أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ العلوي ، نَبَّأَنَا عبد العزيز بْن أحمد ، أَنْبَأَنَا تمام بْن مُحَمَّد البجلي ، حدثني أبي أبو الحسين ، قال : وحدثني مُحَمَّد بْن أحمد بْن جعفر الأهوازي ، قال : قدم جميل بْن عبد الله بْن معمر على عبد العزيز بْن مروان بمصر ، فدخل حماما لهم ، فإذا في الحمام شيخ من أهل مصر ، وكان جميل رجلا جسيما ، وسيما ، فقال له الشيخ : يا فتى ، كأنك لست من هذه البلدة ! قال : أجل ، قال : حدثنا فمن أين أنت ؟ قال : من الحجاز ، قال : من أي أهل الحجاز ؟ قال : رجل من بني عذرة ، قال : فما اسمك ؟ قال : جميل بْن عبد الله بْن معمر ، قال : صاحب بثينة ؟ قال : نعم ، قال : فما رأيت فيها يابن أخي ، فوالله لقد رأيتها ، ولو ذبح بعرقوبها طائر لا نذبح ؟ فقال له جميل : يا عم ، إنك لم ترها بعيني ، ولو نظرت إليها بعيني لأحببت أن تلقى الله تعالى وأنت زان . انتهى . قال : ومرض جميل بمصر مرضه الذي مات فيه ، فدخل عليه العباس بْن سعد الساعدي وهو يجود بنفسه ، فقال له جميل : يا عباس ، ما تقول في رجل لم يقتل نفسا ، ولم يزن قط ، ولم يسرق قط ، ولم يشرب خمرا قط ، أترجو له ؟ فقال له العباس : إي والله ، قال : فقال جميل : إني لأرجو أن أكون ذلك الرجل . قال العباس : فقلت له : سبحان الله ، وأنت تتبع بثينة منذ ثلاثين سنة ، فقال : يا عباس ، إني لفي آخر يوم من الأيام أيام الدنيا ، وأول يوم من أيام الآخرة ، لا نالتني شفاعة مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم إن كنت وضعت يدي عليها قط . قال : ومات رحمة الله عليه .
الأسم | الشهرة | الرتبة |