أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ قَمَاذِينَ ، قَالَ : لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ كُبَرَاءِ قُرَيْشٍ الَّذِينَ تَأَخَّرَ إِسْلامُهُمْ فَأَسْلَمُوا يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ أَكْثَرَ صَلاةً وَلا صَوْمًا وَلا أَقْبَلَ عَلَى مَا يَعْنِيهِ مِنْ أَمْرِ الآخِرَةِ مِنْ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو ، حَتَّى أَنْ كَانَ لَقَدْ شَحَبَ وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ ، وَكَانَ كَثِيرَ الْبُكَاءِ رَقِيقًا عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ . لَقَدْ رُئِيَ يَخْتَلِفُ إِلَى مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ يُقْرِئُهُ الْقُرْآنَ وَهُوَ بِمَكَّةَ ، حَتَّى خَرَجَ مُعَاذٌ مِنْ مَكَّةَ ، وَحَتَّى قَالَ لَهُ ضِرَارُ بْنُ الْخَطَّابِ : يَا أَبَا زَيْدٍ : تَخْتَلِفُ إِلَى هَذَا الْخَزْرَجِيِّ يُقْرِئُكَ الْقُرْآنَ ؟ أَلا يَكُونُ اخْتِلافُكَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ قَوْمِكَ مِنْ قُرَيْشٍ ؟ فَقَالَ : يَا ضِرَارُ هَذَا الَّذِي صَنَعَ بِنَا مَا صَنَعَ حَتَّى سَبَقَنَا كُلَّ السَّبْقِ ، إِنِّي لَعَمْرِي أَخْتَلِفُ إِلَيْهِ ، فَقَدْ وَضَعَ الإِسْلامُ أَمَرَ الْجَاهِلِيَّةِ ، وَرَفَعَ اللَّهُ أَقْوَامًا بِالإِسْلامِ كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ لا يُذْكَرُونَ ، فَلَيْتَنَا كُنَّا مَعَ أُولَئِكَ فَتَقَدَّمْنَا ، وَإِنِّي لأَذْكُرُ مَا قَسَمَ اللَّهُ لِي فِي تَقَدُّمِ إِسْلامِ أَهْلِ بَيْتِي ، الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَمَوْلايَ عُمَيْرِ بْنِ عَوْفٍ فَأُسَرُّ بِهِ وَأَحْمَدُ اللَّهَ عَلَيْهِ ، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللَّهُ نَفَعَنِي بِدُعَائِهِمْ أَلا أَكُونَ مُتُّ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ نُظَرَائِي وَقُتِلُوا . وَقَدْ شَهِدْتُ مَوَاطِنَ ، كُلُّهَا أَنَا فِيهَا مُعَانِدٌ لِلْحَقِّ : يَوْمَ بَدْرٍ , وَيَوْمَ أُحُدٍ , وَالْخَنْدَقَ ، وَأَنَا وُلِّيتُ أَمْرَ الْكِتَابِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ ، يَا ضِرَارُ ، إِنِّي لأَذْكُرُ مُرَاجَعَتِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ وَمَا كُنْتُ أَلِطُّ مِنَ الْبَاطِلِ ، فَأَسْتَحْيِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا بِمَكَّةَ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ ، وَلَكِنَّ مَا كَانَ فِينَا مِنَ الشِّرْكِ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ ، وَانْظُرْ إِلَى ابْنِي عَبْدِ اللَّهِ وَمَوْلايَ عُمَيْرِ بْنِ عَوْفٍ , قَدْ فَرَّا مِنِّي فَصَارَا فِي حَيِّزِ مُحَمَّدٍ ، وَمَا عُمِّيَ عَلَيَّ يَوْمَئِذٍ مِنَ الْحَقِّ لِمَا أَنَا فِيهِ مِنَ الْجَهَالَةِ ، وَمَا أَرَادَ اللَّهُ بِهِمَا مِنَ الْخَيْرِ ، ثُمَّ قُتِلَ ابْنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُهَيْلٍ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا . عَزَّانِي بِهِ أَبُو بَكْرٍ ، وَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ الشَّهِيدَ لَيَشْفَعُ لِسَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ " . فَأَنَا أَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ يَشْفَعُ لَهُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو | سهيل بن عمرو العامري | صحابي |
ابْنُ قَمَاذِينَ | سعيد بن مسلم | مقبول |
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ | محمد بن عمر الواقدي / ولد في :130 / توفي في :207 | ضعيف الحديث |