أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ فَوَلَّى الْمُسْلِمُونَ يَوْمَئِذٍ ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا مَعَهُ أَحَدٌ إِلا أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَخَذَ بِغَرْزِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالنَّبِيُّ مَا يَأْلُو مَا أَسْرَعَ نَحْوَ الْمُشْرِكِينَ ، قَالَ : فَأَتَيْتُهُ حَتَّى أَخَذْتُ بِلِجَامِهِ وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ شَهْبَاءَ ، فَقَالَ : " يَا عَبَّاسُ ، نَادِ يَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ " ، قَالَ : وَكُنْتُ رَجُلا صَيِّتًا ، فَنَادَيْتُ بِصَوْتِيَ الأَعْلَى : أَيْنَ أَصْحَابُ السَّمُرَةَ ؟ فَأَقْبَلُوا كَأَنَّهُمُ الإِبِلُ إِذَا حَنَّتْ إِلَى أَوْلادِهَا : يَا لَبَّيْكَ ، يَا لَبَّيْكَ ، يَا لَبَّيْكَ ، وَأَقْبَلَ الْمُشْرِكُونَ فَالْتَقَوْا هُمْ وَالْمُسْلِمُونَ ، وَنَادَتِ الأَنْصَارُ : يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ مَرَّتَيْنِ ، ثُمَّ قُصِرَتِ الدَّعْوَى فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، فَنَادَوْا : يَا بَنِي الْحَارِثِ بْنَ الْخَزْرَجِ ، فَنَظَرَ النَّبِيُّ وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ كَالْمُتَطَاوِلِ إِلَى قِتَالِهِمْ ، فَقَالَ : " هَذَا حِينَ حَمِيَ الْوَطِيسُ " ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ مِنَ الْحَصَى فَرَمَاهُمْ بِهَا ، ثُمَّ قَالَ : " انْهَزَمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ " ، قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا زَالَ أَمَرُهُمْ مُدْبِرًا وَحَدُّهُمْ كَلِيلا حَتَّى هَزَمَهُمُ اللَّهُ ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْكُضُ خَلْفَهُمْ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبِيهِ | العباس بن عبد المطلب الهاشمي / توفي في :32 | صحابي |
كَثِيرِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ | كثير بن العباس الهاشمي | صحابي |
الزُّهْرِيِّ | محمد بن شهاب الزهري / ولد في :52 / توفي في :124 | الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه |
مَعْمَرٍ | معمر بن أبي عمرو الأزدي / ولد في :96 / توفي في :154 | ثقة ثبت فاضل |
مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ | محمد بن حميد اليشكري / توفي في :182 | ثقة |