أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : " كَانَ الزُّهْرِيُّ يَقْدَحُ أَبَدًا عِنْدَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي خَلْعِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ ، وَيَعِيبُهُ ، وَيُذْكَرُ أُمُورًا عَظِيمَةً ، لا يَنْطِقُ بِهَا ، حَتَّى يَذْكُرَ الصِّبْيَانَ أَنَّهُمْ يُخَضِّبُونَ بِالْحِنَّاءِ , وَيَقُولُ لِهِشَامٍ : مَا يَحِلُّ لَكَ إِلا خَلْعُهُ , فَكَانَ هِشَامٌ لا يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ لِلْعَقْدِ الَّذِي عَقَدَ لَهُ , وَلا يَسُوءُهُ مَا يَصْنَعُ الزُّهْرِيُّ ، رَجَاءً أَنْ يُؤَلِّبَ ذَلِكَ النَّاسَ عَلَيْهِ " . قَالَ أَبُو الزِّنَادِ : فَكُنْتُ يَوْمًا عِنْدَ هِشَامٍ فِي نَاحِيَةِ الْفُسْطَاطِ , وَأَسْمَعُ ذَرْءَ كَلامِ الزُّهْرِيِّ فِي الْوَلِيدِ , وَأَنَا أَتَغَافَلُ ، فَجَاءَ الْحَاجِبُ , فَقَالَ : هَذَا الْوَلِيدُ عَلَى الْبَابِ , فَقَالَ : أَدْخِلْهُ ، فَأَدْخَلَهُ ، فَأَوْسَعَ لَهُ هِشَامٌ عَلَى فِرَاشِهِ ، وَأَنَا أَعْرِفُ فِي وَجْهِ الْوَلِيدِ الْغَضَبَ وَالشَّرَّ ، فَلَمَّا اسْتَخْلَفَ الْوَلِيدُ بَعَثَ إِلَيَّ وَإِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ , وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ , وَرَبِيعَةَ , فَأَرْسَلَ إِلَيَّ لَيْلَةً مُخْلِيًا بِي ، فَقَدَّمَ الْعَشَاءَ , فَقَالَ لِي بَعْدَ حديث : يَا ابْنَ ذَكْوَانَ أَرَأَيْتَ يَوْمَ دَخَلْتُ عَلَى الأَحْوَلِ ، وَأَنْتَ عِنْدَهُ ، وَالزُّهْرِيُّ يَقْدَحُ فِيَّ ؟ أَتَحْفَظُ مِنْ كَلامِهِ يَوْمَئِذٍ شَيْئًا ؟ فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَذَكَرُ يَوْمَ دَخَلْتَ ، وَأَنَا أَعْرِفُ الْغَضَبَ فِي وَجْهِكَ ، قَالَ : كَانَ الْخَادِمُ الَّذِي رَأَيْتُ عَلَى رَأْسِ هِشَامٍ نَقَلَ ذَلِكَ كُلَّهُ إِلَيَّ , وَأَنَا عَلَى الْبَابِ قَبْلَ أَنْ أَدْخُلَ إِلَيْكُمْ ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّكَ لَمْ تَنْطِقْ فِيهِ بِشَيْءٍ , قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ , لَمْ أَنْطِقْ فِيهِ بِشَيْءٍ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , قَالَ : قَدْ كُنْتُ عَاهَدْتُ اللَّهَ تَعَالَى لَئِنْ أَمْكَنَتْنِي الْقُدْرَةُ بِمِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ أَنْ أَقْتُلَ الزُّهْرِيَّ , فَقَدْ فَاتَنِي .
الأسم | الشهرة | الرتبة |