الحسن بن علي بن ابي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ابو محمد الهاشمي


تفسير

رقم الحديث : 11934

أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الأَنْصَارِيُّ ، أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الشِّيرَازِيُّ ، أنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفِ بْنِ بِشْرٍ ، أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَهْمٍ ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، نَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مِرْدَاسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، قَالَ : لَمَّا مَرِضَ حَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ مَرِضَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، فَلَمَّا اسْتُعِزَّ بِهِ ، وَقَدْ حَضَرَتْ بَنُو هَاشِمٍ فَكَانُوا لا يُفَارِقُونَهُ , يَبِيتُونَ عِنْدَهُ بِاللَّيْلِ ، وَعَلَى الْمَدِينَةِ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ ، وَكَانَ سَعِيدٌ يَعُودُهُ فَمَرَّةً يُؤَذَنُ لَهُ وَمَرَّةً يُحْجَبُ عَنْهُ ، فَلَمَّا اسْتُعِزَّ بِهِ بَعَثَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ رَسُولا إِلَى مُعَاوِيَةَ يُخْبِرُهُ بِثِقَلِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ . وَكَانَ حَسَنٌ رَجُلا قَدْ سُقِيَ وَكَانَ مَبْطُونًا إِنَّمَا كَانَ تَخْتَلِفُ أَمْعَاؤُهُ ، فَلَمَّا حُضِرَ كَانَ عِنْدَهُ إِخْوَتُهُ عَهِدَ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ أَسْتُطِيعُ ذَلِكَ ، فَإِنْ حِيلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ ، وَخِيفَ أَنْ يُهْرَاقَ فِيهِ مِحْجَمَةٌ مِنْ دَمٍ ، دُفِنَ مَعَ أُمِّهِ بِالْبَقِيعِ ، وَجَعَلَ حَسَنٌ يُوعِزُ إِلَى الْحُسَيْنِ : يَا أَخِي , إِيَّاكَ أَنْ تَسْفِكَ الدِّمَاءَ فِيَّ ، فَإِنَّ النَّاسَ سِرَاعٌ إِلَى الْفِتْنَةِ ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ الْحَسَنُ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ صِيَاحًا ، فَلا تَلْقَى أَحَدًا إِلا بَاكِيًا . وَأَبْرَدَ مَرْوَانُ إِلَى مُعَاوِيَةَ يُخْبِرُهُ بِمَوْتِ حَسَنٍ ، وَأَنَّهُمْ يُرِيدُونَ دَفْنَهُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَنَّهُمْ لا يَصِلُونَ إِلَى ذَلِكَ أَبَدًا وَأَنَا حَيٌّ . فَانْتَهَى حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : احْفِرُوا هَهُنَا , فَنَكَبَ عَنْهُ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ وَهُوَ الْأَمِيرُ ، فَاعْتَزَلَ وَلَمْ يَحُلْ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ ، وَصَاحَ مَرْوَانُ فِي بَنِي أُمَيَّةَ وَلَفِّهَا وَتَلَبَّسُوا السِّلاحَ ، وَقَالَ مَرْوَانُ : لا كَانَ هَذَا أَبَدًا . فَقَالَ لَهُ حُسَيْنٌ : يَا ابْنَ الزَّرْقَاءِ مَا لَكَ وَلِهَذَا أَوَالٍ أَنْتَ ؟ قَالَ : لا كَانَ هَذَا وَلا يُخْلَصُ إِلَيْهِ وَأَنَا حَيٌّ ، فَصَاحَ حُسَيْنٌ بِحِلْفِ الْفُضُولِ ، فَاجْتَمَعَتْ بَنُو هَاشِمٍ وَتَيْمٌ وَزُهْرَةُ وَأَسَدٌ وَبَنُو جَعْوَنَةَ بْنُ شَعُوبٍ مِنْ بَنِي لَيْثٍ قَدْ تَلَبَّسُوا السِّلاحَ . وَعَقَدَ مَرْوَانُ لِوَاءً ، وَعَقَدَ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ لِوَاءً ، فَقَالَ الْهَاشِمِيُّونَ : يُدْفَنُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَتَّى كَانَتْ بَيْنَهُمُ الْمُرَامَاةُ بِالنِّبْلِ ، وَابْنُ جَعْوَنَةَ بْنُ شَعُوبٍ يَوْمَئِذٍ شَاهِرٌ سَيْفَهُ . فَقَامَ فِي ذَلِكَ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , وَالْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ بْنُ نَوْفَلٍ ، وَجَعَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ يُلِحُّ عَلَى حُسَيْنٍ وَهُوَ يَقُولُ : يَا ابْنَ عَمِّ , أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى عَهْدِ أَخِيكَ : إِنْ خِفْتَ أَنْ يُهْرَاقَ فِيَّ مِحْجَمَةٌ مِنْ دَمٍ فَادْفِنِّي بِالْبَقِيعِ مَعَ أُمِّي ، أُذَكِّرُكَ اللَّهَ أَنْ تَسْفِكَ الدِّمَاءَ ، وَحُسَيْنٌ يَأْبَى دَفْنَهُ إِلا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ : وَيَعْرِضُ مَرْوَانُ لِي ، مَا لَهُ وَلِهَذَا ؟ قَالَ : فقَالَ الْمِسْوَرُ بْنُ الْمَخْرَمَةِ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , اسْمَعْ مِنِّي قَدْ دَعَوْتَنَا بِحِلْفِ الْفُضُولِ وَأَجَبْنَاكَ ، تَعْلَمُ أَنِّي سَمِعْتُ أَخَاكَ يَقُولُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِيَوْمٍ : يَا ابْنَ مَخْرَمَةَ , إِنِّي قَدْ عَهِدْتُ إِلَى أَخِي أَنْ يَدْفِنَنِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ وَجَدَ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلا ، فَإِنْ خَافَ أَنْ يُهْرَاقَ فِي ذَلِكَ مِحْجَمٌ مِنْ دَمٍ فَلْيَدْفِنِّي مَعَ أُمِّي بِالْبَقِيعِ ، وَتَعْلَمُ أَنِّي أُذَكِّرُكَ اللَّهَ فِي هَذِهِ الدِّمَاءِ ، أَلا تَرَى مَا هَهُنَا مِنَ السِّلاحِ وَالرِّجَالِ ، وَالنَّاسُ سِرَاعٌ إِلَى الْفِتْنَةِ ؟ قَالَ : وَجَعَلَ الْحُسَيْنُ يَأْبَى ، وَجَعَلَتْ بَنُو هَاشِمٍ وَالْحُلَفَاءُ يَلْغَطُونَ وَيَقُولُونَ : لا يُدْفَنُ إِلا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ : سَمِعْتُ أَبِي ، يَقُولُ : لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَئِذٍ وَإِنِّي لأُرِيدُ أَنْ أَضْرِبَ عُنُقَ مَرْوَانَ مَا حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ ذَلِكَ أَنْ لا أَكُونَ أَرَاهُ مُسْتَوْجِبًا لِذَلِكَ , إِلا أَنِّي سَمِعْتُ أَخِي يَقُولُ : إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يُهْرَاقَ فِيَّ مِحْجَمٌ مِنْ دَمٍ فَادْفِنُونِي بِالْبَقِيعِ ، فَقُلْتُ لأَخِي : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، وَكُنْتُ أَرْفَقَهُمْ بِهِ إِنَّا لا نَدَعُ قِتَالَ هَؤُلاءِ جُبْنًا عَنْهُمْ ، وَلَكِنَّا إِنَّمَا نَتَّبَعُ وَصِيَّةَ أَبِي مُحَمَّدٍ أَنَّهُ لَوْ قَالَ : وَاللَّهِ ادْفِنُونِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمِتْنَا مِنْ آخِرِنَا أَوْ نَدْفِنَهُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَكِنَّهُ خَافَ مَا قَدْ تَرَى , فَقَالَ : إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يُهْرَاقَ فِيَّ مِحْجَمٌ مِنْ دَمٍ فَادْفِنُونِي مَعَ أُمِّي ، فَإِنَّمَا نَتَّبِعُ عَهْدَهُ وَنُنْفِذُ أَمْرَهُ ، قَالَ : فَأَطَاعَ حُسَيْنٌ بَعْدَ أَنْ ظَنَنْتُ أَنَّهُ لا يُطِيعُ ، فَاحْتَمَلْنَاهُ حَتَّى وَضَعْنَاهُ بِالْبَقِيعِ . وَحَضَرَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ ، فَقَالَتْ بَنُو هَاشِمٍ : لا يُصَلِّي عَلَيْهِ أَبَدًا إِلا حُسَيْنٌ ، قَالَ : فَاعْتَزَلَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ فَوَاللَّهِ مَا نَازَعَنَا فِي الصَّلاةِ , وَقَالَ : أَنْتُمْ أَحَقُّ بِمَيِّتِكُمْ ، فَإِنْ قَدَّمْتُمُونِي تَقَدَّمْتُ ، فَقَالَ حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ : تَقَدَّمْ فَلَوْلا أَنَّ الأَئَمَّةَ تُقَدَّمُ مَا قَدَّمْنَاكَ . .

الرواه :

الأسم الرتبة
حَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ

صحابي

عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مِرْدَاسٍ

صحابي

أَحْمَدُ بْنُ مَعْرُوفِ بْنِ بِشْرٍ

ثقة

أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الأَنْصَارِيُّ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.