قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي مِسْكِينٍ ، قَالَ : " كَانَ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ مَاءٌ بِالطَّائِفِ ، يُقَالُ لَهُ : ذُو الْهَرِمِ وَكَانَ فِي يَدَيْ ثَقِيفٍ دَهْرًا ، ثُمَّ طَلَبَهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ مِنْهُمْ فَأَبَوْا عَلَيْهِ ، وَكَانَ صَاحِبَ أَمْرِ ثَقِيفٍ جُنْدُبُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حُطَيْطِ بْنِ جُشَمِ بْنِ ثَقِيفٍ فَأَبَى عَلَيْهِ وَخَاصَمَهُ فِيهِ ، فَدَعَاهُمَا ذَلِكَ إِلَى الْمُنَافَرَةِ إِلَى الْكَاهِنِ الْعُذْرِيِّ ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ : عُزَّى سَلَمَةَ وَكَانَ بِالشَّامِ فَتَنَافَرَا عَلَى إِبِلٍ سَمُّوهَا ، فَخَرَجَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَمَعَهُ ابْنُهُ الْحَارِثُ وَلا وَلَدَ لَهُ يَوْمَئِذٍ غَيْرَهُ وَخَرَجَ جُنْدُبٌ فِي نَفَرٍ مِنْ ثَقِيفٍ فَنَفِدَ مَاءُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَصْحَابِهِ فَطَلَبُوا إِلَى الثَّقَفِيِّينَ أَنْ يَسْقُوهُمْ فَأَبَوْا فَفَجَّرَ اللَّهُ لَهُمْ عَيْنًا مِنْ تَحْتِ جِرَانِ بَعِيرِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، وَعَلِمَ أَنَّ ذَلِكَ مِنَّةٌ ، فَشَرِبُوا رِيَّهُمْ ، وَحَمَلُوا حَاجَتَهُمْ وَنَفِدَ مَاءُ الثَّقَفِيِّينَ فَبَعَثُوا إِلَى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَسْتَسْقُونَهُ فَسَقَاهُمْ ، وَأَتَوُا الْكَاهِنَ فَنَفَّرَ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ عَلَيْهِمْ فَأَخَذَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ الإِبِلَ فَنَحَرَهَا ، وَأَخَذَ الْهَرِمَ وَرَجَعَ وَقَدْ فَضَّلَهُ عَلَيْهِ ، وَفَضَّلَ قطَوْمَهُ عَلَى قَوْمِهِ " .