قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ ، وَابْنِ أَبِي سَبْرَةَ ، وَغَيْرِهِمْ ، قَالُوا : قَدِمَ وَفْدُ هَوَازِنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجِعْرَانَةِ بَعْدَمَا قَسَّمَ الْغَنَائِمَ وَفِي الْوَفْدِ عَمُّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الرَّضَاعَةِ أَبُو ثَرْوَانَ ، فَقَالَ يَوْمَئِذٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّمَا فِي هَذِهِ الْحَظَائِرِ مَنْ كَانَ يَكْفُلُكَ مِنْ عَمَّاتِكَ وَخَالاتِكَ وَحَوَاضِنِكَ ، وَقَدْ حَضَنَّاكَ فِي حُجُورِنَا ، وَأَرْضَعْنَاكَ بِثَدْيِنَا ، وَلَقَدْ رَأَيْتُكَ مُرْضَعًا ، فَمَا رَأَيْتُ مُرْضَعًا خَيْرًا مِنْكَ ، وَرَأَيْتُكَ فَطِيمًا فَمَا رَأَيْتُ فَطِيمًا خَيْرًا مِنْكَ ، ثُمَّ رَأَيْتُكَ شَابًّا فَمَا رَأَيْتُ شَابًّا خَيْرًا مِنْكَ ، وَقَدْ تَكَامَلَتْ فِيكَ خِلالُ الْخَيْرِ ، وَنَحْنُ مَعَ ذَلِكَ أَصْلُكَ وَعَشِيرَتُكَ ، فَامْنُنْ عَلَيْنَا مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قَدِ اسْتَأْنَيْتُ بِكُمْ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّكُمْ لا تَقْدَمُونَ " ، وَقَدْ قَسَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّبْيَ وَجَرَتْ فِيهِ السُّهْمَانُ ، وَقَدِمَ عَلَيْهِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلا مِنْ هَوَازِنَ مُسْلِمِينِ وَجَاءُوا بِإِسْلامِ مَنْ وَرَاءَهُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ ، وَكَانَ رَأْسُ الْقَوْمِ ، وَالْمُتَكَلِّمُ أَبُو صُرَدٍ زُهَيْرُ بْنُ صُرَدٍ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّا أَصْلٌ وَعَشِيرَةٌ ، وَقَدْ أَصَابَنَا مِنَ الْبَلاءِ مَا لا يَخْفَى عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّمَا فِي هَذِهِ الْحَظَائِرِ عَمَّاتُكَ وَخَالاتُكَ وَحَوَاضِنُكَ اللاتِي هُنَّ يَكْفُلْنَكَ وَلَوْ أَنَّا مَلَحْنَا لِلْحَارِثِ بْنِ أَبِي شَمْرٍ أَوْ لِلنُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ ثُمَّ نَزَلا مِنَّا بِمِثْلِ الَّذِي نَزَلْتَ بِهِ ، رَجَوْنَا عَطْفَهُمَا وَعَائِدَتَهُمَا ، وَأَنْتَ خَيْرُ الْمَكْفُولِينَ ، وَيُقَالُ : إِنَّهُ قَالَ يَوْمَئِذٍ أَبُو صُرَدٍ : إِنَّمَا فِي هَذِهِ الْحَظَائِرِ أَخَوَاتُكَ وَعَمَّاتُكَ وَخَالاتُكَ وَبَنَاتُ عَمِّكَ وَبَنَاتُ خَالاتِكَ ، وَأَبْعَدُهُنَّ قَرِيبٌ مِنْكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ! إِنَّهُنَّ حَضَنَّكَ فِي حُجُورِهِنَّ ، وَأَرْضَعْنَكَ بِثُدَيِّهِنَّ ، وَتَوَرَّكْنَكَ عَلَى أَوْرَاكِهِنَّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْمَكْفُولِينَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ أَصْدَقُهُ وَعِنْدِي مَنْ تَرَوْنَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَفَأَبْنَاؤُكُمْ وَنِسَاؤُكُمْ أَحَبُّ إِلَيْكُمْ أَمْ أَمْوَالُكُمْ ؟ " فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ خَيَّرْتَنَا بَيْنَ أَحْسَابِنَا وَأَمْوَالِنَا ، وَمَا كُنَّا لِنَعْدِلَ بِالأَحْسَابِ شَيْئًا ، فَرُدَّ عَلَيْنَا أَبْنَاءَنَا وَنِسَاءَنَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَمَّا مَا لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ وَأَسْأَلُ لَكُمُ النَّاسَ ، فَإِذَا صَلَّيْتُ بِالنَّاسِ الظُّهْرَ ، فَقُولُوا : نَسْتَشْفِعُ بِرَسُولِ اللَّهِ إِلَى الْمُسْلِمِينَ ، وَبِالْمُسْلِمِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، فَإِنِّي سَأَقُولُ لَكُمْ : مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ ، وَسَأَطْلُبُ لَكُمْ إِلَى النَّاسِ " فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ قَامُوا فَتَكَلَّمُوا بِالَّذِي قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَرَدَّ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَانَ لَهُ وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَرَدَّ الْمُهَاجِرُونَ وَرَدَّ الأَنْصَارُ وَسَأَلَ لَهُمْ قَبَائِلَ الْعَرَبِ فَاتَّفَقُوا عَلَى قَوْلٍ وَاحِدٍ بِتَسْلِيمِهِمْ وَرِضَاهُمْ وَدَفْعِ مَا كَانَ فِي أَيْدِيهِمْ مِنَ السَّبْيِ إِلا قَوْمًا تَمَسَّكُوا بِمَا فِي أَيْدِيهِمْ فَأَعْطَاهُمْ إِبِلا عِوَضًا مِنْ ذَلِكَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
وَابْنِ أَبِي سَبْرَةَ | أبو بكر بن أبي سبرة القرشي / ولد في :102 / توفي في :162 | متهم بالوضع |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ | عبد الله بن جعفر الزهري / توفي في :174 | ثقة |
الزُّهْرِيِّ | محمد بن شهاب الزهري / ولد في :52 / توفي في :124 | الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه |
مَعْمَرٍ | معمر بن أبي عمرو الأزدي / ولد في :96 / توفي في :154 | ثقة ثبت فاضل |
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ | محمد بن عمر الواقدي / ولد في :130 / توفي في :207 | ضعيف الحديث |