أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ خَلَفٍ الْمُقْرِئُ ، سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الدِّمَشْقِيُّ ، فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ ، نَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بِشْرٍ التِّرْمِذِيُّ ، نَا عُمَرُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَبْدِيُّ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ نَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَكِّيِّ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ : سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ ، يَقُولُ : أَسْمَعُ إِذَا وَصَفْتَ مِنْ صِفَةِ الْمُؤْمِنِ ، وحدث فِي التوراة : المؤمن الَّذِي هُوَ إِلَى الإسلام هدى ، وبالإقرار بدى ظاهر الإيمان ، بدنه عَلَى الإيمان بني لأنه عالم بالعلم ، ناطق بالحكم بالفهم ، ورع عَنِ الحرام ، بين الأعلام ، كثير السلام ، لين الجانب ، طيب المَعْرُوف ، سريع الرضا ، بعيد السخط ، يعلم إِذَا فهم ، وَإِذَا علم علم بكف إِذَا سم إن صحبته سلم ، وإن شاركته نقم ، وإن فارقته تندم ، وإن سمعت مِنْهُ تعلم ، كثير الوفاء ، مكرم للجار ، مطيع للجبار ، قلبِهِ بمعرفة اللَّه زاهر ، ولسانه بذكر اللَّه غارز ، وبدنه بطاعة اللَّه ساهر ، فهُوَ من نفسه فِي تعب ، والنَّاس فيه فِي لذة ، فمثله كمثل الماء لأن الماء حياة الأشياء كلها ، فكان المؤمن الرضي وعمله التقي ، مبغض للدنيا , قليل المنى ، واني النبا , صادق اللسان , صابر البدن , قانع القلب ، إن أؤتمن عَلَى أمانة أداها ، وإن أئتمن هُوَ غيره لم يتهم , أب لليتيم , وللأرملة رحيم ، وإلى الجنة مشتاق ، وبالوالدين غير عاق ، لَهُ حكم يرضى ، وعمل يتمنى ، كلامه منفعة ، ومحاورته رفعة ، إن استكتمته كتم ، وإن أستطعم أطعم ، جواد لله بالطاعة ، وللناس بحسن الخلق والرضا ، إن استقرض أدى , وإن سئل أعطى ، إن كَانَ فوقك اتضع ، وإن كَانَ دونك اعتدل ، فمثله كمثل شجرة ثبت أصلها , وخاف فرعها وكثر ثمرها ، فمن رآها رغب فيها , لا يتخذ شيئا إن أخذه ربا ولا بترك إن تركه حياء ، بل أخذه لله سالما ، وتركه لله غانما ، محاسب نفسه ناظرة فِي عيوبِهِ ، مستقل لعمله , إن كَانَ محسنا يخاف عَلَى نفسه أن لا يقتل مثله ، وإن كَانَ مقصرا يخشى أن لا يغفر لَهُ ، وإن كَانَ فاضلا كَانَ شاكرا لا يظلم ولا يأثم ، ولا يتكلف بين تدبيره كثير عمله ، قليل زلله , سهل أمره , حريز دينه ، ميتة شهوته ، مكظوم غيظه ، صاف خلقه ، يَقُول فيعلم , لا يتكلم إلا بحق ، ولا يتكلم إلا عدلا ، يَقُول الحق وإن كَانَ مرا ، يَقُول الحق كَانَ لَهُ أو عَلَيْهِ ، فهُوَ غني فِي الغنى شاكر فقير فمثله كمثل النحلة تأكل من كل الأشجار ، وتطعم الصغار والكبار . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |