عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه ابن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن...


تفسير

رقم الحديث : 3689

وَكَتَبَ عُمَرُ إِلَى أُمَرَاءِ الأَجْنَادِ : " لا تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ فَتُذِلُّوهُمْ ، وَلا تَحْرِمُوهُمْ فَتُكَفِّرُوهُمْ ، وَلا تُجَمِّرُوهُمْ فَتَفْتِنُوهُمْ ، وَلا تُنْزِلُوهُمُ الْغِيَاضَ فَتُضَيِّعُوهُمْ " ، قَالُوا : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا تُوُفِّيَ وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقَ كَانَ يُقَالُ لَهُ : خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ ، وَاسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قِيلَ لِعُمَرَ : خَلِيفَةُ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ : فَمَنْ جَاءَ بَعْدَ عُمَرَ قِيلَ لَهُ : خَلِيفَةُ خَلِيفَةِ خَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ فَيَطُولُ هَذَا ، وَلَكِنْ أَجْمِعُوا عَلَى اسْمٍ تَدْعُونَ بِهِ الْخَلِيفَةَ يُدْعَ بِهِ مَنْ بَعْدُهُ مِنَ الْخُلَفَاءِ ، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : نَحْنُ الْمُؤْمِنُونَ وَعُمَرُ أَمِيرُنَا ، فَدُعِيَ عُمَرُ : أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ سُمِّيَ بِذَلِكَ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ كَتَبَ التَّأْرِيخَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ ، فَكَتَبَهُ مِنْ هِجْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ فِي الصُّحُفِ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ قِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَجَمَعَ النَّاسَ عَلَى ذَلِكَ ، وَكَتَبَ بِهِ إِلَى الْبُلْدَانِ ، وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ ، وَجَعَلَ لِلنَّاسِ بِالْمَدِينَةِ قَارِئَيْنِ قَارِئًا يُصَلِّي بِالرِّجَالِ ، وَقَارِئًا يُصَلِّي بِالنِّسَاءِ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ ضَرَبَ فِي الْخَمْرِ ثَمَانِينَ ، وَاشْتَدَّ عَلَى أَهْلِ الرِّيَبِ وَالتُّهَمِ ، وَأَحْرَقَ بَيْتَ رُوَيْشِدٍ الثَّقَفِيِّ وَكَانَ حَانُوتًا ، وَغَرَّبَ رَبِيعَةَ بْنَ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ إِلَى خَيْبَرَ وَكَانَ صَاحِبَ شَرَابٍ ، فَدَخَلَ أَرْضَ الرُّومَ فَارْتَدَّ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ عَسَّ فِي عَمَلِهِ بِالْمَدِينَةِ ، وَحَمَلَ الدِّرَّةَ وَأَدَّبَ بِهَا ، وَلَقَدْ قِيلَ بَعْدَهُ : لَدِّرَّةُ عُمَرَ أَهْيَبُ مِنْ سَيْفِكُمْ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ فَتَحَ الْفُتُوحَ ، وَهِيَ الأَرْضُونَ ، وَالْكُورُ الَّتِي فِيهَا الْخَرَاجُ وَالْفَيْءُ ، فَتَحَ الْعِرَاقَ كُلَّهُ ، السَّوَادَ ، وَالْجِبَالَ ، وَأَذْرَبِيجَانَ ، وَكُورَ الْبَصْرَةِ وَأَرْضَهَا ، وَكُورَ الأَهْوَازِ ، وَفَارِسَ ، وَكُورَ الشَّامِ مَا خَلا أَجْنَادَيْنِ ، فَإِنَّهَا فُتِحَتْ فِي خِلافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَحِمَهُ اللَّهُ ، وَفَتَحَ عُمَرُ كُورَ الْجَزِيرَةِ ، وَالْمَوْصِلِ ، وَمِصْرَ ، وَالإِسْكَنْدَرِيَّةِ ، وَقُتِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ ، وَخَيْلُهُ عَلَى الرَّيِّ وَقَدْ فَتَحُوا عَامَّتَهَا ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ مَسَحَ السَّوَادَ وَأَرْضَ الْجَبَلِ ، وَوَضَعَ الْخَرَاجَ عَلَى الأَرَضِينَ ، وَالْجِزْيَةَ عَلَى جَمَاجِمِ أَهْلِ الذِّمَّةِ فِيمَا فَتْحَ مِنَ الْبُلْدَانِ ، فَوَضَعَ عَلَى الْغَنِيِّ ثَمَانِيَةً وَأَرْبَعِينَ دِرْهَمًا ، وَعَلَى الْوَسَطِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ دِرْهَمًا ، وَعَلَى الْفَقِيرِ اثْنَيْ عَشَرَ دِرْهَمًا ، وَقَالَ : " لا يُعْوِزُ رَجُلا مِنْهُمْ دِرْهَمٌ فِي شَهْرٍ " ، فَبَلَغَ خَرَاجُ السَّوَادِ ، وَالْجَبَلِ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ رَحِمَهُ اللَّهُ ، مِائَةَ أَلْفِ أَلْفٍ وَعِشْرِينَ أَلْفِ أَلْفٍ وَافٍ ، وَالْوَافُ دِرْهَمٌ وَدَانَقَانُ وَنِصْفُ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ مَصَّرَ الأَمْصَارَ : الْكُوفَةَ ، وَالْبَصْرَةَ ، وَالْجَزِيرَةَ ، وَالشَّامَ ، وَمِصْرَ ، وَالْمَوْصِلَ ، وَأَنْزَلَهَا الْعَرَبَ ، وَخَطَّ الْكُوفَةَ ، وَالْبَصْرَةَ خُطَطًا لِلْقَبَائِلِ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنِ اسْتَقْضَى الْقُضَاةَ فِي الأَمْصَارِ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ دَوَّنَ الدِّيوَانَ وَكَتَبَ النَّاسَ عَلَى قَبَائِلِهِمْ ، وَفَرَضَ لَهُمُ الأَعْطِيَةَ مِنَ الْفَيْءِ ، وَقَسَمَ الْقُسُومَ فِي النَّاسِ ، وَفَرَضَ لأَهْلِ بَدْرٍ وَفَضَّلَهُمْ عَلَى غَيْرِهِمْ ، وَفَرَضَ لِلْمُسْلِمِينَ عَلَى أَقْدَارِهِمْ وَتَقَدُّمِهِمْ فِي الإِسْلامِ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ حَمَلَ الطَّعَامَ فِي السُّفُنِ مِنْ مِصْرَ فِي الْبَحْرِ حَتَّى وَرَدَ الْبَحْرَ ثُمَّ ، حَمَلَ مِنَ الْجَارِ إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، إِذَا بَعَثَ عَامِلا لَهُ عَلَى مَدِينَةٍ كَتَبَ مَالَهُ ، وَقَدْ قَاسَمَ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَالَهُ إِذَا عَزَلَهُ ، مِنْهُمْ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ ، وَكَانَ يَسْتَعْمِلُ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ مِثْلَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، وَيَدَعُ مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُمْ مِثْلَ عُثْمَانَ ، وَعَلِيٍّ ، وَطَلْحَةَ ، وَالزُّبَيْرِ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَنُظَرَائِهِمْ لِقُوَّةِ أُولَئِكَ عَلَى الْعَمَلِ وَالْبَصَرِ بِهِ ، وَلإِشْرَافِ عُمَرَ عَلَيْهِمْ وَهَيْبَتِهِمْ لَهُ ، وَقِيلَ لَهُ : مَا لَكَ لا تُوَلِّي الأَكَابِرَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ ؟ فَقَالَ : " أَكْرَهُ أَنْ أُدَنِّسَهُمْ بِالْعَمَلِ " ، وَاتَّخَذَ عُمَرُ دَارَ الرَّقِيقِ ، وَقَالَ بَعْضُهُمُ : الدَّقِيقُ ، فَجَعَلَ فِيهَا الدَّقِيقَ ، وَالسَّوِيقَ ، وَالتَّمْرَ ، وَالزَّبِيبَ وَمَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ ، يُعِينُ بِهِ الْمُنْقَطِعَ بِهِ وَالضَّيْفَ يَنْزِلُ بِعُمَرَ ، وَوَضَعَ عُمَرُ فِي طَرِيقِ السُّبُلِ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ مَا يَصْلُحُ مَنْ يَنْقَطِعَ بِهِ وَيَحْمِلُ مِنْ مَاءٍ إِلَى مَاءٍ ، وَهَدَمَ عُمَرُ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزَادَ فِيهِ ، وَأَدْخَلَ دَارَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِيمَا زَادَ ، وَوَسَّعَهُ وَبَنَاهُ لَمَّا كَثُرَ النَّاسُ بِالْمَدِينَةِ ، وَهُوَ أَخْرَجَ الْيَهُودَ مِنَ الْحِجَازِ وَأَجْلاهُمْ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ إِلَى الشَّامِ ، وَأَخْرَجَ أَهْلَ نَجْرَانَ وَأَنْزَلَهُمْ نَاحِيَةَ الْكُوفَةِ ، وَكَانَ عُمَرُ خَرَجَ إِلَى الْجَابِيَةِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ ، فَأَقَامَ بِهَا عِشْرِينَ لَيْلَةً يَقْصُرُ الصَّلاةَ ، وَحَضَرَ فَتْحَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ ، وَقَسَمَ الْغَنَائِمَ بِالْجَابِيَةِ ، وَخَرَجَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ يُرِيدُ الشَّامَ فَبَلَغَ سَرْغَ فَبَلَغَهُ أَنَّ الطَّاعُونَ قَدِ اشْتَعَلَ بِالشَّامِ فَرَجَعَ مِنْ سَرْغَ ، فَكَلَّمَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَقَالَ : أَتَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ ؟ قَالَ : " نَعَمْ إِلَى قَدَرِ اللَّهِ " ، وَفِي خِلافَتِهِ كَانَ طَاعُونُ عَمَوَاسَ فِي سَنَةِ ثَمَانِي عَشْرَةَ ، وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ كَانَ أَوَّلُ عَامِ الرَّمَادَةِ ، أَصَابَ النَّاسَ مَحْلٌ ، وَجَدْبٌ ، وَمَجَاعَةٌ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ ، وَاسْتَعْمَلَ عُمَرُ عَلَى الْحَجِّ بِالنَّاسِ أَوَّلَ سَنَةٍ اسْتُخْلِفَ ، وَهِيَ سَنَةُ ثَلاثَ عَشْرَةَ ، عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَحَجَّ بِالنَّاسِ تِلْكَ السَّنَةِ ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَحُجُّ بِالنَّاسِ فِي كُلِّ سَنَةٍ خِلافَتَهُ كُلَّهَا ، فَحَجَّ بِهِمْ عَشْرَ سِنِينَ وَلاءً ، وَحَجَّ بِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا بِالنَّاسِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ ، وَاعْتَمَرَ عُمَرُ فِي خِلافَتِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، عَمْرَةٌ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ ، وَعُمْرَةٌ فِي رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ ، وَعُمْرَةٌ فِي رَجَبٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ ، وَهُوَ أَخَّرَ الْمَقَامَ إِلَى مَوْضِعِهِ الْيَوْمَ ، كَانَ مُلْصَقًا بِالْبَيْتِ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.