أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أبو بكر مُحَمَّد بْن عبد الباقي ، أنا الحسن بْن عَلِيّ ، أنا أبو عمر بْن حَيَّوَيْهِ ، أنا أَحْمَد بْن معروف ، نا الْحُسَيْن بْن الفهم ، نا مُحَمَّد بْن سعد ، أنا مُحَمَّد بْن عمر ، حدثني عبد الله بْن جعفر ، عن عمته أم بكر بنت المسور بْن مخرمة ، قال : وحدثني شرحبيل ابْن أبي عون ، عن أبيه ، قال : وحدثني عبد الرحمن ابْن أبي الزناد ، قال غيره ، عن أبيه ، وغيرهم أيضا ، قد حدثني بطائفة من هذا الحديث ، قال : أمر يَزِيد مسلم بْن عقبة ، وقال : إن حدث بك حدث ، فحصين بْن نمير عَلَى الناس ، فورد مسلم بْن عقبة المدينة ، فمنعوه أن يدخلها ، فأوقع بهم ، وأنهبها ثلاثا ، ثم خرج يريد ابن الزبير ، فلما كان بالمشلل نزل به الموت ، فدعا حصين بْن نمير ، فقال له : يا بردعة الحمار لولا عهد أمير المؤمنين إلي فيك ما عهدت إليك اسمع عهدي لا تمكن قريشا من أذنك ، ولا تزدهم عَلَى ثلاث : الوقاف ، ثم الثقاف ، ثم الانصراف ، وأعلم الناس أن الحصين واليهم . ومات مكانه فدفن عَلَى ظهر المشلل لسبع ليال بقين من المحرم سنة أربع وستين ، ومضى حصين بْن نمير في أصحابه ، حتى قدم مكة ، فنزل بالحجون إلى بئر ميمون ، وعسكر هناك . فكان يحاصر ابن الزبير ، فكان الحصر أربعة وستين يوما يتقاتلون فيها أشد القتال ، ونصب الحصين المنجنيق عَلَى ابن الزبير ، وأصحابه ، ورمى الكعبة ، ولقد قتل من الفريقين بشر كثير ، وأصاب المسور فلقة من حجر المنجنيق ، فمات ليلة جاء ، نعي يَزِيد بْن معاوية ، وذلك لهلال شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين . فكلم حصين بْن نمير ، ومن معه من أهل الشام عبد الله بْن الزبير : أن يدعهم يطوفوا بالبيت ، وينصرفوا عنه ، فشاور في ذلك أصحابه ، ثم أذن لهم ، فطافوا ، وكلم ابن الزبير الحصين بْن نمير ، وقال له : قد مات يَزِيد ، وأنا أحق الناس بهذا الأمر ، لأن عثمان عهد إلي في ذلك عهدا صلى به خلفي طلحة ، والزبير ، وعرفته أم المؤمنين ، فبايعني ، وادخل فيما يدخل فيه الناس معي يكن لك ما لهم ، وعليك ما عليهم ، فقال له الحصين بْن نمير : أي ، والله يا أبا بكر لا أتقرب إليك بغير ما في نفسي ، أقدم الشام ، فإن وجدتهم مجتمعين لك أطعتك ، وقاتلت من عصاك ، وإن وجدتهم مجتمعين عَلَى غيرك أطعته ، وقاتلتك . ولكن سر معي أنت إلى الشام أملكك رقاب العرب ، فقال ابن الزبير : أو أبعث رسولا ، قال : تبا لك سائر اليوم إن رسولك لا يكون مثلك ، وافترقا ، وأمن الناس ، ووضعت الحرب أوزارها ، وأقام أهل الشام أياما يبتاعون حوائجهم ، ويتجهزون ، ثم انصرفوا راجعين إلى الشام ، فدعا ابن الزبير من يومئذ إلى نفسه . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أبو عمر بْن حَيَّوَيْهِ | أبو عمر بن حيويه / ولد في :295 / توفي في :381 | ثقة مأمون |