أَخْبَرَنَا الشيخ أبو البركات مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن يحيى بْن الوكيل المعروف بابن السطوي بقراءة أبي البركات الغسال في جمادى الآخرة من سنة اثنتين وتسعين وأربع مائة ، أنا أبو بكر مُحَمَّد بْن عُمَر بْن بكر النجار ، بقراءة أبي موسى الأندلس سنة ثلاثين وأربع مائة ، أنا أبو عبد اللَّه الحسين بْن أَحْمَد الهروي الصفار سنة اثنتين وستين وثلاث مائة ، أنا أبو إسحاق مُحَمَّد بْن محمود السمرقندي ، قَالَ : سمعت يحيى بْن معاذ الرازي ، رحمه اللَّه سنة سبع ومائتين يقول : إلهي أدعوك بلسان نعمتك فأجبني بلسان كرمك ، يا من رباني في الطريق بنعمه ، وأشار لي في الورود إلى كرمه ، معرفتي بك ، دليلي عليك ، وحبي لك شفيعي إليك ، وأنا واثق في الطريق من الدليل بدلالته ، وساكن لدى الورود من شفيعي إلى شفاعته ، وإذا كان هذا سرور الطريق لي بنعمتك ، فكيف يكون سرور الورود مني بكرمك ؟ إلهي وعزتك وجلالك لو جئتك بعمل أهل الأرض والسماء لما استكثرته ، لما أعرف من شره نفسي فكيف لا أرجوك ولا استكثر ذنوبي على ما تعرفه من كرم نفسك . إلهي إن إبليس ظن بخلقك ظنا فأعطوه جهلا ، وظن حلقك بجودك ظنا فارحمهم فضلا ، وليس ما أطاعوه به في الذنوب عصيانا بأكثر مما جاءوك به إيمانا فهب عصيانهم لإيمانك ، وأدهم بإيمانهم إلى غفرانك ، فليس طاعة المعلون طلبوا ، ولكن حب اللذات لا له . إلهي حبي هو إليك ، وذنبي هو إلى نفسي . والحب لك أعتقده طائعا . والذنب آتيه كارها ، فهب كراهية ذنبي لطواعية حبي ، إنك أرحم الراحمين .
الأسم | الشهرة | الرتبة |