أَخْبَرَنَا عَبْدُوسُ بْنُ كَامِلٍ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ أَبِي نُعَيْمٍ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ يَوْمًا بِالْكُوفَةِ ، فَجَاءَهُ ابْنُ الْمُحَاضِرِ بْنُ الْمُوَرِّعِ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو نُعَيْمٍ : " إِنِّي رَأَيْتُ أَبَاكَ الْبَارِحَةَ فِي النَّوْمِ ، وَكَأَنَّهُ أَعْطَانِي دِرْهَمَيْنِ وَنِصْفًا ، فَمَا تُؤَوِّلُونَ هَذَا ؟ فَقُلْنَا : خَيْرًا رَأَيْتَ , قَالَ : أَمَّا أَنَا فَقَدْ أَوَّلْتُهَا أَنِّي أَعِيشُ يَوْمَيْنِ وَنِصْفًا ، أَوْ شَهْرَيْنِ وَنِصْفًا ، أَوْ سَنَتَيْنِ وَنِصْفًا ، ثُمَّ أَلْحَقُ بِالْعُصْبَةِ " ، فَتُوُفِّيَ بِالْكُوفَةِ لَيْلَةَ الثُّلاثَاءِ ، وَدُفِنَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ لانْسِلاخِ شَعْبَانَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ ، وَذَلِكَ بَعْدَ هَذِهِ الرُّؤْيَا بِثَلاثِينَ شَهْرًا تَامَّةً , فَأَخْبَرَنِي مَنْ حَضَرَهُ ، قَالَ : اشْتَكَى قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِيَوْمٍ وَلَيْلَةَ الاثْنَيْنِ ، فَمَا تَكَلَّمَ إِلَى الظُّهْرِ ، ثُمَّ تَكَلَّمَ ، فَأَوْصَى ابْنَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بِبَنِي ابْنٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ : مَيْثَمٌ ، كَانَ مَاتَ قَبْلَهُ ، فَلَمَّا كَانَ بِالْعَشِيِّ مِنْ يَوْمِ الاثْنَيْنِ ، طُعِنَ فِي عُنُقِهِ وَظَهَرَ بِهِ وَرْشَكِينُ فِي يَدِهِ ، فَتُوُفِّيَ لَيْلَةَ الثُّلاثَاءِ وَأُخِذَ فِي جِهَازِهِ بِاللَّيْلِ , وَأُخْرِجَ بَاكِرًا وَلَمْ يَعْلَمْ بِهِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ , وَأُخْرِجَ بِهِ إِلَى الْجَبَّانَةِ ، وَحَضَرَهُ رَجُلٌ مِنْ آلِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، يُقَالُ لَهُ : مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ ، فَقَدَّمَهُ ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ فَصَلَّى عَلَيْهِ ، ثُمَّ جَاءَ الْوَالِي وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيسَى بْنِ مُوسَى الْهَاشِمِيُّ ، فَلامَهُمْ أَلا يَكُونُوا أَخْبَرُوهُ بِمَوْتِهِ ، ثُمَّ تَنَحَّى بِهِ عَنِ الْقَبْرِ ، فَصَلَّى عَلَيْهِ ثَانِيَةً هُوَ وَأَصْحَابُهُ ، وَمَنْ لَحِقَهُ مِنَ النَّاسِ ، وَتُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ الْمُعْتَصِمِ أَبِي إِسْحَاقَ ، وَكَانَ ثِقَةً ، مَأْمُونًا ، كَثِيرَ الْحَدِيثِ ، حُجَّةً .
الأسم | الشهرة | الرتبة |