قَالَ : وَنَبَّأَنَا قَالَ : وَنَبَّأَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، نَبَّأَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، نَبَّأَنَا حَجَّاجٌ ، نَبَّأَنَا أَبُو مَعْشَرٍ ، قَالَ : فَرَكِبَ إِلَيْهِمْ مُعَاوِيَةُ حَتَّى أَتَاهُمْ بِمَرْجِ الْعَذْرَاءِ فَلَمَّا أَتَاهُمْ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ ، وَسَأَلَهُمْ مَنْ أَنْتَ مَنْ أَنْتَ مَنْ أَنْتَ ؟ حَتَّى انْتَهَى إِلَى حُجْرٍ ، فَقَالَ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : حُجْرُ بْنُ عَدِيٍّ , قَالَ : كَمْ مَرَّ بِكَ مِنَ السِّنِينَ ؟ قَالَ : كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : كَيْفَ أَنْتَ وَالنِّسَاءُ الْيَوْمَ ؟ فَأَخْبَرَهُ ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ رَجُلا أَعْوَرَ مَعَهُ عِشْرُونَ كَفَنًا , فَلَمَّا رَآهُ حُجْرٌ تَفَاءَلَ ، وَقَالَ : يُقْتَلُ نِصْفُكُمْ وَيُتْرَكُ نِصْفُكُمْ ، قَالَ : فَجَعَلَ الرَّسُولُ يَعْرِضُ عَلَيْهِمُ التَّوْبَةَ وَالْبَرَاءَةَ مِنْ عَلِيٍّ ، فَأَبَى عَشَرَةٌ وَتَبَرَّأَ عَشَرَةٌ ، فَقَالَ : فَقَتَلَ الَّذِينَ أَبَوْا وَتَرَكَ الَّذِينَ تَبَرَّءُوا وَحَفَرَ لَهُمْ قُبُورُهُمْ , فَجَعَلَ يَقْتُلُهُمْ وَيَدْفِنُهُمْ ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى حُجْرٍ , جَعَلَ حُجْرٌ يَرْعَدُ ، فَقَالَ لَهُ الَّذِي أَرَادَ قَتْلَهُ : مَا لَكَ تَرْعَدُ ؟ قَالَ : قَبْرٌ مَحْفُورٌ ، وَكَفَنٌ مَنْشُورٌ ، وَسَيْفٌ مَشْهُورٌ ، قَالَ : تَبَرَّأْ مِنْ عَلَيٍّ ؟ قَالَ : لا أَتَبَرَّأُ مِنْهُ , فَضَرَبَ عُنُقَهُ وَدَفَنَهُ ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ دَخَلَ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ ، فَقَالَ : أَقَتَلْتَ حُجْرَ بْنَ الأَدْبَرِ ؟ قَالَ : أَقْتُلُ حُجْرَ بْنَ الأَدْبَرِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقْتُلَ مَعَهُ مِائَةَ أَلْفٍ ، قَالَ : أَفَلا سَجَنْتَهُ فَيَكْفِيَكَهُ طَوَاعِينُ أَهْلِ الشَّامِ ؟ قَالَ : غَابَ عَنِّي مِثْلُكَ فِي قَوْمِي ، يُشِيرُ عَلَيَّ بِمِثْلِ هَذَا الْمَشُورَةِ , فَلَمَّا حَجَّ مُعَاوِيَةُ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ ، فَقَالَتْ لَهُ : يَا مُعَاوِيَةُ ، قَتَلْتَ حُجْرَ بْنَ الأَدْبَرِ ؟ قَالَ : أَقْتُلُ حُجْرًا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقْتُلَ مَعَهُ مِائَةَ أَلْفٍ ، انتهى . .