ذكر أبو مُحَمَّد عبد اللَّه بْن سعد القطربلي فيما نقلته من خطه , عن أبي الحسين المدائني ، عن مسلمة بْن بشر بْن عيسى ، أن الحجاج بْن قتيبة ، قال : كنت مع نصر بْن شيبان ، ثم شخصت إلى مروان فلم أزل معه في أموره كلها حتى قتل ، فلما قتل خرجت مع ابنه فأخذ على النيل ثم أخذ على الساحل في جمع كثير ، ثم إن الناس قلوا فجعلوا يتخلفون عنه حتى قل من معه ، فسرنا إلى بلاد العدو , فكانوا ربما عرضوا لنا فلا يأخذون إلا السلاح وأكثر ذلك ما لا يعرضون لنا , وأحيانًا نَمُرُّ بقوم فيسألوننا عن حالنا فنخبرهم فيصلونا ، وتفرق عنا الناس حتى بقيت أنا وأبو مروان ورجلا من أصحابه ، ومعنا أم مروان ابنة مروان فما سمعت لَها كلمة ، وقوم ما في أيدينا فمشينا حتى تقطعت أرجلنا وأم مروان معنا فما أنت أنة واحدة ، ولقد رأيت ابن مروان وفي يده فص أحمر ياقوت فثمنته خمسمائة دينارًا ، فقال : وددت أن لي به دابة أركبها وما عليه إلا فروة قد جاء بها فهو يلقيها في عنقه في النهار ويفترشها بالليل ، ولقد أصابنا عطش فكنا ننقر بطن الدابة فنعصر روثها ، ثم نشرب ما خرج منه ، ثم صرنا إلى قوم فأَخْبَرنَاهم عن حالنا فرقوا لنا وحملونا فكسونا وزودونا ومضينا إلى جدة ، ففارقت ابن مروان بها ثم أخذ الحجاج الأمان من سالم بْن قتيبة ، فقال الخليفة : يا حجاج ، أكنت مع مروان ؟ قال : يا أمير المؤمنين ، كنا مع قوم خلطونا بأنفسهم وأحسنوا إلينا فلم نكن نحمل تركهم ولا مفارقتهم إلا عن رضى منهم ، فقال : هذا والله الوفاء . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |