أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عُرْوَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ ، قَالَ : غَزَوْنَا الشَّامَ فِي زَمَنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَمَرَرْنَا بِحِمْصَ بَعْدَ الْعَصْرِ ، فَقُلْنَا : وَحْشِيٌّ , فَقَالُوا : لا تَقْدِرُونَ عَلَيْهِ ، هُوَ الآنَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ حَتَّى يُصْبِحَ ، فَبِتْنَا مِنْ أَجْلِهِ وَإِنَّا لَثَمَانُونَ رَجُلا ، فَلَمَّا صَلَّيْنَا الصُّبْحَ جِئْنَا إِلَى مَنْزِلِهِ ، فَإِذَا شَيْخٌ كَبِيرٌ قَدْ طُرِحَتْ لَهُ زِرْبِيَّةٌ قَدْرَ مَجْلِسِهِ ، فَقُلْنَا : أَخْبِرْنَا عَنْ قَتْلِ حَمْزَةَ وَقَتْلِ مُسَيْلِمَةَ , فَكَرِهَ ذَلِكَ وَأَعْرَضَ عَنْهُ ، فَقُلْنَا : مَا بِتْنَا هَذِهِ اللَّيْلَةَ إِلا مِنْ أَجَلِكَ . قَالَ : إِنِّي كُنْتُ عَبْدًا لِمُطْعِمِ بْنِ عَدِيٍّ , فَوَرِثَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ ، فَلَمَّا خَرَجَ النَّاسُ إِلَى أُحُدٍ , دَعَانِي , فَقَالَ : قَدْ رَأَيْتَ مَقْتَلَ طُعَيْمَةَ بْنَ عَدِيٍّ ، قَتَلَهُ حَمْزَةُ يَوْمَ بَدْرٍ ، فَلَمْ تَزَلْ نِسَاؤُنَا فِي حُزْنٍ شَدِيدٍ إِلَى يَوْمِي هَذَا ، فَإِنْ قَتَلْتَ حَمْزَةَ فَأَنْتَ حُرٌّ . قَالَ : فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ وَلِي مَزَارِيقُ ، وَكُنْتُ أَمُرُّ بِهِنْدَ بِنْتِ عُتْبَةَ فَتَقُولُ : إِيهًا أَبَا دَسِمَةَ , اشْفِ وَاشْتَفِ ، فَلَمَّا وَرَدْنَا أُحُدًا نَظَرْتُ إِلَى حَمْزَةَ يَقْدُمُ النَّاسَ يَهُذُّهُمْ هَذًا , فَرَآنِي وَأَنَا قَدْ كَمُنْتُ تَحْتَ شَجَرَةٍ ، فَأَقْبَلَ نَحْوِي ، وَيَعْتَرِضُ لَهُ سِبَاعٌ الْخُزَاعِيُّ , فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : وَأَنْتَ أَيْضًا يَا ابْنَ مُقَطَّعَةَ الْبُظُورِ مِمَّنْ يُكْثِرُ عَلَيْنَا ، هَلُمَّ إِلَيَّ . قَالَ : ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ , رَحِمَهُ اللَّهُ ، فَاحْتَمَلَهُ ، حَتَّى رَأَيْتُ بُرْقَانَ رِجْلَيْهِ ثُمَّ ضَرَبَ بِهِ الأَرْضَ ثُمَّ قَتَلَهُ ، وَأَقْبَلَ نَحْوِي سَرِيعًا حَتَّى يَعْتَرِضَ لَهُ جُرُفٌ فَيَقَعُ ، وَأَزْرِقُهُ بِمِزْرَاقِي فَيَقَعُ فِي الثَّنَةِ ، وَالثَّنَةُ أَسْفَلُ مِنَ السُّرَّةِ ، حَتَّى خَرَجَ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ فَقَتَلْتُهُ ، وَأَمُرُّ بِهِنْدَ بِنْتِ عُتْبَةَ فَأَخْبَرْتُهَا ، فَأَعْطَتْنِي حُلِيَّهَا وَثِيَابَهَا ، وَكَانَ فِي سَاقَيْهَا خَدْمَتَانِ مِنْ جَزْعِ ظَفَارٍ ، وَمَسْكَتَانِ مِنْ وَرِقٍ ، وَخَوَاتِمَ وَرِقٍ , وَكُنَّ فِي أَصَابِعِ رِجْلَيْهَا ، فَأَعْطَتْنِي ذَلِكَ كُلَّهُ . وَأَمَّا مُسَيْلِمَةُ فَإِنَّا دَخَلْنَا حَدِيقَةَ الْمَوْتِ ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ زَرَقْتُهُ بِالْمَزَارِقِ ، وَضَرَبَهُ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ بِالسَّيْفِ ، فَرَبُّكَ أَعْلَمُ أَيُّنَا قَتَلَهُ ، إِلا أَنِّي سَمِعْتُ امْرَأَةً تَصِيحُ فَوْقَ الدَّيْرِ تَقُولُ : قَتَلَهُ الْعَبْدُ الْحَبَشِيُّ ، قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ : فَقُلْتُ : تَعْرِفُنِي ؟ قَالَ : فَأَكَرَّ بَصَرَهُ عَلَيَّ ، يَقُولُ : حَمَلَهُ عَلَى النَّظَرِ ، فَقَالَ ابْنُ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ : وَلِعَاتِكَةَ بِنْتِ أَبِي الْعِيصِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ . قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ مَا لِي بِكَ عَهْدٌ بَعْدَ إِذْ رَفَعَتْكَ أُمُّكَ فِي مَحَفَّتِهَا الَّتِي تُرْضِعُكَ فِيهَا ، وَنَظَرَتْ إِلَى بُرْقَانِ قَدَمَيْكَ حَتَّى كَانَ الآنَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
وَحْشِيٌّ | وحشي بن حرب الحبشي | صحابي |