وَأَخْبَرَنَا الشريف أَبُو الْقَاسِمِ ، والشيخ أَبُو الْحَسَنِ بن قبيس ، قَالا : نَا وأَبُو منصور الخيروني ، قَالَ : نَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ علي الخطيب ، قَالَ : حَدَّثَنِي رئيس الرؤساء شرف الوزراء أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الحسن ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ العلاف ، قَالَ : حضرت أبا الحسين بن سمعون يوما في مجلس الوعظ ، وهو جالس على كرسيه ، يتكلم ، وكان أَبُو الْفَتْحِ القواس جالسا إلى جنب الكرسي ، فغشيه النعاس ، ونَام ، فأمسك أَبُو الْحُسَيْنِ عن الكلام ساعة حتى استيقظ أَبُو الْفَتْحِ ، ورفع رأسه ، فقال له أَبُو الْحُسَيْنِ : رأيت رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في نومك ؟ قَالَ : نعم . فقال أَبُو الْحُسَيْنِ : لذلك أمسكت عن الكلام خوفا أن تنزعج ، وتنقطع عما كنت فيه ، أو كما قَالَ قال : وحَدَّثَنِي رئيس الرؤساء أيضا ، قَالَ : حكى لي أَبُو علي بن أَبِي مُوسَى الهاشمي ، قَالَ : حكى لي دحي مولى الطائع لِلَّه ، قَالَ : أمرني الطائع لِلَّه بأن أوجه إلى ابْن سمعون فأحضره دار الخلافة ، ورأيت الطائع على صفة من الغضب ، وكان يتقى في تلك الحال ، لأنه كان ذا حدة ، فبعثت إلى ابْن سمعون ، وأنَا مشغول القلب لأجله ، فلما حضر ، أعلمت الطائع حضوره ، فجلس مجلسه ، وأذن له في الدخول ، فدخل وسلم عليه بالخلافة ، ثم أخذ في وعظه ، فأول ما ابتدأ به أن قَالَ : روي عن أمير المؤمنين علي بن أَبِي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وذكر خبرا وأحاديث بعده ، ثم قَالَ : روي عن أمير المؤمنين علي بن أَبِي طالب كرم اللَّه وجهه ، وذكر عنه خبرا ، ولم يزل يجري في ميدان الوعظ ، حتى بكى الطائع ، وسمع شهيقه ، وابتل منديل بين يديه بدموعه ، فأمسك ابْن سمعون حينئذ ، ودفع إلى الطائع درجا فيه طيب وغيره ، فدفعته إليه وانصرف وعدت إلى حضرة الطائع ، فقلت : يا مولاي رأيتك على صفة من شدة الغضب على ابْن سمعون ، ثم انتقلت عن تلك الصفة عند حضوره ، فما السبب ؟ فقال : رفع إليَّ عنه أنه ينتقص علي بن أَبِي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فأحببت أن أتيقن ذلك لأقابله عليه إن صح ذلك منه ، فلما حضر بين يدي افتتح كلامه بذكر علي بن أَبِي طالب ، والصلاة عليه وأعاد وأبدى في ذلك ، وقد كان له مندوحة في الرواية عن غيره ، وترك الابتداء به ، فعلمت أنه وفق لما تزول به عنه الظنة ، وتبرأ ساحته عندي ، ولعله كوشف بذلك ، أو كما قَالَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |