سهيل بن عمرو


تفسير

رقم الحديث : 10960

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ الْمُعَافِرِيُّ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ وَيُكْنَى أَبَا رَجَاءٍ مَوْلَى بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ جُنْدِ مِصْرَ ، قَالَ : " قَدِمْنَا مَعَ عُقْبَةَ بْنِ نَافِعٍ أَفْرِيقِيَّةَ ، وَهُوَ أَوَّلُ النَّاسِ اخْتَطَّهَا وَقَطَّعَهَا لِلنَّاسِ مَسَاكِنَ وَدُورًا , وَبَنَى مَسْجِدَهَا ، وَأَقَمْنَا مَعَهُ حَتَّى عُزِلَ عَنْهَا ، وَهُوَ خَيْرُ وَالٍ وَخَيْرُ أَمِيرٍ ، وَوَلَّى مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ حِينَ عَزَلَ عُقْبَةَ بْنَ نَافِعٍ , مَسْلَمَةَ بْنَ مَخْلَدٍ الأَنْصَارِيَّ ، وَلاهُ مِصْرَ وَأَفْرِيقِيَّةَ , وَعَزَلَ مُعَاوِيَةُ ابْنَ خَدِيجٍ الْكِنْدِيَّ عَنْ مِصْرَ ، فَوَجَّهَ مَسْلَمَةُ بْنُ مَخْلَدٍ إِلَى أَفْرِيقِيَّةَ دِينَارًا أَبَا الْمُهَاجِرِ ، مَوْلًى لَهُ ، وَعَزَلَ عُقْبَةَ بْنَ نَافِعٍ ، فَقِيلَ لِمَسْلَمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ : لَوْ أَقْرَرْتَ عُقْبَةَ بْنَ نَافِعٍ عَلَيْهَا ، فَإِنَّ لَهُ جُرْأَةً وَفَضْلا ، وَهُوَ الَّذِي اخْتَطَّهَا وَبَنَى مَسْجِدَهَا . فَقَالَ مَسْلَمَةُ : إِنَّ أَبَا الْمُهَاجِرِ كَمَا تَرَى ، إِنَّمَا هُوَ كَأَحَدِنَا ، صَبَرَ عَلَيْنَا فِي غَيْرِ وِلايَةٍ وَلا كَبِيرِ نَيْلٍ ، فَنَحْنُ نُحِبُّ أَنْ نُكَافِئَهُ وَنَصْطَنِعَهُ ، فَوَجَّهَهُ إِلَى أَفْرِيقِيَّةَ . فَلَمَّا قَدِمَ دِينَارٌ أَبُو الْمُهَاجِرِ أَفْرِيقِيَّةَ كَرِهَ أَنْ يَنْزِلَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي اخْتَطَّ عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ ، فَمَضَى حَتَّى خَلْفَهُ بِمِيلَيْنِ ، ثُمَّ نَزَلَ مَوْضِعًا يُقَالُ لَهُ أيت كروان فَابْتَنَاهُ وَنَزَلَهُ ، وَخَرَجَ عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ مُنْصَرِفًا إِلَى الْمَشْرِقِ حَنِقًا عَلَى أَبِي الْمُهَاجِرِ ، وَكَانَ أَسَاءَ عَزْلَهُ ، فَدَعَا اللَّهَ أَنْ يُمَكِّنَهُ مِنْهُ ، وَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا الْمُهَاجِرِ فَلَمْ يَزَلْ خَائِفًا مِنْهُ مُذْ بَلَغَتْهُ دَعْوَتُهُ عَلَيْهِ . فَقَدِمَ عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ , فَقَالَ : اللَّهِ ، إِنِّي فَتَحْتُ الْبِلادَ وَدَانَتْ لِي , وَبَنَيْتُ الْمَنَازِلَ , وَبَنَيْتُ مَسْجِدَ الْجَمَاعَةِ , وَسَكَّنْتُ الرِّحَالَ , ثُمَّ أَرْسَلْتَ عَبْدَ الأَنْصَارِ فَأَسَاءَ عَزْلِي . فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ ، وَقَالَ : قَدْ عَرَفْتَ مَكَانَ مَسْلَمَةَ مِنَ الإِمَامِ الْمَظْلُومِ , رَحِمَهُ اللَّهُ , وَتَقْدِيمَهُ إِيَّاهُ عَلَى مَنْ سِوَاهُ ، ثُمَّ قِيَامَهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِدَمِهِ ، وَبَذْلِ مُهْجَةِ نَفْسِهِ مُحْتَسِبًا صَابِرًا مَعَ مَنْ أَطَاعَهُ مِنْ قَوْمِهِ وَمَوَالِيهِ ، وَقَدْ رَدَدْتُكَ عَلَى عَمَلِكَ وَالِيًا " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.