أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي نَجِيحٌ أَبُو مَعْشَرٍ ، قَالَ : كَانَ أَبُو ذَرٍّ يَتَأَلَّهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَيَقُولُ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَلا يَعْبُدُ الأَصْنَامَ ، فَمَرَّ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ بَعْدَمَا أُوحِيَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرِّ ، إِنَّ رَجُلا بِمَكَّةَ يَقُولُ مِثْلَ مَا تَقُولُ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَيَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيُّ ، قَالَ : مِمَّنْ هُوَ ؟ قَالَ : مِنْ قُرَيْشٍ ، قَالَ : فَأَخَذَ شَيْئًا مِنْ بَهْشٍ وَهُوَ الْمُقْلُ ، فَتُزَوَّدَهُ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ ، فَرَأَى أَبَا بَكْرٍ يُضِيفُ النَّاسَ وَيُطْعِمُهُمُ الزَّبِيبَ ، فَجَلَسَ مَعَهُمْ ، فَأَكَلَ ، ثُمَّ سَأَلَ مِنَ الْغَدِ : هَلْ أَنْكَرْتُمْ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ شَيْئًا ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ : نَعَمِ ابْنَ عَمٍّ لِي يَقُولُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَيَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيُّ ، قَالَ : فَدُلَّنِي عَلَيْهِ ، قَالَ : فَدَلَّهُ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاقِدٌ عَلَى دُكَّانٍ قَدْ سَدَلَ ثَوْبَهُ عَلَى وَجْهِهِ ، فَنَبَّهَهُ أَبُو ذَرٍّ ، فَانْتَبَهَ ، فَقَالَ : أَنْعِمْ صَبَاحًا ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ : " عَلَيْكَ السَّلامُ " ، قَالَ لَهُ أَبُو ذَرٍّ : أَنْشِدْنِي مَا تَقُولُ ، فَقَالَ : " مَا أَقُولُ الشَّعْرَ ، وَلَكِنَّهُ الْقُرْآنُ ، وَمَا أَنَا قُلْتُهُ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَالَهُ " ، قَالَ : اقْرَأْ عَلَيَّ ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ : أَشْهَدُ أَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُهُ ، فَسَأَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مِمَّنْ أَنْتَ ؟ " فَقَالَ : مِنْ بَنِي غِفَارَ ، قَالَ : فَعَجِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ يَقْطَعُونَ الطَّرِيقَ ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْفَعُ بَصَرَهُ فِيهِ وَيُصَوِّبُهُ تَعَجُّبًا مِنْ ذَلِكَ لِمَا كَانَ يَعْلَمُ مِنْهُمْ ، ثُمَّ قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ " ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَخْبَرَهُ بِإِسْلامِهِ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ : أَلَيْسَ ضَيْفِي أَمْسِ ؟ فَقَالَ : بَلَى ، قَالَ : فَانْطَلَقَ مَعِي ، فَذَهَبَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ إِلَى بَيْتِهِ ، فَكَسَاهُ ثَوْبَيْنِ مَمْشُقَيْنِ ، فَأَقَامَ أَيَّامًا ، ثُمَّ رَأَى امْرَأَةً تَطُوفُ بِالْبَيْتِ ، وَتَدْعُو بِأَحْسَنِ دُعَاءٍ فِي الأَرْضِ تَقُولُ : أَعْطِنِي كَذَا وَكَذَا ، وَافْعَلْ بِي كَذَا وَكَذَا ، ثُمَّ قَالَتْ فِي آخِرِ ذَلِكَ : يَا إِسَافُ وَيَا نَائِلَةُ ، قَالَ أَبُو ذَرٍّ : أَنْكِحِي أَحَدَهُمَا صَاحِبَهُ ، فَتَعَلَّقَتْ بِهِ ، وَقَالَتْ : أَنْتَ صَابِئٌ ، فَجَاءَ فِتْيَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَضَرَبُوهُ ، وَجَاءَ نَاسٌ مِنْ بَنِي بَكْرٍ ، فَنَصَرُوهُ ، وَقَالُوا : مَا لِصَاحِبِنَا يُضْرَبُ وَتَتْرُكُونَ صُبَاتَكُمْ ؟ فَتَحَاجَزُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَمَّا قُرَيْشٌ فَلا أَدَعُهُمْ حَتَّى أَثْأَرَ مِنْهُمْ ضَرَبُونِي ، فَخَرَجَ حَتَّى أَقَامَ بِعُسْفَانَ ، وَكُلَّمَا أَقْبَلَتْ عِيرٌ لِقُرَيْشٍ يَحْمِلُونَ الطَّعَامَ يُنَفِّرُ بِهِمْ عَلَى ثَنِيَّةِ غَزَالٍ ، فَتَلَقَّى أَحْمَالَهَا ، فَجَمَعُوا الْحِنَطَ ، قَالَ : يَقُولُ أَبُو ذَرٍّ لِقَوْمِهِ : لا يَمَسُّ أَحَدٌ حَبَّةً حَتَّى تَقُولُوا : لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَيَقُولُونَ : لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيَأْخُذُونَ الْغَرَائِرَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبُو ذَرٍّ | أبو ذر الغفاري | صحابي |
نَجِيحٌ أَبُو مَعْشَرٍ | نجيح بن عبد الرحمن السندي / توفي في :170 | ضعيف أسن واختلط |
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ | محمد بن عمر الواقدي / ولد في :130 / توفي في :207 | ضعيف الحديث |