كلدة بن الحنبل


تفسير

رقم الحديث : 10958

أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ , عَنْ أَبِي الْخَيْرِ ، قَالَ : لَمَّا فَتَحَ الْمُسْلِمُونَ مِصْرَ , بَعَثَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِلَى الْقُرَى حَوْلَهَا الْخَيْلَ تَطَأُهُمْ ، فَبَعَثَ عُقْبَةَ بْنَ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ " ، وَكَانَ نَافِعُ أَخَا الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ لأُمِّهِ ، فَدَخَلَتْ خُيُولُهُمْ أَرْضَ النُّوبَةِ غُزَاةً ، غَزْوًا كَصَوَائِفِ الرُّومِ ، فَلَقِيَ الْمُسْلِمُونَ مِنَ النُّوبَةِ قِتَالا شَدِيدًا ، لَقَدْ لاقُوهُمْ أَوَّلَ يَوْمٍ فَرَشَقُوهُمْ بِالنَّبْلِ ، فَلَقَدْ جُرِحَ مِنْهُمْ عَامَّتُهُمْ ، وَانْصَرَفُوا بِجِرَاحَاتٍ كَثِيرَةٍ وَحِدَقٍ مُفَقَّأَةٍ ، سَمَّوْهُمْ يَوْمَئِذٍ : رُمَاةَ الْحِدَقِ ، فَلَمْ يَزَالُوا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى وَلِيَ مِصْرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ ، وَلاهُ عُثْمَانُ , فَسَأَلُوهُ الصُّلْحَ وَالْمُوَادَعَةَ ، فَأَجَابَهُمْ إِلَى ذَلِكَ ، وَاصْطَلَحُوا عَلَى غَيْرِ جِزْيَةٍ ، عَلَى هَدِيَّةٍ لِثَلاثِمِائَةِ رَأْسٍ فِي كُلِّ سَنَةٍ , وَيُهْدِي إِلَيْهِمُ الْمُسْلِمُونَ طَعَامًا مِثْلَ ذَلِكَ " . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَكَتَبَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يُخْبِرُهُ أَنَّهُ قَدْ وَلَّى عُقْبَةَ بْنِ نَافِعٍ الْفِهْرِيَّ ، وَأَنَّهُ بَلَغَ زُوَيْلَةَ , وَأَنَّ مَا بَيْنَ زُوَيْلَةَ وَبَرْقَةَ سِلْمٌ ، كُلُّهُمْ ، قَدْ أَطَاعَ مُسْلِمُهُمْ بِالصَّدَقَةِ وَمُعَاهَدُهُمْ بِالْجِزْيَةِ ، وَبَلَغَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ طَرَابُلْسَ فَفَتَحَهَا ، فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ : أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَ أَفْرِيقِيَّةَ تِسْعَةَ أَيَّامٍ ، فَإِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَأْذَنَ لِلْمُسْلِمِينَ فِي دُخُولِهَا فَعَلَ ، فَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ قَدِ اجْتَرَءُوا عَلَيْهِمْ وَعَلَى بِلادِهِمْ وَعَرَفُوا قِتَالَهُمْ , وَلَيْسَ عَدُوًّا كُلُّ شَوْكَةٍ مِنْهُمْ ، وَأَفْرِيقِيَّةُ عَيْنُ مَالِ الْمَغْرِبِ ، فَيُوَسِّعُ اللَّهُ بِمَا فِيهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ . فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ : وَلَوْ فُتِحَتْ إِفْرِيقِيَّةُ مَا قَامَتْ بِوَالٍ مُقْتَصِدٍ لا جُنْدَ مَعَهُ ، ثُمَّ لا آمَنُ أَنْ يَقْتُلُوهُ ، فَإِنْ شَحَنْتَهَا بِالرِّجَالِ كَلِفْتَ حَمْلَ مَالِ مِصْرَ أَوْ عَامَّتِهِ إِلَيْهَا ، لا أُدْخِلُهَا جُنْدًا لِلْمُسْلِمِينَ أَبَدًا ، وَسَيَرَى الْوَالِي بَعْدِي رَأْيَهُ " . فَلَمَّا وَلِيَ عُثْمَانُ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَغْزَا النَّاسَ أَفْرِيقِيَّةَ ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَلْحَقُوا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ ، وَأَمَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدٍ أَنْ يَسِيرَ بِمَنْ مَعَهُ وَمَنْ أَمَدَّهُ بِهِمْ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ إِلَى أَفْرِيقِيَّةَ , فَخَرَجَ بِالنَّاسِ حَتَّى نَزَلَ بِقُرْبِهَا ، فَصَالَحَهُ بَطْرِيقُهَا عَلَى صُلْحٍ يُخْرِجُهُ لَهُ ، فَقَبِلَ ذَلِكَ مِنْهُ . فَلَمَّا وَلِيَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَجَّهَ عُقْبَةَ بْنَ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ الْفِهْرِيَّ إِلَى أَفْرِيقِيَّةَ غَازِيًا فِي عَشْرَةِ آلافٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَافْتَتَحَهَا , وَاخْتَطَّ الْقَيْرَوَانَ ، وَقَدْ كَانَ مَوْضِعَهُ غَيْضَةٌ لا تُرَامُ مِنَ السِّبَاعِ وَالْحَيَّاتِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الدَّوَابِّ ، فَدَعَا اللَّهَ عَلَيْهَا ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا شَيْءٌ مِمَّا كَانَ فِيهَا مِنَ السِّبَاعِ وَغَيْرِ ذَلِكَ إِلا خَرَجَ مِنْهَا هَارِبًا بِإِذْنِ اللَّهِ , حَتَّى أَنْ كَانَتِ السِّبَاعُ وَغَيْرُهَا لتَحْمِلُ أَوْلادَهَا " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.