أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ الْعَبْدِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ شَرِيكًا ، يُحَدِّثُ مَشَايَخَنَا عِنْدَهُ ، فَقَالَ : " أَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي شَرِيكٍ ، وَأَبُو شَرِيكٍ جَدِّي شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ , أَرُونِي بِالْكُوفَةِ أَقْعَدُ مِنِّي " . قَالَ : وَكَانَ شَرِيكٌ مِنْ رِجَالِ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، فَدَعَاهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ ، فَقَالَ : إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُوَلِّيَكَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ ، فَقَالَ : أَعْفِنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ : لَسْتُ أُعْفِيكَ ، قَالَ : أَنْصَرِفُ يَوْمِي هَذَا ، وَأَعُودُ ، فَيَرَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ رَأْيَهُ ؟ قَالَ : إِنَّمَا تُرِيدُ أَنْ تَخْرُجَ فَتَغِيبَ عَنِّي ، وَاللَّهِ لَئِنْ فَعَلْتَ لأَقْدَمَنَّ عَلَى خَمْسِينَ مِنْ قَوْمِكَ بِمَا تَكْرَهُ ، فَلَمَّا سَمِعَ شَرِيكٌ يَمِينَهُ ، عَادَ إِلَيْهِ وَلَمْ يَتَغَيَّبْ ، فَوَلاهُ قَضَاءَ الْكُوفَةِ ، فَلَمْ يَزَلْ عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ أَبُو جَعْفَرٍ ، وَوَلِيَ الْمَهْدِيُّ ، فَأَقَرَّهُ عَلَى الْقَضَاءِ , ثُمَّ عَزَلَهُ ، وَتُوُفِّيَ شَرِيكٌ بِالْكُوفَةِ يَوْمَ السَّبْتِ مُسْتَهَلَّ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ , وَهَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِالْحِيرَةِ ، وَوَالِيهِ يَوْمَئِذٍ مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، فَشَهِدَ جِنَازَةَ شَرِيكٍ ، فَصَلَّى عَلَيْهِ ، وَجَاءَ هَارُونُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْحِيرَةِ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ ، فَوَجَدَهُ قَدْ صُلِّيَ عَلَيْهِ ، فَانْصَرَفَ مِنَ الْقَنْطَرَةِ ، قَالَ : وَكَانَ شَرِيكٌ ثِقَةً ، مَأْمُونًا ، كَثِيرَ الْحَدِيثِ ، وَكَانَ يَغْلَطُ كَثِيرًا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |