أخبرنا أبو العز أحمد بْن عبيد الله العكبري ، أنا أبو يعلى مُحَمَّد بْن الحسن بْن مُحَمَّد بْن الفراء ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ بْن سعيد بْن إسماعيل بْن مُحَمَّد بْن سويد المعدل ، أنا أبو علي الحسين بْن القاسم بْن جعفر الكوكبي ، حدثني القاسم بْن أحمد الكاتب ، قال : أخبرني حجاج الكاتب ، قال : كان حفصوية الكاتب المروزي مع المأمون ، ففارقه بعد انكفاء المأمون إلى العراق ، وساءت حاله ، فلحق به ، وحجب عنه ، فسأل الحاجب أن يوصل إليه رقعة فأبى ، ثم سأله أن يلقيها في مجلسه حيث يراها ، فحمل ، فاحتمل المأمون الرقعة ، فإذا فيها : هذا كتاب فتى له همم ألفت إليك رحاه هممه على الزمان يدي عزيمته وهوت به من حالق قدمه وتواكلته ذوو قرابته وطواه عن أكفانه عدمه أفضى إليك بحاله قلم لو كان يعلمها بكى قلمه فلما قرأها المأمون أطال النظر فيها ، فقال يحيى بْن أكثم : إنك لتطيل النظر في هذه يا أمير المؤمنين ، فقال المأمون هذه الأبيات : يا ليت يحيى لم تلده أكثمة ولم تطأ أرض العراق قدمه أي يراها لم يلقها قلمه وأذن لحفصويه ، وأمر له من مال أبي عباد الكاتب بمائتي ألف درهم ، ومن مال زيد بْن زبير بمائة ألف درهم ، فسأله أبو عباد أن يتجافى له عن مائة ألف ، ويأخذ مائة ألف ، فامتنع وهجاه ، فقال : أول الأمور بضيعة وفساد أمر تقلده أبو عباد يسطو على جلسائه بداوته فمرمل ومضمخ بمداد وكأنه من دير هزقل مفلتا حردا يجر سلاسل الأقياد فاشدد أمير المؤمنين وثاقه فأصح منه يشد بالحداد ثم سأله زيد أن يتجافى له عن بعض ما أمر به ، فأبى ، وهجاه ، فقال : ما كنت أحسب أن الخبز فاكهة حتى أتيتك يا زيد بْن خنزير يا حابس الروث في أعفاج بغله بخلا على الحب من لقط العصافير .
الأسم | الشهرة | الرتبة |