أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ علي بْن إبراهيم ، وأبو مُحَمَّد هبة الله بْن أحمد ، قالا : أَنْبَأَنَا عبد العزيز الكتاني ، حدثني أبو الحسين عبد الوهاب بْن جعفر الميداني ، نَبَّأَنَا عبد الله بْن أيوب ، حدثني أبو مُحَمَّد الحافظ ، حدثني أبو بكر مُحَمَّد بْن خروف بمصر ، حدثني أبو جعفر أحمد بْن يوسف بْن إبراهيم ، المعروف بابن الداية ، حدثني ربيعة بْن أحمد بْن طولون ، قال : لما توفي خمارويه قبض علي ، وعلى مضر ، وشيبان ابني أحمد بْن طولون جيش بْن خمارويه ، وحبسنا بِدِمَشْقَ ، فلما قفل إلى مصر حبسنا في حجرة من الميدان معه ، وكانت تأتينا في كل يوم مائدة نجتمع عليها ، وكان في الحجرة رواق وبيتان ، وجلوسنا في الرواق ، فوافى خادم له ، فأدخلوا أخانا مضر في البيت ، فانفصل عنا ، فكانت المائدة تقدم إلينا ، ونمنع أن نلقي إليه منها شيئا ، فأقام خمسة أيام لا يطعم ولا يستغيث ، ثم وافى إلينا من أصحاب جيش ، فقالوا : أما مات أخوكم بعد ؟ فقلنا : ما نسمع له حسا ، ففتحوا الباب ، فوجدوه حيا ، ورام القيام ، فلم يصل إليه ، فرماه الثلاثة بثلاثة أسهم في مقاتله ، فطعن وكانت ليلة الجمعة ، وأخرجوه وأغلقوا الباب علينا ، وأقمنا يوم الجمعة والسبت لم يقدم إلينا طعام ، فظننا أنهم سلكوا بنا طريقه ، فلما كان يوم الأحد سمعنا صارخة في الدار ، وفتح باب الحجرة ، وأدخل إلينا جيش بْن خمارويه ، فقلنا : ما خبرك ؟ فقال : غلب أخي على أمري ، وتولى إمارة البلد هارون بْن خمارويه ، فقلنا : الحمد الله الذي قبض يدك ، وأضرع خدك ، فقال : ما كان عزمي إلا أن ألحقكما بأخيكما . وأنفذ إلينا جماعتنا مائدة ، فلما طعمنا ، بعث إلينا خادما ، أن جيشا كان قد عزم على قتلكما ، كما قتل أخاكما ، فاقتلاه وخذا بثأركما منه ، وانصرفا على أمان ، وبعث إلينا خدما ، فتسرعوا إليه ، فقتل ، وانصرفنا إلى منازلنا ، وقد كفينا عدونا . انتهى .
الأسم | الشهرة | الرتبة |