وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بن أَحْمَدَ الفقيه الفراوي ، نَا الأستاذ أَبُو الْقَاسِمِ عبد الكريم بن هوزان القشيري ، قَالَ : سمعت الشيخ أبا عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عبيد اللَّه الشيرازي الصوفي ، يقول : سمعت بعض أصحاب أَبِي عَبْد اللَّهِ بن خفيف ، يقول : سمعت أبا عَبْد اللَّهِ بن خفيف ، يقول : دخلت البصرة في أيام شبابي لأرى أبا الحسن الأشعري لما بلغني خبره ، فرأيت شيخًا بهي المنظر ، فقلت له : أين منزل أَبِي الحسن الأشعري ؟ . فقال : وما الذي تريد منه ؟ . فقلت : أحب أن ألقاه . فقال : ابتكر غدًا إلى هذا الموضع . قَالَ : فابتكرت ، فلما رأيته تبعته ، فدخل دار بعض وجوه البلد ، فلما أبصروه أكرموا محله ، وكان هنَاك جمع من العلماء ، ومجلس نظر ، فأقعدوه في الصدر ، ثم إنه سأل بعضهم مسألة ، فلما شرع في الكلام دخل هذا الشيخ ، فأخذ يرد عليه وينَاظره حتى أفحمه ، فقضيت العجب من علمه ، وفصاحته ، فقلت لبعض من كان عنده : من هذا الشيخ ؟ . فقال : أَبُو الْحَسَنِ الأشعري . فلما قاموا ، تبعته ، فالتفت إليّ ، وقال : يا فتى كيف رأيت الأشعري ؟ . فخدمته وقلت : يا سيدي ، كما هو في محله ، ولكن مسألة ؟ . فقال : ما هي ؟ . فقلت : مثلك في فضلك ، وعلو منزلتك ، كيف لم تسأل ويسأل غير ؟ . فقال : إنَا لا نكلم هؤلاء ابتداءً ، ولكن إِذَا خاضوا في ذكر ما لا يجوز في دين اللَّه رددنَا عليهم ، بحكم ما فرض اللَّه سبحانه وتعالى علينَا من الرد على مخالفي الحق . وقد وقعت لي هَذِهِ الحكاية من وجه آخر ، عَنْ أَبِي عَبْد اللَّهِ الشيرازي ، وفيها لفظة يتعلق بها من لا يتحاشى من ذكر الأئمة بالمخازي .
الأسم | الشهرة | الرتبة |