أَخْبَرَنَا عَبْدِ اللَّهِ الْفُرَاوِيُّ ، وَأَبُو الْقَاسِمِ الشَّحَّامِيُّ فِي كِتَابَيْهِمَا ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ الصَّابُونِيِّ ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْمَأْمُونِ بْنِ أَحْمَدَ ، بِهَرَاةَ ، حَدَّثَنَا ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْحَجَّاجِ الْمِنْقَرِيُّ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَدْخُلُ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي الْجَنَّةَ أَكْثَرُ مِنْ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ " ، مَا أُسَمِّي لَكُمْ ذَلِكَ الرَّجُلُ ؟ قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : " ذَاكَ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ " ، ثُمَّ قَالَ : " يَا عُمَرُ ، إِنْ أَدْرَكْتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلامَ ، وَقُلْ لَهُ حَتَّى يَدْعُو لَكَ ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ كَانَ بِهِ وَضَحٌ فَدَعَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَرَفَعَ عَنْهُ ، ثُمَّ دَعَاهُ فَرُئِيَ عَلَيْهِ بَعْضُهُ " . فَلَمَّا كَانَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ ، وَهُوَ بِالْمَوْسِمِ ، قَالَ : لِيَجْلِسْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ إِلا مَنْ كَانَ مِنْ قَرَنٍ فَجَلَسُوا إِلا رَجُلا فَدَعَاهُ ، فَقَالَ : هَلْ تَعْرِفُ فِيكُمْ رَجُلا اسْمُهُ أُوَيْسٌ ؟ قَالَ : وَمَا تُرِيدُ مِنْهُ ؟ فَإِنَّهُ رَجُلٌ لا يُعْرَفُ ، يَأْوَي الْخَرِبَاتِ ، لا يُخَالِطُ النَّاسَ ، فَقَالَ : أقْرِئُهُ مِنِّي السَّلامَ ، وَقُلْ لَهُ حَتَّى يَلْقَانِي ، فَأَبْلَغَهُ الرَّجُلُ رِسَالَةَ عُمَرَ ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : أَنْتَ أُوَيْسٌ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ : صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، هَلْ كَانَ بِكَ وَضَحٌ فَدَعَوْتَ اللَّهَ فَرَفَعَهُ عَنْكَ ، ثُمَّ دَعَوْتَهُ فَرَدَّ عَلَيْكَ بَعْضَهُ ، فَقَالَ : نَعَمْ ، مَنْ أَخْبَرَكَ بِهِ ، فَوَاللَّهِ مَا اطَّلَعَ عَلَيْهِ غَيْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَسْأَلَكَ حَتَّى تَدْعُو إِلَيَّ ، وَقَالَ : " يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ " ، ثُمَّ سَمَّاكَ ، قَالَ : فَدَعَا لِعُمَرَ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : حَاجَتِي إِلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ تَكْتِمَهَا عَلَيَّ ، وَتَأْذَنَ لِي فِي الانْصِرَافِ ، فَفَعَلَ ، فَلَمْ يَزَلْ مُسْتَخْفِيًا مِنَ النَّاسِ حَتَّى قُتِلَ يَوْمَ نَهَاوَنْدَ فِيمَنِ اسْتُشْهِدَ ، وَقَدْ رُوِيَ فِي مَوْتِهِ خِلافَ ذَلِكَ .