قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبِ الْقُرَظِيِّ ، قَالَ : وَأَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنْ أَشْيَاخِهِمْ ، قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ ، قَالَ : فَكُلٌّ قَدْ حَدَّثَنِي مِنْ حَدِيثِ أَبِي قَيْسِ بْنِ الأَسْلَتِ بِطَائِفَةٍ ، فَجَمَعْتُ مِمَّا حَدِّثُونِي مِنْ ذَلِكَ ، قَالُوا : لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَ الأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ أَوْصَفَ لِلْحَنِيفِيَّةِ وَلا أَكْثَرَ مَسْأَلَةً عَنْهَا مِنْ أَبِي قَيْسِ بْنِ الأَسْلَتِ ، وَكَانَ قَدْ سَأَلَ مَنْ بِيَثْرِبَ مِنَ الْيَهُودِ عَنِ الدِّينِ ، فَدَعُوهُ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ ، فَكَادَ يُقَارِبُهُمْ ، ثُمَّ أَبَى ذَلِكَ ، وَخَرَجَ إِلَى الشَّامِ إِلَى آلِ جَفْنَةَ ، فَتَعَرَّضَهُمْ ، فَوَصَلُوهُ ، وَسَأَلَ الرُّهْبَانَ وَالأَحْبَارَ ، فَدَعُوهُ إِلَى دِينِهِمْ فَلَمْ يُرِدْهُ ، وَقَالَ : لا أَدْخَلُ فِي هَذَا أَبَدًا ، فَقَالَ لَهُ رَاهِبٌ بِالشَّامِ : أَنْتَ تُرِيدُ دِينَ الْحَنِيفِيَّةِ ؟ قَالَ أَبُو قَيْسٍ : ذَلِكَ الَّذِي أُرِيدُ ، فَقَالَ الرَّاهِبُ : هَذَا وَرَاءَكَ مِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ دِينُ إِبْرَاهِيمَ ، فَقَالَ أَبُو قَيْسٍ : أَنَا عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ وَأَنَا أَدِينُ بِهِ حَتَّى أَمُوتَ عَلَيْهِ ، وَرَجَعَ قَيْسٌ إِلَى الْحِجَازِ ، فَأَقَامَ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ مُعْتَمِرًا ، فَلَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو قَيْسٍ : خَرَجْتُ إِلَى الشَّامِ أَسْأَلُ عَنْ دِينِ إِبْرَاهِيمَ ، فَقِيلَ : هُوَ وَرَاءَكَ ، فَقَالَ لَهُ زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو : قَدِ اسْتَعْرَضْتَ الشَّامَ ، وَالْجَزِيرَةَ ، وَيَهُودَ يَثْرِبَ فَرَأَيْتَ دِينَهَمُ بَاطِلا ، وَإِنَّ الدِّينَ دِينُ إِبْرَاهِيمَ كَانَ لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا وَيُصَلِّي إِلَى هَذَا الْبَيْتِ ، وَلا يَأْكُلُ مَا ذُبِحَ لِغَيْرِ اللَّهِ ، فَكَانَ أَبُو قَيْسٍ يَقُولُ : لَيْسَ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ إِلا أَنَا ، وَزَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ ، وَقَدْ أَسْلَمَتِ الْخَزْرَجُ وَطَوَائِفُ مِنَ الأَوْسِ بَنُو عَبْدِ الأَشْهَلِ كُلُّهَا ، وَظَفَرُ ، وَحَارِثَةُ ، وَمُعَاوِيَةُ ، وَعَمْرُو بْنُ عَوْفٍ ، إِلا مَا كَانَ مِنْ أَوْسِ اللَّهِ وَهُمْ وَائِلٌ ، وَبَنُو خَطْمَةَ ، وَوَاقَفٌ ، وَأُمَيَّةُ بْنُ زَيْدٍ مَعَ أَبِي قَيْسِ بْنِ الأَسْلَتِ ، وَكَانَ رَأْسَهَا وَشَاعِرَهَا وَخَطِيبَهَا ، وَكَانَ يَقُودُهُمْ فِي الْحَرْبِ ، وَكَانَ قَدْ كَادَ أَنْ يُسْلِمَ وَذَكَرَ الْحَنِيفِيَّةَ فِي شَعْرِهِ ، وَكَانَ يَذْكُرُ صِفَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَا تُخْبِرُهُ بِهِ يَهُودُ ، وَإِنَّ مَوْلِدَهُ بِمَكَّةَ وَمُهَاجِرَهُ يَثْرِبُ ، فَقَالَ بَعْدَ أَنَّ بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَذَا