الحارث بن عبدة ويقال عبيدة بن رباح الغساني


تفسير

رقم الحديث : 10049

قَرَأْتُ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْفَتْحِ نَصْرِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهِ ، عَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ الطُّيُورِيِّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيُّ . وَأَنْبَأَنَا أَبُو سَعْدِ بْنُ الطُّيُورِيِّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ الْكُوفِيِّ ، وَأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الأَزْجِيُّ إِجَازَةً ، قَالا : أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بن حَمَّةَ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ ، حَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنْ أَبِي ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ يَعْنِي ابْنَ بَهْرَامَ الْفَزَارِيَّ ، نَبَّأَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ ، عَنْ حَدِيثِ الْحَارِثِ بْنِ عُمَيْرَةَ الْحَارِثِيِّ ، أَنَّهُ قَدِمَ مَعَ مُعَاذٍ مِنَ الْيَمَنِ ، فَبِتُّ مَعَهُ فِي دَارِهِ ، وَفِي مَنْزِلِهِ ، فَأَصَابَهُمُ الطَّاعُونُ ، فَطُعِنَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ، وَشُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةَ ، وَأَبُو مَالِكٍ جَمِيعًا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ، وَكَانَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ حِينَ حَسَّ بِالطَّاعُونِ فَرَّقَ فرقًا شَدِيدًا , فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، تَبَدَّدُوا فِي هَذِهِ الشِّعَابِ وَتَفَرَّقُوا ، فَإِنَّهُ قَدْ نَزَلَ بِكُمْ أَمْرٌ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ، لا أَرَاهُ إِلا رِجْزًا أَوِ الطُّوفَانَ ، قَالَ شُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةَ : قَدْ صَاحَبْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَنْتَ أَضَلُّ مِنْ حِمَارِ أَهْلِكَ , قَالَ عَمْرٌو : صَدَقْتَ ، قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : كَذَبْتَ لَيْسَ بِالطُّوفَانِ ، وَلا بِالرِّجْزِ ، وَلَكِنَّهَا رَحْمَةُ رَبِّكُمْ ، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُمْ مُحَمَّدٍ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَبْضُ الصَّالِحِينَ قَبْلِكُمْ ، اللَّهُمَّ ائْتِ آلَ مُعَاذٍ النَّصِيبَ الأَوْفَرِ مِنْ هَذِهِ الرَّحْمَةِ ، فَمَا أَمْسَى حَتَّى طُعِنَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُهُ الَّذِي كَانَ يُكْنَى بِهِ بكره ، وَأَحَبَّ الْخَلْقِ إِلَيْهِ ، فَرَجَعَ مُعَاذٌ مِنَ الْمَسْجِدِ ، فَوَجَدَهُ مَكْرُوبًا ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ ، كَيْفَ أَنْتَ ؟ فَاسْتَجَابَ لَهُ ، فَقَالَ : يَا أَبَهْ ، الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ، قَالَ مُعَاذٌ : وَأَنَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ سَتَجِدُنِي مِنَ الصَّابِرِينَ ، فَأَمْسَكَهُ لَيْلَتَهُ ، ثُمَّ دَفَنَهُ مِنَ الْغَدِ ، فَأَخَذَ بِامْرَأَتَيْهِ جَمِيعًا ، فَأَرَادَ أَنْ يُقْرِعَ بَيْنَهُمَا أَيِّهِمَا تَجِيءُ قَبْلَ الأُخْرَى ، فَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرَةَ : جَهِّزْهُمَا جَمِيعًا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَيُحْفَرُ لَهُمَا قَبْرًا وَاحِدًا ، فَشَقَّ لإِحْدَاهِمَا ، وَأَلْحَدَ لِلأُخْرَى ، فَمَا عَدَا أَنْ فَرَغَ مِنْهُمَا فَطُعِنَ ، فَأَخَذَ مُعَاذٌ يُرْسِلُ الْحَارِثَ بْنَ عُمَيْرَةَ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ يَسْأَلُهُ كَيْفَ هُوَ ؟ فَأَرَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ طَعْنَةً خَرَجَتْ فِي كَفِّهِ ، فَتَكَابَرَ شَأْنُهَا فِي نَفْسِ الْحَارِثِ ، وَفَرِقَ مِنْهَا حِينَ رَآهَا ، وَأَقْسَمَ لَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ : مَا يُحِبُّ أَنَّ لَهُ مَكَانَهَا حُمُرَ النَّعَمِ ، فَرَجِعَ الْحَارِثُ إِلَى مُعَاذٍ ، فَوَجَدَهُ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ ، فَبَكَى الْحَارِثُ ، وَاشْتَكَى عَلَيْهِ سَاعَةً ، ثُمَّ إِنَّ مُعَاذًا أَفَاقَ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ الْحِمْيَرِيَّةِ لِمَ تَبْكِي عَلَيَّ ؟ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ أَنْ تَبْكِيَ عَلَيَّ , فَقَالَ الْحَارِثُ : وَاللَّهِ مَا عَلَيْكَ أَبْكِي . قَالَ مُعَاذٌ : فَعَلامَ تَبْكِي ؟ قَالَ : أَبْكِي عَلَى مَا فَاتَنِي مِنْكَ الْعَصْرَيْنِ : الْغُدُوَّ ، وَالرَّوَاحَ , قَالَ مُعَاذٌ : أَجْلِسْنِي ، فَأَجْلَسَهُ الْحَارِثُ فِي حِجْرِهِ , قَالَ : اسْمَعْ مِنِّي ، فَإِنِّي أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ ، إِنَّ الَّذِي تَبْكِي عَلَيَّ زَعَمْتَ مِنْ غُدُوِّكَ وَرَوَاحِكَ إِلَيَّ ، قَالَ : أَتَعْلَمُ مَكَانَهُ لِمَنْ أَرَادَ بَيْنَ لَوْحَيِ الْمُصْحَفِ ، فَإِنْ أَعْيَا عَلَيْكَ تَفْسِيرُهُ ، فَاطْلُبْهُ بَعْدِي عِنْدَ ثَلاثَةٍ : عِنْدَ عُوَيْمِرٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، وَعِنْدَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ ، وَعِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ ، وَأُحَذِّرُكَ ذَلَّةَ الْعَالِمِ ، وَجِدَالَ الْمُنَافِقِ ، وَاحْذَرْ طَلَبَةَ الْقُرْآنِ , قَالَ : سمعته يحدث ، أن معاذا اشتد عليه النزع نزع الموت ، فنزع نزعا لم ينزعه أحدا ، فكان كلما أفاق من غمرة فتح طرفه ، ثم قَالَ : اخنقي خنقك ، فوعزتك ربي إنك لتعلم أن قلبي يحبك , فلما أن قضى نحبه ، انطلق الحارث حتى أتى أبا الدرداء بحمص ، فمكث عنده ما شاء الله أن يمكث ، ثم قَالَ الحارث : إن أخي معاذا كذا أوصاني بك ، وبسلمان الفارسي ، وبابن أم عبد ، فلا أراني إلا منطلقا قبل العراق , فقدم الحارث الكوفة ، ثم أخذ يحضر مجلس ابن أم عبد بكرة وعشيا ، فبينما هو كذلك في المجلس يوما ، قَالَ ابن أم عبد : ممن أنت يا ابن أخي ؟ قَالَ الحارث : امرؤ من أهل الشام ، فقال ابن أم عبد : نعم الحي أهل الشام ، لولا واحدة ، فقال الحارث : وما تلك الواحدة ؟ قَالَ : لولا أنهم يشهدون على أنفسهم أنهم من أهل الجنة , فاسترجع الحارث مرتين أو ثلاثا ، قَالَ : صدق معاذ ما قَالَ لي ، قَالَ ابن أم عبد : ما قَالَ لك معاذ ابن أخ ؟ قَالَ : حذرني ذلة العالم ، قَالَ : والله ما أنت يا ابن مسعود إلا أحد رجلين , إما رجل أصبح على يقين من الله ، ويشهد أن لا إله إلا الله ، وأنت من أهل الجنة ، وإما رجل مرتاب لا تدري أين منزلك . قَالَ ابن مسعود : صدقت يا ابن أخي ، إنها ذلة مني ، فلا تؤاخذني بها ، فأخذ ابن مسعود بيد الحارث ، فانطلق به إلى رحله ، فمكث عنده ما شاء الله أن يمكث , ثم قَالَ الحارث : لا بد لي من أن أطلع أبا عبد الله سلمان إلى المدائن ، فانطلق الحارث حتى قدم على سلمان في المدائن ، فوجده في مدبغة له يعرك الأهب بكفيه ، فلما أن سلم عليه ، قَالَ : مكانك حتى أخرج إليك ؟ قَالَ الحارث : والله ما أراك تعرفني يا أبا عبد الله ، قَالَ : بلى ، قد عرفت روحي روحك قبل أن أعرفك ، فإن الأرواح عند الله جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف . فمكث عنده ما شاء الله أن يمكث ، ثم رجع إلى الشام . فأولئك الذين كانوا يتعارفون في الله ، ويتزاورون فيه ، اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين ، آمين آمين آمين . .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ

مختلف في صحبته

شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ

صدوق كثير الإرسال والأوهام

عَبْدِ الْحَمِيدِ يَعْنِي ابْنَ بَهْرَامَ الْفَزَارِيَّ

ثقة

مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ

ثقة

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بن حَمَّةَ

ثقة

وَأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الأَزْجِيُّ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.