْمُرْسَلِينَ ، وَنَعَى صَالِحَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَعَلَيْكَ بِذِكْرِ الْمَوْتِ ، وَلا يُفَارِقُ قَلْبَكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ مَا بَقِيتَ ، فَأَنْذِرْ بِهَا قَوْمَكَ إِذَا رَجَعْتَ إِلَيْهِمْ ، وَانْصَحِ الأُمَّةَ جَمِيعًا ، وَإِيَّاكَ أَنْ تُفَارِقَ الْجَمَاعَةَ فَتُفَارِقَ دِينَكَ وَأَنْتَ لا تَعْلَمُ فَتَدْخُلَ النَّارَ ، وَادْعُ لِي وَلِنَفْسِكَ ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا يَزْعُمُ أَنَّهُ يُحِبُّنِي فِيكَ ، وَزَارَنِي مِنْ أَجْلِكَ ، فَعَرِّفْنِي وَجْهَهُ فِي الْجَنَّةِ ، وَأَدْخِلْهُ عَلَيَّ فِي دَارِكَ دَارِ السَّلامِ ، وَاحْفَظْهُ مَا دَامَ فِي الدُّنْيَا حَيًّا ، وَأَرْضِهِ بِالْيَسِيرِ ، وَاجْعَلْهُ لِمَا أَعْطَيْتَهُ مِنْ نِعْمَتِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، وَأجْزِهِ عَنِّي خَيْرًا ، ثُمَّ قَالَ : السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، لا أَرَاكَ بَعْدَ الْيَوْمِ يَرْحَمُكَ اللَّهُ ، وَإِنِّي أَكْرَهُ الشُّهْرَةَ ، وَالْوِحْدَةُ أَعْجَبُ إِلَيَّ ، لأَنِّي كَثِيرُ الْغَمِّ مَا دُمْتُ مَعَ هَؤُلاءِ النَّاسِ حَيًّا ، وَلا تَسْأَلْ عَنِّي وَلا تَطْلُبْنِي ، وَاعْلَمْ أَنَّكَ مِنِّي عَلَى بَالٍ ، وَإِنْ لَمْ أَرَكَ وَتَرَانِي ، فَادْعُ لِي ، فَإِنِّي سَأَدْعُو لَكَ وَأَذْكُرُكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، انْطَلِقْ أَنْتَ هَهُنَا حَتَّى آخُذَ أَنَا هَهُنَا ، فَحَرَصْتُ أَنْ أَمْشِيَ مَعَهُ سَاعَةً ، فَأَبَى عَلَيَّ ، فَفَارَقْتُهُ ، وَأَنَا أَبْكِي ، وَبَكَى ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ فِي قَفَاهُ حَتَّى دَخَلَ بَعْضَ السِّكَكِ ، ثُمَّ سَأَلْتُ عَنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ وَطَلَبْتُهُ ، فَمَا وَجَدْتُ أَحَدًا يُخْبِرُنِي عَنْهُ بِشَيْءٍ رَحِمَهُ اللَّهُ وَغَفَرَ لَهُ ، وَمَا أَتَتْ عَلَيَّ جُمُعَةٌ إِلا وَأَنَا أَرَاهُ فِي مَنَامِي مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ

صحابي

عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ الْحَضْرَمِيِّ

ثقة

يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ الْوَاسِطِيُّ

مقبول

يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ

ضعيف الحديث

أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْمُؤَذِّنُ الْكِنْدِيُّ الْحِجَازِيُّ

صدوق حسن الحديث

أَبَا التَّرِيكِ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَينِ الأَطْرَابُلُسِيَّ

مجهول الحال

أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فِرَاسٍ

مجهول الحال

أَبُو الْقَاسِمِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحِنَّائِيُّ

ثقة

أَبُو مُحَمَّدٍ طَاهِرُ بْنُ سَهْلِ بْنِ بِشْرٍ

ضعيف الحديث

Whoops, looks like something went wrong.