النَّبِيُّ الَّذِي بَقِيَ وَهَذِهِ دَارُ هِجْرَتِهِ ، فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ بُعَاثٍ شَهِدَهَا وَكَانَ بَيْنَ قَدُومِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَقْعَةِ بُعَاثٍ خَمْسُ سِنِينَ ، وَكَانَ يُعْرَفُ بِيَثْرِبَ يُقَالُ لَهُ : الْحَنِيفُ ، فَقَالَ شِعْرًا يَذْكُرُ الدِّينَ : وَلَوْ شَاءَ رَبُّنَا كُنَّا يَهُودَا وَمَا دِينُ الْيَهُودِ بِذِي شُكُولِ وَلَوْ شَاءَ رَبُّنَا كُنَّا نَصَارَى مَعَ الرُّهْبَانِ فِي جَبَلِ الْجَلِيلِ وَلَكِنَّا خُلِقْنَا إِذْ خُلِقْنَا حَنِيفًا دِينُنَا عَنْ كُلِّ جِيلٍ نَسُوقُ الْهَدْيَ تَرْسُفُ مُذْعِنَاتٍ تُكَشِّفُ عَنْ مَنَاكِبِهَا الْجُلُولُ فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ قِيلَ لَهُ : يَا أَبَا قَيْسٍ ، هَذَا صَاحِبُكَ الَّذِي كُنْتَ تَصِفُ ، قَالَ : أَجَلْ قَدْ بُعِثَ بِالْحَقِّ ، وَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُ : إِلَى مَا تَدْعُو ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ " ، وَذَكَرَ شَرَائِعَ الإِسْلامِ ، فَقَالَ أَبُو قَيْسٍ : مَا أَحْسَنَ هَذَا وَأَجْمَلَهُ ، أَنْظُرُ فِي أَمْرِي ، ثُمَّ أَعُودُ إِلَيْكَ ، وَكَادَ يُسْلِمُ ، فَلَقِيَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ، فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ ؟ فَقَالَ : مِنْ عِنْدِ مُحَمَّدٍ عَرَضَ عَلَيَّ كَلامًا مَا أَحْسَنَهُ ، وَهُوَ الَّذِي كُنَّا نَعْرِفُ وَالَّذِي كَانَتْ أَخْبَارُ يَهُودَ تُخْبِرُنَا بِهِ ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ : كَرِهْتَ وَاللَّهِ حَرْبَ الْخَزْرَجِ ، قَالَ : فَغَضِبَ أَبُو قَيْسٍ وَقَالَ : وَاللَّهِ لا أُسْلِمُ حَتَّى مَاتَ قَبْلَ الْحَوْلِ ، وَذَلِكَ فِي ذِي الْحِجَّةِ عَلَى رَأْسِ عَشْرَةِ أَشْهُرٍ مِنَ الْهِجْرَةِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ | عبد الله بن أبي بكر الأنصاري / ولد في :65 / توفي في :135 | ثقة ثبت |
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ | عبد الرحمن بن عبد العزيز الإمامي / ولد في :89 / توفي في :162 | مقبول |
أَبِيهِ | عبد الله بن ذكوان القرشي / ولد في :65 / توفي في :131 | إمام ثقة ثبت |
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ | عبد الرحمن بن أبي الزناد القرشي / توفي في :174 | وكان فقيها, صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد |
أَشْيَاخِهِمْ | اسم مبهم | |
دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ | داود بن الحصين القرشي | صدوق حسن الحديث |
ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ | إبراهيم بن إسماعيل الأشهلي | ضعيف الحديث |
مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبِ الْقُرَظِيِّ | محمد بن كعب القرظي / ولد في :38 / توفي في :118 | ثقة |
مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيُّ | موسى بن عبيدة الربذي / توفي في :152 | منكر الحديث |
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ | محمد بن عمر الواقدي / ولد في :130 / توفي في :207 | ضعيف الحديث |