ذكر ابراهيم خليل الرحمن صلى الله عليه وسلم


تفسير

رقم الحديث : 72

قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : " كَانَ لِلَمْكٍ يَوْمَ وَلَدَ نُوحًا اثْنَتَانِ وَثَمَانُونَ سَنَةً ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ يَنْهَى عَنْ مُنْكَرٍ فَبَعَثَ اللَّهُ نُوحًا إِلَيْهِمْ ، وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِمِائَةٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً ، ثُمَّ دَعَاهُمْ فِي نُبُوَّتِهِ مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً ، ثُمَّ أَمَرَهُ بِصُنْعَةِ السَّفِينَةِ فَصَنَعَهَا وَرَكَبَهَا وَهُوَ ابْنُ سِتِّمِائَةِ سَنَةٍ ، وَغَرِقَ مَنْ غَرِقَ ثُمَّ مَكَثَ بَعْدَ السَّفِينَةِ ثَلاثَمِائَةِ وَخَمْسِينَ سَنَةً فَوَلَدَ نُوحٌ سَامَ وَفِي وَلَدِهِ بَيَاضٌ وَأَدْمَةٌ ، وَحَامَ وَفِي وَلَدِهِ سَوَّادٌ وَبَيَاضٌ قَلِيلٌ ، وَيَافِثَ وَفِيهِمُ الشُّقْرَةُ وَالْحُمْرَةُ ، وَكَنْعَانَ وَهُوَ الَّذِي غَرِقَ ، وَالْعَرَبُ تُسَمِّيهِ يَامَ ، وَذَلِكَ قَوْلُ الْعَرَبِ : إِنَّمَا هَامَ عَمُّنَا يَامُ فَأُمُّ هَؤُلاءِ وَاحِدَةٌ ، وَبِجَبَلِ نَوْذَ نَجَّرَ نُوحٌ السَّفِينَةَ ، وَمِنْ ثَمَّ تَبَدَّأَ الطُّوفَانُ ، فَرَكِبَ نُوحٌ السَّفِينَةَ وَمَعَهُ بَنُوهُ هَؤُلاءِ وَكَنَائِنُهُ نِسَاءُ بَنِيهِ هَؤُلاءِ ، وَثَلاثَةٌ وَسَبْعُونَ مِنْ بَنِي شِيثٍ مِمَّنْ آمَنَ بِهِ ، فَكَانُوا ثَمَانِينَ فِي السَّفِينَةِ وَحَمَلَ مَعَهُ مِنْ كُلِّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ، وَكَانَ طُولُ السَّفِينَةِ ثَلاثُمِائَةٍ ذِرَاعٍ بِذِرَاعِ جَدِّ أَبِي نُوحٍ ، وَعَرْضُهَا خَمْسِينَ ذِرَاعًا وَطُولُهَا فِي السَّمَاءِ ثَلاثِينَ ذِرَاعًا ، وَخَرَجَ مِنْهَا مِنَ الْمَاءِ سِتَّةُ أَذْرُعٍ ، وَكَانَتْ مُطْبَقَةً وَجَعَلَ لَهَا ثَلاثَةَ أَبْوَابٍ بَعْضَهَا أَسْفَلَ مِنْ بَعْضٍ ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ الْمَطَرَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَأَرْبَعِينَ يَوْمًا ، فَأَقْبَلَتِ الْوَحْشُ حِينَ أَصَابَهَا الْمَطَرُ وَالدَّوَابُّ وَالطَّيْرُ كُلُّهَا إِلَى نُوحٍ وَسُخِّرَتْ لَهُ فَحَمَلَ فِيهَا كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ، وَحَمَلَ مَعَهُ جَسَدَ آدَمَ فَجَعَلَهُ حَاجِزًا بَيْنَ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ ، فَرَكِبُوا فِيهَا لِعَشْرِ لَيَالٍ مَضَيْنَ مِنْ رَجَبٍ وَخَرَجُوا مِنْهَا يَوْمَ عَاشُورَاءَ مِنَ الْمُحَرَّمِ ، فَلِذَلِكَ صَامَ مَنْ صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، وَخَرَجَ الْمَاءُ مِثْلَ ذَلِكَ نِصْفَيْنِ ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ : فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ سورة القمر آية 11 . يَقُولُ : مُنْصَبٌّ وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا سورة القمر آية 12 . يَقُولُ : شَقَقْنَا الأَرْضَ فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ سورة القمر آية 12 . فَصَارَ الْمَاءُ نِصْفَيْنِ نِصْفٌ مِنَ السَّمَاءِ وَنِصْفٌ مِنَ الأَرْضِ ، وَارْتَفَعَ الْمَاءُ عَلَى أَطْوَلِ جَبَلٍ فِي الأَرْضِ خَمْسَ عَشْرَةَ ذِرَاعًا ، فَسَارَتْ بِهِمُ السَّفِينَةُ فَطَافَتْ بِهِمُ الأَرْضُ كُلَّهَا فِي سِتَّةِ أَشْهُرٍ ، لا تَسْتَقِرُّ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى أَتَتِ الْحَرَمَ فَلَمْ تَدْخُلْهُ ، وَدَارَتْ بِالْحَرَمِ أُسْبُوعًا وَرُفِعَ الْبَيْتُ الَّذِي بَنَاهُ آدَمُ ، رُفِعَ مِنَ الْغَرَقِ . وَهُوَ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ وَالْحَجَرُ الأَسْوَدُ عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ ، فَلَمَّا دَارَتْ بِالْحَرَمِ ذَهَبَتْ فِي الأَرْضِ تَسِيرُ بِهِمْ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَى الْجُودِيِّ وَهُوَ جَبَلٌ بِالْحِصْنَيْنِ مِنْ أَرْضِ الْمَوْصِلِ فَاسْتَقَرَّتْ عَلَى الْجُودِيِّ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ لِتَمَامِ السَّنَةِ ، فَقِيلَ بَعْدَ السِّتَّةِ الأَشْهُرِ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ، فَلَمَّا اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ قِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي ، يَقُولُ : احْبِسِي مَاءَكِ وَغِيضَ الْمَاءُ نَشَّفَتْهُ الأَرْضُ فَصَارَ مَا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ هَذِهِ الْبُحُورَ الَّتِي تَرَوْنَ فِي الأَرْضِ ، قَالَ : فَآخِرُ مَا بَقِيَ فِي الأَرْضِ مِنَ الطُّوفَانِ مَاءٌ بِحِسْمَى بَقِيَ فِي الأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً بَعْدَ الطُّوفَانِ ثُمَّ ذَهَبَ فَهَبَطَ نُوحٌ إِلَى قَرْيَةٍ ، فَبَنَى كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بَيْتًا فَسُمِّيَتْ سُوقُ الثَّمَانِينَ فَغَرِقَ بَنُو قَابِيلَ كُلُّهُمْ ، وَمَا بَيْنَ نُوحٍ إِلَى آدَمَ مِنَ الآبَاءِ كَانُوا عَلَى الإِسْلامِ ، قَالَ : وَدَعَا نُوحٌ عَلَى الأَسَدِ أَنْ تُلْقَى عَلَيْهِ الْحُمَّى وَلِلْحَمَامَةِ بِالأُنْسِ وَلِلْغُرَابِ بِشَقَاءِ الْمَعِيشَةِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.