أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْفَرَضِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ بْنُ حَيَّوَيْهِ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي حَيَّةَ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا قُتِلَ ابْنُ رَوَاحَةَ ، انْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ أَسْوَأَ هَزِيمَةٍ رَأَيْتُهَا قَطُّ فِي كُلِّ وَجْهٍ ، ثُمَّ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ تَرَاجَعُوا ، فَأَقْبَلَ ثَابِتُ بْنُ أَقْرَمَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَأَخَذَ اللِّوَاءَ ، وَجَعَلَ يَصِيحُ بِالأَنْصَارِ ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَثُوبُونَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ ، وَهُمْ قَلِيلٌ ، وَهُوَ يَقُولُ : إِلَيَّ أَيُّهَا النَّاسُ ، فَاجْتَمَعُوا عَلَيْهِ ، قَالَ : فَنَظَرَ ثَابِتٌ إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ ، فَقَالَ : خُذِ اللِّوَاءَ يَا أَبَا سُلَيْمَانَ ، فَقَالَ : لا آخُذُهُ ، أَنْتَ أَحَقُّ بِهِ ، أَنْتَ رَجُلٌ لَكَ سِنٌّ ، وَقَدْ شَهِدْتَ بَدْرًا ، قَالَ ثَابِتٌ : خُذْهُ أَيُّهَا الرَّجُلُ ، فَوَاللَّهِ مَا أَخَذْتُهُ إِلا لَكَ ، فَأَخَذَهُ خَالِدٌ ، فَحَمَلَهُ سَاعَةً ، وَجَعَلَ الْمُشْرِكُونَ يَحْمِلُونَ ، فَيَثْبُتُ حَتَّى تَكَرْكَرَ الْمُشْرِكُونَ ، وَحَمَلَ بِأَصْحَابِهِ ، فَفَضَّ جَمْعًا مِنْ جَمْعِهِمْ ، ثُمَّ دَهَمَهُ مِنْهُمْ بَشَرٌ كَثِيرٌ ، فَانْحَاشَ بِالْمُسْلِمِينَ ، فَلَبِثُوا رَاجِعِينَ .