الحسن بن عبد الله بن سعيد بن عبيد الله ابو علي الكندي


تفسير

رقم الحديث : 11472

قرأت بخط أَبِي الْحَسَن بْن رشأ بْن نظيف ، وأنبأنيه أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم ، وَأَبُو الوحش سبيع بْن المسلم عَنْهُ ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن نصر ، حَدَّثَنِي ابْن الجعابي ، حَدَّثَنِي جحظة أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن مُوسَى بْن يَحْيَى بْن خالد بْن برمك ، قَالَ : كَانَ أَبُو الصقر إِسْمَاعِيل بْن بلبل يهوى جارية من القيان قبل وزارته ، وكان الْحَسَن بْن رجاء بْن أَبِي الضحاك ينافسه فيها ، وكانت تؤثر الْحَسَن بْن رجاء لصباحته وأفضاله , وتشنا إِسْمَاعِيل لقبحه وخلته , فلما تقلد الوزارة لم يقَدْم شيئا عَلَى ابتياعها ، فملأ عينيها من الأعراض وواعدها ليوم عزم فيه عَلَى الصحبة ، فأمر أن يفرش لَهُ وتعبى الأواني الفضة والذهب , وأصناف الطيب والبلور , والزجاج المحكم الَّذِي لَهُ القَدْر والقيمة ، فلما أخذ مِنْهُ الشراب ، قَالَ لَهَا : رأيت أحسن من مجلسنا هَذَا ؟ قالت : نعم ، قَالَ : وما هُوَ ؟ قالت : قَدْح مورد كنت أشرب فيه عند الْحَسَن بْن رجاء ، فوقّع إِلَى أَبِي بَكْر الفتى كاتبِهِ وقريبِهِ ، وكان رسمه أن يجلس فِي دار أَبِي الصقر الَّتِي للعامة إِلَى آخر وقت ، ولا ينصرف حَتَّى يستأذنه : بلغني أن عند الْحَسَن بْن رجاء ، قَدْحا موردا وقَدْ أحببت أن أراه وهُوَ صديقك , فاكتب إِلَيْهِ فِي الحضور ، فَإِذَا حضر فتقَدْم إِلَيْهِ بإحضار هَذَا القَدْح , ففعل أَبُو بَكْر ذَلِكَ ، فجاءه الْحَسَن ، فأقرأه توقيع أَبِي الصقر إِلَيْهِ فِي أمر القَدْح ، فَقَالَ : قَدْ كَانَ عندي القَدْح وانكسر , فكتب أَبُو بَكْر إِلَى أَبِي الصقر بذَلِكَ ، فأجابِهِ أن مثل هَذَا القَدْح إِذَا انكسر لم يرم بزجاجه , فليحضره مكسرا عَلَى أني أعلم أن هَذَا القول إخبار مِنْهُ ، فعده عني الإحسان إن أحضره , وتواعده بالإساءة إن أخره ، فأقرأه التوقيع وما كتب فيه ، وَقَالَ لَهُ : واللَّه يَا ابْنَ أخي ما أرى لك أن تمنعه من ولد لك لو طلبِهِ منك فضلا عَنْ عرض لا قَدْر لَهُ سيما مع هَذَا الوعيد ، فَقَالَ : أَنَا أحضر القَدْح عَلَى شرط ، قَالَ : وما هُوَ ؟ قَالَ : اكتب معه أبياتا من الشعر تنفذها مع القَدْح إِلَيْهِ ، قَالَ : فافعل , فأخذ دواة وكتب إِلَى منزله ، وأنفذ لَهُ القَدْح ، وكتب : سلم عَلَى أربع بالكرح نقلاها من أجل جارية فيهن نهواها تمكنت نوب الأيام منك بها والدهر إن أسلف الحسنى تقضاها يا بؤس قلبك ما أقصى مراميه وشجو نفسك ما أدنى بلاياها وحليب عيش مضى ما كَانَ أنعمه أيام أيامنا فيه نملاها أشكو إِلَيْكَ أبا بَكْر شجي بهوى أطعته من صبا نفسي فعاصاها فأسعد الصب إن كنت امرأ غزلا وأعطف عَلَى ذي البلا إن كنت أواها قَدْ جاءك القَدْح المسلوب بهجته مذ حيل دون الَّتِي أدنت لَهُ فاها حكى تورد خديها وتفضله لعجز ما صنعه أن يحكي اللَّه عهدي بِهِ فِي يد حسناء قَدْ نظمت عَلَيْهِ من لؤلؤ سمط ثناياها فالكف حمراء مما قَدْ تخطفها والراح عرى مما قَدْ تلقاها خذه إِلَيْكَ عزيزا أن يحادبِهِ لو أن أخرى ليالينا كأولاها لكن ضلة رأي أن أرى كلفا بغادة نشبت فِي الغدر كفاها أوصائنا قَدْحا مسته ريقتها وقَدْ ترشفها غيري وفداها فإن تفتنا بها الأيام مرغمة عمدا ويسعد فيها الدهر مولاها فقَدْ جرى بيننا ما ليس نذكره إلا تنغص دنياه ودنياها وجاء بهذا الشعر إِلَى أَبِي بَكْر ، فلما قرأه ، قَالَ : أين يذهب بك واللَّه لأوقف الوزير عَلَيْهِ ولأنفذنه إِلَيْهِ ، وجيء بالقَدْح وكتب إِلَى أَبِي الصقر رقعة جَمِيلَة ، يَقُول فيها : إن الْحَسَن أحضرني القَدْح ممتثلا لأمر الوزير أيده اللَّه ومنقادا إِلَى طاعته ، وقَدْ أنفذته مع رقعتي هَذِهِ ، فأجابِهِ أَبُو الصقر : قَدْ وصل القَدْح ، وحسن موقعه منا ، فليفت الْحَسَن متنجزا ما وعدته , أفي لَهُ بذَلِكَ إن شاء اللَّه ، فلقيه الْحَسَن فصرفه وأحسن إِلَيْهِ . قَالَ رشأ : أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم البغدادي ، نَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى الصولي ، نَا عَوْن بْن مُحَمَّد ، نَا إِسْمَاعِيل بْن الْعَبَّاس ، قَالَ : كَانَ الْحَسَن بْن رجاء الكاتب يهوى جارية من القيان ، وكان إِسْمَاعِيل بْن بلبل يهواها , فذكر معنى هَذِهِ الحكاية ، وذكر الأبيات بأسرها ، وَقَالَ بعد الأبيات : فلما قرأ إِسْمَاعِيل بْن بلبل الأبيات وأخذ القَدْح , رق لَهُ فقلده أصبهان وأخرجه إِلَيْهَا . .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.