قال : وأَنْبَأَنَا قال : وأَنْبَأَنَا ابن أبي خيثمة ، نَبَّأَنَا عبد الوهاب بْن نجدة ، نَبَّأَنَا عبد الوهاب بْن الضحاك ، نَبَّأَنَا شيخ يكنى أبا الربيع ، وقد أدرك أناسا من القدماء ، قال : لما أخذ الحارث ببيت المقدس حمل على البريد ، وجعلت في عنقه جامعة من حديد ، فجمعت يداه إلى عنقه ، فأشرف على عقبة ببيت المقدس ، فتلا هذه الآية : قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ سورة سبأ آية 50 ، قال : فتقلقلت الجامعة ، فسقطت من يده ورقبته إلى الأرض ، فوثب إليه الحرس الذين كانوا معه ، وأعادوها عليه ، ثم ساروا به ، فلما أشرف على عقبة أخرى قرأ آية لا أحفظها ، فسقطت من رقبته ويده إلى الأرض ، فأعادوها عليه ، فلما قدموا على عبد الملك حبسه ، وأمر رجالا كانوا معه في السجن من أهل الفقه والعلم أن يعظوه ، ويخوفوه الله ، ويعلموه أن هذا من الشيطان ، فأبى أن يقبل منهم ، فأتوا عبد الملك ، فأخبروه بأمره ، فأمر به وصلب ، وجاء رجل بحربة فطعنه ، فانثنت الحربة ، فتكلم الناس ، فقالوا : ما ينبغي لمثل هذا أن يقتل ، ثم أتاه حرسي برمح دقيق ، فطعنه بين ضلعين من أضلاعه ، ثم هزه فأنفذه . قال : وسمعت غير واحد ولا اثنين يقولون : إن الذي طعن الحارث بالحربة فانثنت ، قال له عبد الملك : ذكرت الله تعالى حين طعنته ؟ قال : نسيت ، أو قال : لا ، قال : فاذكر اسم الله تعالى ، ثم اطعنه ، قال : فطعنه فأنفذها . انتهى .
الأسم | الشهرة | الرتبة |