أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ مُنِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّوْسِيِّ ، قَالَ : أَسْلَمَ زَوْجُ أُمِّ شَرِيكٍ وَهِيَ غَزِيَّةُ بِنْتُ جَابِرٍ الدَّوْسِيَّةُ مِنَ الأَزْدِ ، وَهُوَ أَبُو الْعَكَرِ ، فَهَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ مَعَ دَوْسٍ حِينَ هَاجَرُوا ، قَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ : فَجَاءَنِي أَهْلُ أَبِي الْعَكَرِ ، فَقَالُوا : لَعَلَّكِ عَلَى دِينِهِ ؟ قُلْتُ : أَيْ وَاللَّهِ إِنِّي لَعَلَى دِينِهِ ، قَالُوا : لا جَرَمَ ، وَاللَّهِ لَنُعَذِّبَنَّكِ عَذَابًا شَدِيدًا ، فَارْتَحِلُوا بِنَا مِنْ دَارِنَا وَنَحْنُ كُنَّا بِذِي الْخَلَصَةِ وَهُوَ مَوْضِعُنَا ، فَسَارُوا يُرِيدُونَ مَنْزِلا ، وَحَمَلُونِي عَلَى جَمَلٍ ثِفَالٍ ، شَرِّ رِكَابِهِمْ وَأَغْلَظِهِ ، يُطْعِمُونِي الْخُبْزَ بِالْعَسَلِ ، وَلا يَسْقُونِي قَطْرَةً مِنْ مَاءٍ ، حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ النَّهَارُ وَسَخِنَتِ الشَّمْسُ وَنَحْنُ قَائِظُونَ فَنَزَلُوا فَضَرَبُوا أَخْبِيَتَهُمْ ، وَتَرَكُونِي فِي الشَّمْسِ حَتَّى ذَهَبَ عَقْلِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي ، فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِي ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ، فَقَالُوا لِي فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ : اتْرُكِي مَا أَنْتِ عَلَيْهِ ، قَالَتْ : فَمَا دَرَيْتُ مَا يَقُولُونَ إِلا الْكَلِمَةَ بَعْدَ الْكَلِمَةِ ، فَأُشِيرُ بِإِصْبَعِي إِلَى السَّمَاءِ بِالتَّوْحِيدِ ، قَالَتْ : فَوَاللَّهِ إِنِّي لَعَلَى ذَلِكَ وَقَدْ بَلَغَنِي الْجَهْدُ إِذْ وَجَدْتُ بَرْدَ دَلْو عَلَى صَدْرِي ، فَأَخَذْتُهُ فَشَرِبْتُ مِنْهُ نَفَسًا وَاحِدًا ، ثُمَّ انْتُزِعَ مِنِّي ، فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ مُعَلَّقٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَيْهِ ، ثُمَّ دُلِّيَ إِلَيَّ ثَانِيَةً فَشَرِبْتُ مِنْهُ نَفَسًا ، ثُمَّ رُفِعَ ، فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، ثُمَّ دُلِّيَ إِلَيَّ الثَّالِثَةَ فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى رُوِّيتُ وَأَهْرَقْتُ عَلَى رَأْسِي وَوَجْهِي وَثِيَابِي ، قَالَتْ : فَخَرَجُوا فَنَظَرُوا ، فَقَالُوا : مِنْ أَيْنَ لَكِ هَذَا يَا عَدُوَّةَ اللَّهِ ؟ قَالَتْ : فَقُلْتُ لَهُمْ : إِنَّ عَدُوَّةَ اللَّهِ غَيْرِي ، مَنْ خَالَفَ دِينَهُ ، وَأَمَّا قَوْلُكُمْ ، مِنْ أَيْنَ هَذَا ، فَمِنْ عِنْدِ اللَّهِ رِزْقًا رَزَقَنِيهِ اللَّهُ ، قَالَتْ : فَانْطَلَقُوا سِرَاعًا إِلَى قِرَبِهِمْ وَأَدْوَاهُمْ ، فَوَجَدُوهَا مُوكَأَةً لَمْ تُحَلَّ ، فَقَالُوا : نَشْهَدُ أَنَّ رَبَّكِ هُوَ رَبُّنَا ، وَأَنَّ الَّذِي رَزَقَكِ مَا رَزَقَكِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ بَعْدَ أَنْ فَعَلْنَا بِكِ مَا فَعَلْنَا هُوَ الَّذِي شَرَعَ الإِسْلامَ ، فَأَسْلَمُوا وَهَاجَرُوا جَمِيعًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، وَكَانُوا يَعْرِفُونَ فَضْلِي عَلَيْهِمْ ، وَمَا صَنَعَ اللَّهُ إِلَيَّ " ، وَهِيَ الَّتِي وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهِيَ مِنَ الأَزْدِ ، فَعَرَضَتْ نَفْسَهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَتْ جَمِيلَةً ، وَقَدْ أَسَنَّتْ ، فَقَالَتْ : إِنِّي أَهَبُ نَفْسِي لَكِ وَأَتَصَدَّقُ بِهَا عَلَيْكَ ، فَقَبِلَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : مَا فِي امْرَأَةٍ حِينَ تَهَبُ نَفْسَهَا لِرَجُلٍ خَيْرٌ ، قَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ : فَأَنَا تِلْكَ ، فَسَمَّاهَا اللَّهُ مُؤْمِنَةً ، فَقَالَ : وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ سورة الأحزاب آية 50 ، فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : إِنَّ اللَّهَ لَيُسْرِعُ لَكِ فِي هَوَاكِ " . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : رَأَيْتُ مَنْ عِنْدَنَا ، يَقُولُونَ : إِنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي أُمِّ شَرِيكٍ ، وَإِنَّ الثَّبْتَ عِنْدَنَا أَنَّهَا امْرَأَةٌ مِنْ دَوْسٍ مِنَ الأَزْدِ ، إِلا فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، وَقَالَ : رَوَتْ أُمُّ شَرِيكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ أَحَادِيثَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
غَزِيَّةُ بِنْتُ جَابِرٍ الدَّوْسِيَّةُ | أم شريك الأنصارية | صحابي |
مُنِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّوْسِيِّ | منير بن عبد الله | مقبول |
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ | الوليد بن مسلم العنبري | ثقة |
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ | محمد بن عمر الواقدي / ولد في :130 / توفي في :207 | ضعيف الحديث |