أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ الدَّوْسِيِّ ، وَكَانَ لَهُ حِلْفٌ فِي قُرَيْشٍ ، قَالَ : كَانَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ رَجُلا شَرِيفًا شَاعِرًا كَثِيرَ الضِّيَافَةِ ، فَقَدِمَ مَكَّةَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا ، فَمَشَى إِلَيْهِ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَقَالُوا : يَا طُفَيْلُ ، إِنَّكَ قَدِمْتَ بِلادِنَا وَهَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بَيْنَ أَظْهُرِنَا قَدْ أَعْضَلَ بِنَا وَفَرَّقَ جَمَاعَتَنَا وَشَتَّتَ أَمْرَنَا ، وَإِنَّمَا قَوْلُهُ كَالسِّحْرِ يُفَرِّقُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ أَبِيهِ ، وَبَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ أَخِيهِ ، وَبَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ زَوْجَتِهِ ، إِنَّا نَخْشَى عَلَيْكَ وَعَلَى قَوْمِكَ مِثْلَ مَا دَخَلَ عَلَيْنَا ، فَلا تُكَلِّمْهُ وَلا تَسْمَعْ مِنْهُ ، قَالَ الطُّفَيْلُ : فَوَاللَّهِ مَا زَالُوا بِي حَتَّى أَجْمَعْتُ أَنْ لا أَسْمَعَ مِنْهُ شَيْئًا ، وَلا أُكَلِّمُهُ ، فَغَدَوْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ وَقَدْ حَشَوْتُ أُذُنَيَّ كُرْسُفًا ، يَعْنِي قَطْنًا ، فَرَقًا مِنْ أَنْ يَبْلُغَنِي شَيْءٌ مِنْ قَوْلِهِ حَتَّى كَانَ يُقَالُ لِي : ذُو الْقُطْنَتَيْنِ ، قَالَ : فَغَدَوْتُ يَوْمًا إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ ، فَقُمْتُ قَرِيبًا مِنْهُ فَأَبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُسْمِعَنِي بَعْضَ قَوْلِهِ ، فَسَمِعْتُ كَلامًا حَسَنًا ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : وَاثُكْلَ أُمِّي ، وَاللَّهِ إِنِّي لِرَجُلٌ لَبِيبٌ شَاعِرٌ مَا يَخْفَى عَلَيَّ الْحَسَنَ مِنَ الْقَبِيحِ ، فَمَا يَمْنَعُنِي مِنْ أَنْ أَسْمَعَ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ مَا يَقُولُ ، فَإِنْ كَانَ الَّذِي يَأْتِي بِهِ حَسَنًا قِبْلَتُهُ ، وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا تَرَكْتُهُ ، فَمَكَثْتُ حَتَّى انْصَرَفَ إِلَى بَيْتِهِ ، ثُمَّ اتَّبَعْتُهُ حَتَّى إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ دَخَلْتُ مَعَهُ ، فَقُلْتُ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ قَوْمَكَ قَالُوا لِي كَذَا وَكَذَا لِلَّذِي قَالُوا لِي ، فَوَاللَّهِ مَا تَرَكُونِي يُخَوِّفُونِي أَمْرَكَ حَتَّى سَدَدْتُ أُذُنِي بِكُرْسُفٍ لأَنْ لا أَسْمَعَ قَوْلَكَ ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ أَبَى إِلا أَنْ يُسْمِعَنِيهِ ، فَسَمِعْتُ قَوْلا حَسَنًا ، فَاعْرِضْ عَلَيَّ أَمْرَكَ ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإِسْلامَ وَتَلا عَلَيْهِ الْقُرْآنَ ، فَقَالَ : لا وَاللَّهُ مَا سَمِعْتُ قَوْلا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْ هَذَا ، وَلا أَمْرًا أَعْدَلَ مِنْهُ ، فَأَسْلَمْتُ وَشَهِدْتُ شَهَادَةَ الْحَقِّ ، فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، إِنِّي امْرُؤٌ مُطَاعٌ فِي قَوْمِي وَأَنَا رَاجِعٌ إِلَيْهِمْ إِلَى الإِسْلامِ ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَكُونَ لِي عَوْنًا عَلَيْهِمْ فِيمَا أَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : " اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَهُ أَيَّةً " ، قَالَ : فَخَرَجْتُ إِلَى قَوْمِي حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِثَنِيَّةِ تُطْلِعُنِي عَلَى الْحَاضِرِ وَقَعَ نُورٌ بَيْنَ عَيْنِي مِثْلُ الْمِصْبَاحِ ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ فِي غَيْرِ وَجْهِي ، فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَظُنُّوا أَنَّهَا مُثْلَةٌ وَقَعَتْ فِي وَجْهِي لِفِرَاقِ دِينِهِمْ ، فَتَحَوَّلَ النُّورُ ، فَوَقَعَ فِي رَأْسِ سَوْطِي ، فَجَعَلَ الْحَاضِرُ يَتَرَاءَوْنَ ذَلِكَ النُّورَ فِي سَوْطِي كَالْقِنْدِيلِ الْمُعَلَّقِ ، فَدَخَلَ بَيْتَهُ ، قَالَ : فَأَتَانِي أَبِي ، فَقُلْتُ لَهُ : إِلَيْكَ عَنِّي يَا أَبَتَاهُ ، فَلَسْتَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْكَ ، قَالَ : وَلِمَ يَا بُنَيَّ ؟ قُلْتُ : إِنِّي أَسْلَمْتُ وَاتَّبَعْتُ دِينَ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : يَا بُنَيَّ دِينِي دِينُكَ ، قَالَ : فَقُلْتُ : فَاذْهَبْ فَاغْتَسِلْ وَطَهِّرْ ثِيَابَكَ ، ثُمَّ جَاءَ ، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ الإِسْلامَ فَأَسْلَمَ ، ثُمَّ أَتَتْنِي صَاحِبَتِي ، فَقُلْتُ لَهَا : إِلَيْكِ عَنِّي فَلَسْتُ مِنْكَ وَلَسْتِ مِنِّي ، قَالَتْ : وَلِمَ بِأَبِي أَنْتَ ؟ قُلْتُ : فَرَّقَ بَيْنِي وَبَيْنَكِ الإِسْلامُ ، إِنِّي أَسْلَمْتُ وَتَابَعْتُ دِينَ مُحَمَّدٍ ، قَالَتْ : فَدِينِي دِينُكَ ، قُلْتُ : فَاذْهَبِي إِلَى حِسْيِ ذِي الشِّرَى فَتَطَهَّرِي مِنْهُ ، وَكَانَ ذُو الشِّرَى صَنَمَ دَوْسٍ ، وَالْحِسْيِ حِمَى لَهُ يُحَمُّونَهُ ، وَبِهِ وَشَلٌ مِنْ مَاءٍ يَهْبِطُ مِنَ الْجَبَلِ ، فَقَالَتْ : بِأَبِي أَنْتَ أَتَخَافُ عَلَى الصِّبْيَةِ مِنْ ذِي الشِّرَى شَيْئًا ؟ قُلْتُ : لا ، أَنَا ضَامِنٌ لِمَا أَصَابَكِ ، قَالَ : فَذَهَبَتْ فَاغْتَسَلَتْ ، ثُمَّ جَاءَتْ ، فَعَرَضْتُ عَلَيْهَا الإِسْلامَ ، فَأَسْلَمَتْ ، ثُمَّ دَعَوْتُ دَوْسًا إِلَى الإِسْلامِ ، فَأَبْطَئُوا عَلَيَّ ، ثُمَّ جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَدْ غَلَبَتْنِي دَوْسٌ فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ : " اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ الدَّوْسِيِّ | عبد الواحد بن أبي عون الأويسي / توفي في :144 | صدوق حسن الحديث |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ | عبد الله بن جعفر الزهري / توفي في :174 | ثقة |
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ | محمد بن عمر الواقدي / ولد في :130 / توفي في :207 | ضعيف الحديث |