حَدِيثٌ آخَرُ فِي هَذَا الْمَعْنَى : أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ مَسْعَدَةَ ، قَالَ : نا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ ، قَالَ : نا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ ، قَالَ : نا الْبَغَوِيُّ ، قَالَ : نا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الذَّرَّاعُ ، قَالَ : نا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ عَبَّادٍ ، قَالَ : نا يَزِيدُ بْنُ مَعْنٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُرَحْبِيلَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أَوْفَى ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسْجِدَهُ ، فَقَالَ : " أَيْنَ فُلانُ بْنُ فُلانٍ " ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ فِي وُجُوهِ أَصْحَابِهِ وَيَتَفَقَّدُهُمْ وَيَبْعَثُ إِلَيْهِمْ حَتَّى تَوَافَقُوا عِنْدَهُ ، فَلَمَّا تَوَافَقُوا عِنْدَهُ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : " إِنِّي مُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيثٍ فَاحْفَظُوهُ وَعُوهُ وَحَدِّثُوا بِهِ مَنْ بَعْدَكُمْ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مِنْ خَلْقِهِ خَلْقًا ، ثُمَّ تَلا : اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلا وَمِنَ النَّاسِ سورة الحج آية 75 خَلْقًا يُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ ، وَإِنِّي أَصْطَفِي مِنْهُمْ مَنْ أُحِبُّ أَنْ أَصْطَفِيَهُ ، وَمُؤَاخٍ بَيْنَكُمْ كَمَا آخَى اللَّهُ بَيْنَ الْمَلائِكَةِ ، فَقُمْ يَا أَبَا بَكْرٍ ، فَإِنَّ لَكَ عِنْدِي يَدًا ، إِنَّ اللَّهَ يُجْزِيكَ بِهَا ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلا لاتَّخَذْتُكَ خَلِيلا ، فَأَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ قَمِيصِي مِنْ جَسَدِي ، ثُمَّ قَالَ : ادْنُ يَا عُمَرُ ، فَدَنَا مِنْهُ ، فَقَالَ : لَقَدْ أَدْرَكْتَ شَدِيدَ الشَّغْبِ عَلَيْنَا يَا أَبَا حَفْصٍ ، فَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعِزَّ الإِسْلامَ بِكَ أَوْ بِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ فَفَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ بِكَ ، وَكُنْتَ أَحَبَّهُمَا إِلَى اللَّهِ ، فَأَنْتَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ ، ثُمَّ آخَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي بَكْرٍ ، ثُمَّ دَعَا عُثْمَانَ ، فَقَالَ : ادْنُ مِنِّي يَا أَبَا عَمْرٍو ، فَلَمْ يَزَلْ يَدْنُو مِنْهُ حَتَّى الْتَصَقَتْ رُكْبَتُهُ بِرُكْبَتِهِ ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّمَاءِ ، وَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى عُثْمَانَ ، كَانَتْ إِزَارُهُ مَحْلُولَةً فَزَرَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ ، ثُمَّ قَالَ : اجْمَعْ عِطْفَيْ رِدَائِكَ عَلَى نَحْرِكَ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ لَكَ شَأْنًا فِي أَهْلِ السَّمَاءِ ، أَنْتَ مِمَّنْ يَرِدُ عَلَى حَوْضِي ، أَوْدَاجُكَ تَشْخَبُ دَمًا ، إِذْ هَاتِفٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلا أَنَّ عُثْمَانَ أَمِيرٌ عَلَى كُلِّ خَاذِلٍ ، ثُمَّ تَنَحَّى عَنْهُ ، ثُمَّ دَعَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ ، فَقَالَ : أَمِينُ اللَّهِ ، وَتُسَمَّى بِالسَّمَاءِ الأَمِينُ ، يُسَلِّطُكَ اللَّهُ عَلَى مَالِكَ بِالْحَقِّ ، أَمَا إِنَّ لَكَ عِنْدِي دَعْوَةٌ قَدْ دَعَوْتُ لَكَ بِهَا ، وَقَدِ اخْتَبَأْتُهَا ، قَالَ : خِرْهَا لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : حَمَّلْتَنِي يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَمَانَةً ، أَكْثَرَ اللَّهُ مَالَكَ ، وَجَعَلَ يَقُولُ بِيَدِهِ هَكَذَا وَهَكَذَا يَحْثُو بِيَدِهِ ، ثُمَّ آخَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ عُثْمَانَ ، ثُمَّ دَعَا طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ ، فَقَالَ لَهُمَا : ادْنُوَا مِنِّي ، فَدَنَوَا مِنْهُ ، فَقَالَ لَهُمَا : أَنْتُمَا