أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، قَالَ : " كَانَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ أَحَدَ رُءُوسِ غَطَفَانَ مَعَ الأَحْزَابِ الَّذِينَ سَارُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ قُرَيْشٍ إِلَى الْخَنْدَقِ ، فَلَمَّا حُصِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ وَخَلَصَ إِلَيْهِمُ الْكَرْبُ , أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ وَالْحَارِثِ بْنِ عَوْفٍ : " أَرَأَيْتَ إِنْ جَعَلْتُ لَكُمْ ثُلُثَ ثَمَرِ الْمَدِينَةِ ، أَتَرْجِعَانِ بِمَنْ مَعَكُمَا وَتُخَذِّلانِ بَيْنَ الأَعْرَابِ ؟ " , فَرَضِيَا بِذَلِكَ ، وَحَضَرُوا وَحَضَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَحْضَرُوا الدَّوَاةَ وَالصَّحِيفَةَ , فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَكْتُبَ الصُّلْحَ بَيْنَهُمْ , فَجَاءَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ , وَعُيَيْنَةُ مَادًّا رِجْلَيْهِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعَلِمَ مَا يُرِيدُونَ ، فَقَالَ : يَا عَيْنَ الْهَجْرَسِ ، اقْبِضْ رِجْلَيْكَ , أَتُمِدُّهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ وَاللَّهِ لَوْلا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَنْفَذْتُ حُضْنَيْكَ بِالرُّمْحِ . ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : إِنْ كَانَ أَمْرٌ مِنَ السَّمَاءِ فَامْضِ لَهُ ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ فَوَاللَّهِ مَا نُعْطِيهِمْ إِلا السَّيْفَ ، مَتَى طَمِعْتُمْ بِهَذَا مِنَّا ؟ وَاللَّهِ إِنْ كَانُوا لَيَأْكُلُوا الْعِلْهِزَ مِنَ الْجَهْدِ ، فَمَا يَطْمَعُونَ بِهَذَا مِنَّا أَنْ يَأْخُذُوا تَمْرَةً إِلا بِشِرَاءٍ أَوْ قِرًى ، فَحِينَ أَتَانَا اللَّهُ بِكَ وَأَكْرَمَنَا بِكَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ ! لا نُعْطِيهِمْ إِلا السَّيْفَ . وَقَالَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ , وَسَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " شُقَّ الْكِتَابَ " , فَتَفَلَ فِيهِ سَعْدٌ ثُمَّ شَقَّهُ . فَقَالَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ : أَمَا وَاللَّهِ الَّذِي تَرَكْتُمْ خَيْرٌ لَكُمْ مِنَ الْحِنْطَةِ الَّتِي أَخَذْتُمْ ، وَمَا لَكُمْ بِالْقَوْمِ طَاقَةٌ . فَقَالَ عَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ : يَا عُيَيْنَةُ ، أَبِالسَّيْفِ تُخَوِّفُنَا ؟ سَتَعْلَمُ أَيُّنَا أَجْزَعُ ، وَاللَّهِ لَوْلا مَكَانُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا وَصَلْتُمْ إِلَى قَوْمِكُمْ . فَرَجَعَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ وَالْحَارِثُ , وَهُمَا يَقُولانِ : وَاللَّهِ مَا نَرَى أَنْ نُدْرِكَ مِنْهُمْ شَيْئًا . فَلَمَّا أَتَيَا مَنْزِلَهُمَا جَاءَتْهُمَا غَطَفَانُ فَقَالُوا : مَا وَرَاءَكُمْ ؟ قَالُوا : لَمْ يَتِمَّ لَنَا الأَمْرُ ، رَأَيْنَا قَوْمًا عَلَى بَصِيرَةٍ وَبَذْلِ أَنْفُسِهِمْ دُونَ صَاحِبِهِمْ " . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : فَلَمَّا انْكَشَفَ الأَحْزَابُ انْكَشَفَ عُيَيْنَةُ فِي قَوْمِهِ إِلَى بِلادِهِ , ثُمَّ أَسْلَمَ قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ بِيَسِيرٍ ، فَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَهُوَ بَيْنَ عُيَيْنَةَ وَالأَقْرَعِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ | سعيد بن المسيب القرشي | أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار |
الزُّهْرِيِّ | محمد بن شهاب الزهري / ولد في :52 / توفي في :124 | الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه |
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ | محمد بن عبد الله الزهري / توفي في :152 | صدوق له أوهام |
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ | محمد بن عمر الواقدي / ولد في :130 / توفي في :207 | ضعيف الحديث |