أَخْبَرَتْنَا شَهْدَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ ، قَالَتْ : أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ السَّرَّاجُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ ، بِمِصْرَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الفَهْمِ بْنِ اليَسَعَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الدِّينَوَرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصُّوفِيُّ ، قَالَ : قَالَ أَبُو حَمْزَةَ الصُّوفِيُّ : " كَانَ كَامِلُ بْنُ الْمُخَارِقِ الصُّوفِيُّ ، مِنْ أَحْسَنِ مَنْ رَأَيْتُهُ مِنَ أَحْدَاثِ الصُّوفِيَّةِ وَجْهًا ، وَكَانَ قَدْ لَزِمَ مَنْزِلَهُ ، وَأَقْبَلَ عَلَى الْعِبَادَةِ ، لَا يَخْرُجُ إِلَّا مِنْ جُمُعَةٍ إِلَى جُمُعَةٍ ، فَإِذَا خَرَجَ يُرِيدُ الْمَسْجِدَ وَقَفَ لَهُ النَّاسُ ، وَرَمَوْهُ بِأَبْصَارِهِمْ يَنُظُرُونَ إِلَيْهِ ، فَقَدِمَ عَلَيْنَا حَجَّارُ بْنُ قَيْسٍ الْمَكِّيُّ دِمَشْقَ ، وَكَانَ أَحَدَ الْفُضَلَاءِ ، وَكَانَ لِي صَدِيقًا ، فَكَلَّمَنِي جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا : اسْأَلْهُ أَنْ يَجْلِسَ لَنَا مَجْلِسًا ، فَكَلَّمْتُهُ فَوَعَدَهُمْ يَوْمًا ، فَاتَّعَدْنَا لِذَلِكَ الْيَوْمِ ، وَدُعِيَ النَّاسُ الْغَدَاةَ ، أَقْبَلُوا مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ ، فَوَقَفَ فَتَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ كَامِلُ بْنُ الْمُخَارِقِ ، فَلَمَّا نَظَرَ النَّاسُ إِلَيْهِ شُغِلُوا عَنِ الِاسْتِمَاعِ ، وَفَطِنَ بِهِمْ حَجَّارٌ ، فَقَطَعَ كَلَامَهُ ، وَقَالَ : " يَا قَوْمُ ، مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا { 13 } وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا سورة نوح آية 13-14 ، أَتَنْظُرُونَ إِلَى جَمَالٍ يَحُولُ ، وَوَجْهٍ تَتَخَزَّمُهُ الْحَادِثَاتُ ؟ أَيْنَ تَذْهَبُ بِكُمُ الشَّهَوَاتُ ؟ عُرِضَ بِكُمْ لِمِحْنَةٍ عَظِيمَةٍ ، عَلَى أَنَّكُمْ لَا تَبْلُغُونَ مِنْهَا مَحْبُوبَ نُفُوسِكُمْ ، أَمَا سَمِعْتُمُوهُ تَعَالَى ، يَقُولُ : ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ سورة محمد آية 28 ، ثُمَّ أَخَذَ فِي كَلَامِهِ ، فَأَحْصَيْتُ مَنْ أَحْرَمَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ الْيَوْمَ نِيفًا عَلَى سَبْعِينَ بَيْنَ رَجُلٍ وَغُلَامٍ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |