كتب إليَّ الشيخ أَبُو نصر عبد الرحيم بن عَبْدِ الكريم بن هوازن ، قَالَ : نَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ علي الحافظ ، قَالَ : نَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الحافظ ، قَالَ : سهل بن مُحَمَّدِ بْنِ سليمان بن مُحَمَّدِ بْنِ سليمان بن مُوسَى بن عِيسَى بن إِبْرَاهِيمَ العجلي الفقيه الأديب أَبُو الطيب بن أَبِي سهل الحنفي الصعلوكي ، مفتي نيسابور ، وابْن مفتيها ، وأكتبُ من رأينَا من علمائنَا وأنظرهم ، وقد كان بعض مشايخنَا ، يقول : من أراد أن يعلم أن النجيب ابْن النجيب يكون بمشيئة اللَّه سبحانه وتعالى ، فلينظر إلى سهل بن أَبِي سهل ، سمع أباه الأستاذ أبا سهل ، وعنده تفقه ، وبه تخرج ، وسمع أبا العباس مُحَمَّد بن يَعْقُوبَ ، وأبا علي حامد بن مُحَمَّد الهروي ، وأبا عمرو بن نجيب السلمي ، وأقرانهم من الشيوخ ، ودرس الفقه . واجتمع إليه الخلق في اليوم الخامس من وفاة الأستاذ أَبِي سهل سنة تسع وستين وثلاث مائة ، وقد تخرج به جماعة من الفقهاء بِنَيْسَابُورَ ، وسائر مدن خراسان ، وتصدروا للفتوى ، والقضاء ، والتدريس ، وخرجت الفوائد من سماعته وحدث ، وأملى وبلغني أنه وضع في مجلسه أكثر من خمس مائة محبرة ، عشية الجمعة الثالث والعشرين من المحرم سنة سبع وثمانين وثلاث مائة . سمعت الأستاذ أبا سهل وذكر في مجلسه عقل ولده سهل وتمكينه منه وعلو همته ، وأكثروا ، وقَالُوا ، فلما فرغوا ، قَالَ الأستاذ : سهل والد ، ودخلت على الأستاذ رحمه اللَّه في ابتداء مرضه وسهل غائب إلى بعض ضياعه ، فكان الأستاذ يشكو ما هو فيه ، فقال : غيبة سهل أشد علي من هذا الذي أنَا فيه ، فلو حضر ما كنت أشكو ما بي ، هذا أو نحوه .
الأسم | الشهرة | الرتبة |