قرأت عَلَى أبي القاسم زاهر بْن طاهر ، عن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن ، أنا مُحَمَّد بْن عبد الله ، قال : سمعت أبا عَلِيّ ، يقول : وردت عَلَى عبدان الأهوازي ، فأكرم موردي ، وكان يتبجح بي ، ويبالغ في تقريبي ، وإعزازي ، وإكرام موردي ، ويجيبني إلى كل ما التمسه من حديثه إلى أن ذاكرته غير مرة ، واستقصيت عليه في المذاكرة ، والمطالبة ، فتغير لي ، وقد عرف من أخلاقه أنه كان يحسد كل من يحفظ الحديث . وسمعت أبا عَلِيّ ، يقول : قال لي أبو بكر بْن عبدان غير مرة : يا أبا عَلِيّ ، قد رزقت من قلب هذا الشيخ ما لم يرزق غيرك ، فلا تستقص عليه في المذاكرة ، وارفق به ، فقد طعن في السن ، فكنت أتكلف أن أسامح في المذاكرة ، فذكر ما عند حبيب ابْن أبي ثابت ، عن سعيد بْن جبير ، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يلبي عن شبرمة فقلت : من عن حبيب ؟ قال : ليث ابْن أبي سليم ، فقلت : يا أبا مُحَمَّد ، هذا حبيب ابْن أبي عمرة ، وليس بابن أبي ثابت ، فتغير ، وأسمعني ، وقال لي : تواجهني بمثل هذا ؟ فقلت : وقلت لأصحابنا : والله لأطعمنه من لحمه في ذكر حبيب ابْن أبي ثابت ، فلما كان يوم مجلسه ابتدأت أذاكره حبيب ابْن أبي ثابت ، فخرج عَلِيّ ، وامتنع في أحاديث كنت سألته عنها من سؤالاته ، فقضي أن أبا العباس بْن شريح ورد العسكر ، وأنا بها ، فقصدته ، وأخبرته حالي ، فقال : من عزمي أن أدخل عَلَى أبي مُحَمَّد ، فإذا دخلت عليه ، فسله بحضرتي ، فدخل عليه القاضي أبو العباس ، فسألته عن حديث ابن عون ، عن الزهري ، وسأله أبو العباس ، فأخرج الأصل . وَحَدَّثَنَا بِهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقَطِيعِيُّ ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ ، نَا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاةَ كَبَّرَ ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ ، وَإِذَا رَكَعَ ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ . قلت لأبي عَلِيّ : إيش علة هذا الحديث ؟ قال : لا أعرف له علة ، قلت : يقال : إنه عن مُحَمَّد بْن يحيى القطعي ، عن مُحَمَّد بْن بكر البرساني ، عن ابن جريج ، فقال أبو عَلِيّ : ليس هذا الحديث عند البرساني ، عن ابن جريج ، وعبدان ثبت حافظ ، وإنما حدثنا به من أصل كتابه ، قال أبو عَلِيّ : فلما من الله عَلِيّ بسماع هذا لم أبال بغيره ، قلت لأبي عَلِيّ : قد حدث به غير عبدان ، عن مُحَمَّد بْن يحيى القطعي ، قال : من ؟ قلت : حدثناه عمر البصري ، نا الحسن بْن عثمان التستري ، نا مُحَمَّد بْن يحيى القطعي ، فقال أبو عَلِيّ : ألا يستحي أن يحدث عن هذا التستري ، هذا كذاب يسرق الحديث ، وإنما سرقه من عبدان . قال : وسمعت أبا عَلِيّ ، يقول : أتيت أبا بكر بْن عبدان ، فقلت : الله الله ، تحتال لي في حديث سهل بْن عثمان العسكري ، عن جنادة ، عن عبيد الله بْن عمر ، عن عبد الله بْن الفضل ، عن عبيد الله ابْن أبي رافع ، عن عَلِيّ ، حديث افتتاح الصلاة ، فقال : يا أبا عَلِيّ ، قد حلف الشيخ أن لا يحدث بهذا الحديث ، وأنت بالأهواز ، فشق عَلِيّ ذلك ، فأصلحت أسبابي للخروج ، ودخلت عليه ، وودعته ، وشيعني جماعة من أصحابنا ، ثم انصرفت ، واختفيت في موضع إلى يوم المجلس ، وحضرته متنكرا من حيث لم يعلم بي أَحْمَد ، فخرج ، وأملى الحديث من أصل كتابه ، وكتبته ، وأملى غير حديث مما كان قد امتنع عَلِيّ فيها ، ثم بلغني بعد ذلك أن عبدان ، قال لبعض أصحابه : فوتنا أبا عَلِيّ النيسابوري تلك الأحاديث ، فقيل له : يا أبا مُحَمَّد ، إنه كان في المجلس ، وقد سمع له أحاديث ، فتعجب من ذلك . .