قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ مَوْلَى الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ هَرَبَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ حَتَّى أَتَى الشُّعَيْبَةَ ، فَقَالَ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ الْجُمَحِيُّ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، سَيِّدُ قَوْمِي خَرَجَ هَارِبًا لِيَقْذِفَ نَفْسَهُ فِي الْبَحْرِ ، وَخَافَ أَلا تُؤَمِّنَهُ ، فَأَمِّنْهُ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي . فَقَالَ : " قَدْ أَمَّنْتُهُ " . فَخَرَجَ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ فِي إِثْرِهِ فَأَدْرَكَهُ ، فَقَالَ : جِئْتُكَ مِنْ عِنْدِ أَبَرِّ النَّاسِ وَأَوْصَلِ النَّاسِ ، وَقَدْ أَمَّنَكَ . قَالَ : لا وَاللَّهِ حَتَّى تَأْتِيَنِي مِنْهُ بِعَلامَةٍ أَعْرِفُهَا . فَرَجَعَ عُمَيْرٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ . فَقَالَ : " خُذْ عِمَامَتِي " . وَهُوَ الْبُرْدُ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ مُعْتَجِرًا بِهِ ، بُرْدُ حِبَرَةَ ، فَخَرَجَ عُمَيْرٌ فِي طَلَبِهِ ثَانِيَةً ، فَأَعْطَاهُ الْبُرْدَ مَعْرِفَةً . فَرَجَعَ مَعَهُ ، فَانْتَهَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ الْعَصْرَ ، فَلَمَّا سَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاحَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ عُمَيْرَ بْنَ وَهْبٍ جَاءَنِي بِبُرْدِكَ وَزَعَمَ أَنَّكَ دَعَوْتَنِي إِلَى الْقُدُومِ عَلَيْكَ ، فَإِنْ رَضِيتُ أَمْرًا وَإِلا سَيَّرْتَنِي شَهْرَيْنِ . قَالَ : " انْزِلْ أَبَا وَهْبٍ " . قَالَ : لا وَاللَّهِ حَتَّى تُبَيِّنَ لِي . قَالَ : " لَكَ تَسْيِيرُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ " . فَنَزَلَ صَفْوَانُ ، وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ هَوَازِنَ وَخَرَجَ مَعَهُ صَفْوَانُ وَاسْتَعَارَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِلاحًا فَأَعَارَهُ مِائَةَ دِرْعٍ بِأَدَاتِهَا ، وَشَهِدَ مَعَهُ حُنَيْنًا وَالطَّائِفَ وَهُوَ كَافِرٌ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْجِعْرَانَةِ فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسِيرُ فِي الْغَنَائِمِ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَمَعَهُ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ ، فَجَعَلَ صَفْوَانُ يَنْظُرُ إِلَى شِعْبٍ مُلِئَ : نَعَمٌ وَشَاءٌ وَرِعَاءٌ فَأَدَامَ النَّظَرَ إِلَيْهِ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمُقُهُ ، فَقَالَ : " أَبَا وَهْبٍ ، يُعْجِبُكَ هَذَا الشِّعْبُ ؟ " . قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : هُوَ لَكَ وَمَا فِيهِ . فَقَالَ صَفْوَانُ عِنْدَ ذَلِكَ : مَا طَابَتْ نَفْسُ أَحَدٍ بِمِثْلِ هَذَا إِلا نَفْسَ نَبِيٍّ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَسْلَمَ مَكَانَهُ ، وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْضًا مَعَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ خَمْسِينَ بَعِيرًا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ | عبد الله بن الزبير الأسدي / ولد في :1 / توفي في :73 | صحابي |
أَبِي حَبِيبَةَ | أبو حبيبة مولى الزبير بن العوام | ثقة |
مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ | موسى بن عقبة القرشي / توفي في :141 | ثقة فقيه إمام في المغازي |
أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ | أبو بكر بن أبي سبرة القرشي / ولد في :102 / توفي في :162 | متهم بالوضع |
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ | محمد بن عمر الواقدي / ولد في :130 / توفي في :207 | ضعيف الحديث |