حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار و...


تفسير

رقم الحديث : 11274

أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْعِزِّ بْنُ كَادِشٍ ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْمَرْزُبَانِيُّ النَّحْوِيُّ : عَلَيْكَ بِمُدَارَسَةِ الشِّعْرَ فَإِنَّهُ أَشْرَفُ الآدَابِ وَأَكْرَمُهَا وَأَنْوَرُهَا , بِهِ يَسْخُو الرَّجُلُ ، وَبِهِ يَتَظَرَّفُ ، وَبِهِ يُجَالِسُ الْمُلُوكَ ، وَبِهِ يُخْدَمُ , وَبِتَرْكِهِ يَتَّضِعُ ، ثُمَّ قَالَت : إِنَّكَ إِذَا وَرَدْتَ عَلَى الْمَلِكِ وَجَدْتَ عِنْدَهُ النَّابِغَةَ وَسَأُصْرِفْ عَنْكَ مَعَرَّتَهُ ، وَعَلْقَمَةَ بْنُ عَبْدَةَ , وَسَأُكَلِّمُ الْمُعَلاةَ أُخْتِي حَتَّى تَرُدَّ عَنْكَ سَوْرَتَهُ ، قَالَ حَسَّانٌ : فَقَدِمْتُ عَلَى عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ فَاعْتَاصَ عَلَيَّ الْوُصُولُ إِلَيْهِ ، فَقُلْتُ لِلْحَاجِبِ بَعْدَ مُدَّةٍ : إِنْ أَنْتَ أَذِنْتَ لِي عَلَيْهِ وَإِلا هَجَوْتُ الْيَمَنَ كُلَّهَا ، ثُمَّ انْتَقَلْتُ عَنْهَا ، فَأَذِنَ لِي عَلَيْهِ ، فَلَمَّا وَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَجَدْتُ النَّابِغَةَ جَالِسًا عَنْ يَمِينِهِ ، وَعَلْقَمَةَ جَالِسًا عَنْ يَسَارِهِ ، فَقَالَ لِي : يَا ابْنَ الْفُرَيْعَةِ , قَدْ عَرَفْتُ عِيصَكَ وَنَسَبَكَ فِي غَسَّانَ فَارْجِعْ فَإِنِّي بَاعِثٌ إِلَيْكَ بِصِلَةٍ سَنِيَّةٍ ، وَلا احْتَاجُ إِلَى الشِّعْرِ ، فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ هَذَيْنِ السَّبْعَيْنِ أَنْ يَفْضَحَاكَ وَفَضِيحَتُكَ فَضِيحَتِي ، وَأَنْتَ الْيَوْمَ لا تُحْسِنُ أَنْ تَقُولَ : رِقَاقُ النِّعَالِ طِيبٌ حُجُزَاتُهُمْ يُحَيَّوْنَ بِالرَّيْحَانِ يَوْمَ السَّبَاسِبِ فَأَبَيْتُ , فَقُلْتُ : لا بُدَّ مِنْهُ ، فَقَالَ : ذَاكَ إِلَى عَمَّيْكَ , فَقُلْتُ : أَسْأَلُكُمَا بِحَقِّ الْمَلِكِ الْحَرَّابِ إِلا مَا قَدَّمْتُمَانِي عَلَيْكُمَا ، فَقَالا : قَدْ فَعَلْنَا ، فَقَالَ : هَاتِ ، فَأَنْشَأْتُ أَقُولُ وَالْقَلْبُ وَجِلٌ : أَسَأَلْتَ رَسْمَ الدَّارِ أَمْ لَمْ تَسْأَلِ بَيْنَ الْجَوَابِي فَالْبَضِيعِ فَحَوْمَلِ حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى آخِرِهَا , فَلَمْ يَزَلْ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ يَزْحَلُ عَنْ مَجْلِسِهِ سُرُورًا حَتَّى شَاطَرَ الْبَيْتَ وَهُوَ يَقُولُ : هَذِهِ وَاللَّهِ الْبَتَّارَةُ ، الَّتِي قَدْ بَتَرَتِ الْمَدَائِحَ ، هَذَا وَأَبِيكَ الشِّعْرُ لا مَا تُعَلِّلانِي بِهِ مُنْذُ الْيَوْمَ ، يَا غُلامُ , أَلْفُ دِينَارٍ مَرْمُوحَةٌ ، فَأُعْطِيتُ أَلْفَ دِينَارٍ وَفِي كُلِّ دِينَارٍ عَشَرَةُ دَنَانِيرٍ ، ثُمَّ قَالَ : لَكَ عَلَيَّ مِثْلُهَا فِي كُلِّ سَنَةٍ , قُمْ يَا زِيَادُ بْنُ ذُبْيَانَ فَهَاتِ الثَّنَاءَ الْمَسْجُوعَ ، فَقَامَ النَّابِغَةُ ، فَقَالَ : أَلا أَنْعَمَ صَبَاحًا أَيُّهَا الْمَلِكُ الْمُبَارَكُ ، السَّمَاءُ غِطَاؤُكَ ، وَالأَرْضُ قطَاؤُكَ ، وَوَالِدَيَّ فِدَاؤُكَ ، وَالْعَرَبُ وِقَاؤُكَ ، وَالْعَجَمُ حِمَاؤُكَ ، وَالْحُكَمَاءُ وُزَرَاؤُكَ ، وَالْعُلَمَاءُ جُلَسَاؤُكَ ، وَالْمَقَاوِلُ شماركَ ، وَالْعَقْلُ شِعَارُكَ ، وَالْحِلْمُ دِثَارُكَ ، وَالسَّكِينَةُ مِهَادُكَ ، وَالصِّدْقُ رِدَاؤُكَ ، وَالْيُمْنُ حِذَاؤُكَ ، وَالْبِرُّ فِرَاشُكَ ، وَأَشْرَافُ الآبَاءِ آبَاؤُكَ ، وَأَطْهَرُ الأُمَّهَاتِ أُمَّهَاتُكَ ، وَأَفْخَرُ الشُّبَّانِ أَبْنَاؤُكَ ، وَأَعَفُّ النِّسَاءِ حَلائِلُكَ ، وَأَعْلَى الْبُنْيَانِ بِنَاؤُكَ ، وَأَكْرَمُ الأَجْدَادِ أَجْدَادُكَ ، وَأَفْضَلُ الأَخْوَالِ أَخْوَالُكَ ، وَأَنْزَهُ الْحَدَائِقِ حَدَائِقُكَ ، وَأَعْذَبُ الْمِيَاهِ مِيَاهُكَ ، قَدْ لازَمَ الرَّدَنَ أَوْ قَدْ حَالَفَ الإِضْرِيح عَاتِقُكَ ، وَلاوَمَ الْمِسْكَ مَسْكُكَ ، وَقَابَلَ الصّروِ تَرَائِبُكَ ، الْعَسْجَدُ قَوَارِيرُكَ ، وَاللُّجَيْنُ صِحَافُكَ ، وَالشَّهْادُ إِدَامُكَ ، وَالْخُرْطُومُ شَرَابُكَ ، وَالأَبْكَارُ مُسْتَرَاحُكَ ، والعبير تتواسك , وَالْخَيْرُ بِفِنَائِكَ , وَالشَّرُّ فِي سَاحَةِ أَعْدَائِكَ ، وَالذَّهَبُ عَطَاؤُكَ ، وَأَلْفُ دِينَارٍ مَرْمُوجَةٌ إِنْمَاؤُكَ ، وَأَلْفُ دِينَارٍ مَوْجُوهَةٌ إِيتَاؤُكَ ، وَالنَّصْرُ مَنُوطٌ بِأَبْوَابِكَ ، زَيَّنَ قَوْلَكَ فِعْلُكَ ، وَطَحْطَحَ عَدُوَّكَ غَضَبُكَ ، وَهَزَمَ مَغَايِبَهُمْ مَشْهَدُكَ ، وَسَارَ فِي النَّاسِ عَدْلُكَ ، وَسَكَنَ قَوَارِعَ الأَعْدَاءِ ظَفْرُكَ ، أَيُفَاخِرُكَ ابْنُ الْمُنْذِرِ اللَّخْمِيُّ , فَوَاللَّهِ لَقَفَاكَ خَيْرٌ مِنْ وَجْهِهِ ، وَلَشَمَالُكَ خَيْرٌ مِنْ يَمِينِهِ ، وَلَصَمْتِكَ خَيْرٌ مِنْ كَلامِهِ ، وَلأُمِّكَ خَيْرٌ مِنْ أَبِيهِ ، وَلَخَدَمِكَ خَيْرٌ مِنْ عِلْيَةِ قَوْمِهِ ، فَهَبْ لِي أَسَارَى قَوْمِي ، وَاسْتُرْهُنَّ بِذَلِكَ شُكْرِي ، فَإِنَّكَ مِنْ أَشْرَافِ قَحْطَانَ ، وَأَنَا مِنْ سَرَوَاتِ عَدْنَانَ , فَرَفَعَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ رَأْسَهُ إِلَى جَارِيَةٍ كَانَتْ عَلَى رَأْسِهِ قَائِمَةً ، فَقَالَتْ مِثْلُ ابْنُ الْفُرَيْعَةَ : فَلْيَمْدَحِ الْمُلُوكَ ، وَمِثْلُ زِيَادٍ : فَلْيُثْنِ عَلَى الْمُلُوكِ , وَهَذِهِ الْقَصِيدَةُ : أَسَأَلْتَ رَسْمَ الدَّارِ أَمْ لَمْ تَسْأَلِ بَيْنَ الْجَوَابِي فَالْبَضِيعِ فَحَوْمَلِ فَالْمَرْجِ , مَرْجِ الصُّفَّرَيْنِ فَجَاسِمٍ فَدِيَارِ سَلْمَى دُرَّسًا لَمْ تُحْلَلِ دَارٌ لِقَوْمٍ قَدْ أَرَاهُمْ مَرَّةً فَوْقَ الأَعِزَّةِ , عَزُّهُمْ لَمْ يُثْقَلِ للَّهِ دَرَّ عِصَابَةٍ نَادَمْتُهُمْ يَوْمًا بَجِلَّقَ فِي الزَّمَانِ الأَوَّلِ أَوْلادُ جَفْنَةَ عِنْدَ قَبْرِ أَبِيهِمِ قَبْرِ ابْنِ مَارِيَةَ الْكَرِيمِ الْمُفَضَّلِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
حَسَّانٌ

صحابي

أبو محمد الجوهري

ثقة محدث

Whoops, looks like something went wrong.