محمد بن الحنفية


تفسير

رقم الحديث : 5703

قَالَ : أخبرنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ ، قَالَ : أخبرنا عُمَرُ بْنُ زِيَادٍ الْهُذَلِيُّ , عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ حَدَّثَهُ ، قَالَ : لَقِيتُ بِخُرَاسَانَ رَجُلا مِنْ عَزَّةَ ، قَالَ : قُلْتُ لِلأَسْوَدِ : مَا اسْمُهُ ؟ قَالَ : لا أَدْرِي ، قَالَ : أَلا أَعْرِضُ عَلَيْكَ خُطْبَةَ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : بَلَى ، قَالَ : انْتَهَيْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ فِي رَهْطٍ يُحَدِّثُهُمْ , فَقُلْتُ : السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَهْدِيُّ قَالَ : وَعَلَيْكَ السَّلامُ ، قَالَ : قُلْتُ : إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً ، قَالَ : أَسِرٌّ هِيَ أم عَلانِيَةٌ ؟ قَالَ : قُلْتُ : بَلْ سِرٌّ ، قَالَ : اجْلِسْ , فَجَلَسْتُ , وَحَدَّثَ الْقَوْمَ سَاعَةً , ثُمَّ قَامَ , فَقُمْتُ مَعَهُ , فَلَمَّا أَنْ دَخَلَ دَخَلْتُ مَعَهُ بَيْتَهُ ، قَالَ : قُلْ بِحَاجَتِكَ ، قَالَ : فَحَمِدْتُ اللَّهَ , وَأَثْنَيْتُ عَلَيْهِ , وَشَهِدْتُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وشهدت أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ , ثُمَّ قُلْتُ : أَمَّا بَعْدُ , فَوَاللَّهِ مَا كُنْتُمْ أَقْرَبَ قُرَيْشٍ إلينا قَرَابَةً ، فَنُحِبُّكُمْ عَلَى قَرَابَتِكُمْ , وَلَكِنْ كُنْتُمْ أَقْرَبَ قُرَيْشٍ إِلَى نَبِيِّنَا قَرَابَةً ، فَلِذَلِكَ أَحْبَبْنَاكُمْ عَلَى قَرَابَتِكُمْ مِنْ نَبِيِّنَا , فَمَا زَالَ بِنَا الشَّيْنُ فِي حُبِّكُمْ حَتَّى ضُرِبَتْ عَلَيْهِ الأَعْنَاقُ , وَأُبْطِلَتِ الشَّهَادَاتُ , وَشَرَدْنَا فِي الْبِلادِ , وَأُوذِينَا حَتَّى لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَذْهَبَ فِي الأَرْضِ قَفْرًا ، فَأَعْبُدَ اللَّهَ حَتَّى أَلْقَاهُ لَوْلا أَنْ يَخْفَى عَلَيَّ أَمْرُ آلِ مُحَمَّدٍ , وَحَتَّى هَمَمْتُ أَنْ أَخْرُجَ مَعَ أَقْوَامٍ شَهَادَتُنَا وَشَهَادَتُهُمْ وَاحِدَةٌ عَلَى أُمَرَائِنَا , فَيَخْرُجُونَ , فَيُقَاتِلُونَ , وَنُقِيمُ , فَقَالَ عُمَرُ : يَعْنِي الْخَوَارِجَ ، وَقَدْ كَانَتْ تَبْلُغُنَا عَنْكَ أَحَادِيثُ مِنْ وَرَاءَ وَرَاءَ , فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُشَافِهُكَ لِلْكَلامِ , فَلا أَسْأَلُ عَنْكَ أَحَدًا , وَكُنْتَ أَوْثَقَ النَّاسِ فِي نَفْسِي ، وَأَحَبَّهُ إلي أَنْ أَقْتَدِيَ بِهِ ، فَأَرَى بِرَأْيِكَ , وَكَيْفَ تَرَى الْمَخْرَجَ ؟ أَقُولُ هَذَا ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ ، قَالَ : فَحَمِدَ اللَّهَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ , وَأَثْنَى عَلَيْهِ , وَشَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَشَهِدَ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ , ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ , فَإِيَّاكُمْ وَهَذِهِ الأَحَادِيثَ ، فَإِنَّهَا عَيْبٌ عَلَيْكُمْ , وَعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، فَإِنَّهُ بِهِ هَدْيُ أَوَّلِكُمْ , وَبِهِ يُهْدَى آخِرُكُمْ , وَلَعَمْرِي لَئِنْ أُوذِيتُمْ لَقَدْ أُوذِيَ مَنْ كَانَ خَيْرًا مِنْكُمْ , أَمَّا قِيلُكَ : لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَذْهَبَ فِي الأَرْضِ قَفْرًا ، فَأَعْبُدَ اللَّهَ حَتَّى أَلْقَاهُ , وَأَجْتَنِبَ أُمُورَ النَّاسِ لَوْلا أَنْ يَخْفَى عَلَيَّ أُمُورُ آلِ مُحَمَّدٍ ، فَلا تَفْعَلْ ، فَإِنَّكَ تِلْكَ الْبِدْعَةُ الرَّهْبَانِيَّةُ , وَلَعَمْرِي لأَمْرُ آلِ مُحَمَّدٍ أَبْيَنُ مِنْ طُلُوعِ الشَّمْسِ , وَأَمَّا قِيلُكَ : لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَخْرُجَ مَعَ أَقْوَامٍ شَهَادَتُنَا وَشَهَادَتُهُمْ وَاحِدَةٌ عَلَى أُمَرَائِنَا , فَيَخْرُجُونَ , فَيُقَاتِلُونَ , وَنُقِيمُ , فَلا تَفْعَلْ , لا تُفَارِقِ الأُمَّةَ , اتَّقِ هَؤُلاءِ الْقَوْمَ بِتَقِيَّتِهِمْ ، قَالَ عُمَرُ : يَعْنِي بَنِي أُمَيَّةَ ، وَلا تُقَاتِلْ مَعَهُمْ ، قَالَ : قُلْتُ وَمَا تَقِيَّتُهُمْ ؟ قَالَ : تُحْضِرُهُمْ وَجْهَكَ عِنْدَ عَوْدَتِهِمْ , فَيَدْفَعُ اللَّهُ بِذَلِكَ عَنْكَ عَنْ دَمِكَ وَدِينِكَ , وَتُصِيبُ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي أَنْتَ أَحَقُّ بِهِ مِنْهُمْ ، قَالَ : قُلْتُ : أَرَأَيْتَ إِنْ أَطَافَ بِي قِتَالٌ لَيْسَ لِي مِنْهُ بُدٌّ ؟ قَالَ : تُبَايِعُ بِإِحْدَى يَدَيْكَ الأُخْرَى لِلَّهِ , وَتُقَاتِلُ لِلَّهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ سَيُدْخِلُ أَقْوَامًا بِسَرَائِرِهِمُ الْجَنَّةَ , وَسَيُدْخِلُ أَقْوَامًا بِسَرَائِرِهِمُ النَّارَ , وَإِنِّي أُذَكِّرُكَ اللَّهَ أَنْ تُبَلِّغَ عَنِّي مَا لَمْ تَسْمَعْ مِنِّي , أَوْ أَنْ تَقُولَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.