حَوَارِيِّي كَحَوَارِيِّ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، ثُمَّ آخَى بَيْنَهُمَا ، ثُمَّ دَعَا عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَسَعْدًا ، فَقَالَ : يَا عَمَّارُ ، تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ ، ثُمَّ آخَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدٍ ، ثُمَّ دَعَا عُوَيْمِرًا وَأَبَا الدَّرْدَاءِ وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ ، فَقَالَ : يَا سَلْمَانُ ، أَنْتَ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ ، وَقَدْ آتَاكَ اللَّهُ الْعِلْمَ الأَوَّلَ وَالْعِلْمَ الآخِرَ ، وَالْكِتَابَ الأَوَّلَ وَالْكِتَابَ الآخِرَ ، ثُمَّ قَالَ : أَلا أَرْشِدْ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : بَلَى ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : إِنْ تُنْفِذْهُمْ يُنْفِذُوكَ ، وَإِنْ تَرَكْتَهُمْ لا يَتْرُكُوكَ ، وَإِنْ تَهْرَبْ مِنْهُمْ يُدْرِكُوكَ ، فَأَقْرِضْهُمْ عِرْضَكَ لِيَوْمِ فَقْرِكَ ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْخَيْرَ أَمَامَكَ ، ثُمَّ آخَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَلْمَانَ ، ثُمَّ نَظَرَ فِي وُجُوهِ أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : أَبْشِرُوا ، وَقَرُّوا عَيْنًا ، أَنْتُمْ أَوَّلُ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ حَوْضِي ، وَأَنْتُمْ فِي أَعْلَى الْغُرَفِ ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : لَقَدْ ذَهَبَتْ رُوحِي ، وَانْقَطَعَ ظَهْرِي حِينَ رَأَيْتُكَ فَعَلْتَ بِأَصْحَابِكَ غَيْرِي ، فَإِنْ كَانَ هَذَا مِنْ سَخَطٍ عَلَيَّ فَلَكَ الْعُتْبَى وَالْكَرَامَةُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ ، مَا أَخَّرْتُكَ إِلا لِنَفْسِي ، وَأَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى ، غَيْرُ أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي ، وَأَنْتَ أَخِي وَوَارِثِي ، قَالَ : وَمَا أَرِثُ مِنْكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ؟ قَالَ : مَا أَوْرَثَتِ الأَنْبِيَاءُ قَبْلِي ، قَالَ : مَا هُوَ ؟ قَالَ : كِتَابَ رَبِّهِمْ ، وَسُنَّةَ نَبِيِّهِمْ ، وَأَنْتَ مَعِي فِي قَصْرِي فِي الْجَنَّةِ مَعَ فَاطِمَةَ ابْنَتِي ، ثُمَّ تَلا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ سورة الحجر آية 47 الْمُتَحَابِّينَ فِي اللَّهِ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ " ، قَالَ الْمُؤَلِّفُ : هَذَا حَدِيثٌ لا يَصِحُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ : عَبْدُ الْمُؤْمِنِ ضَعِيفُ ، فَقَدْ رَوَاهُ نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ شُرَاحْبِيلَ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ زَيْدٍ ، وَلَعَلَّ ذَلِكَ الرَّجُلَ غَيْرُ ثِقَةٍ فَقَدْ أَسْقَطَهُ عَبْدُ الْمُؤْمِنِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
زَيْدِ بْنِ أَبِي أَوْفَى | زيد بن أبي أوفى الأسلمي | صحابي |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُرَحْبِيلَ | عبد الله بن شرحبيل القرشي | مقبول |
يَزِيدُ بْنُ مَعْنٍ | يزيد بن معن | مجهول الحال |
عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ عَبَّادٍ | عبد المؤمن بن عباد العبدي | ضعيف الحديث |
حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الذَّرَّاعُ | الحسين بن محمد السعدي | ثقة |
نا الْبَغَوِيُّ | عبد الله بن سابور البغوي / ولد في :214 / توفي في :317 | ثقة إمام ثبت حافظ |
أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ | عبد الله بن عدي الجرجاني / ولد في :277 / توفي في :365 | حافظ متقن |
حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ | حمزة بن يوسف السهمي | إمام ثبت |
زَيْدٍ | زيد بن أبي أوفى الأسلمي | صحابي |
رَجُلٍ | اسم مبهم | |
ابْنُ مَسْعَدَةَ | إسماعيل بن مسعدة الجرجاني | ثقة |
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ | إسماعيل بن أحمد السمرقندي | ثقة |
شُرَاحْبِيلَ | عبد الله بن شرحبيل القرشي | مقبول |