أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو نصر عبد الرحيم بن عَبْدِ الكريم بن هوازن في كتابه ، قَالَ : سمعت أَبِي الأستاذ أبا القاسم ، يقول : كان الأستاذ أَبُو بكر بن فورك رحمه اللَّه ، يحكي عن بندار بن الْحُسَيْنِ الشيرازي ، أنه كان من أصحاب الشبلي ، وكان أَبُوه جهزه إلى بغداد للتجارة ، فوقع إلى مجلس الشبلي ، فأثر فيه كلامه ، فأمره الشبلي بالخروج عن المال ، فكان كلما حضر الشبلي نظر الشبلي في مرآة عنده ، وكان يقول : المرآة تقول : قد بقي شيء ، وكانت المرآة على الحقيقة قلبه ، فكان بندار يقول : صدقت المرآة ، وكان الشبلي يكثر النظر في المرآة ، فسئل عن ذلك ، فقال : بيني وبين اللَّه عهد إن ملت عنه عاقبَنِي ، فأنَا أنظر في كل ساعة في المرآة هل اسود وجهي ؟ فلما لم يبق لبندار شيء ، قَالَ الشبلي : المرآة تقول لم يبق شيء ، فقال : صدقت المرآة ، فقال الشبلي : فاخرج الآن من الجاه ، فجعل يدور على معارفه يكدي ، فكان بعضهم يقول : مسكين ، وبعضهم يقول : مجنون ، قَالَ بندار : فما كان شيء أصعب عليَّ من الخروج من الجاه ، والرجل كل الرجل من طَهُر عن مرآة الخلق .
الأسم | الشهرة | الرتبة |